لحج نيوز:- - في محاولة منها لتسليط الضوء على جانب خفيّ من حياة الشباب العربي، تبنّت "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع" برنامج مسابقات يهدف إلى تشجيع الشباب العربي على الابتكار في مختلف مجالات العلوم.
ويعدّ هذا البرنامج الجديد نسخة علمية عن "ستار أكاديمي" الفني، وسيبدأ بثه ابتداء من 29 مايو/ايار الجاري على خمس عشرة فضائية عربية خاصة وعامة تابعة لاتحاد إذاعات الدول العربية.
ستة عشر شابا وشابة من إحدى عشرة دولة عربية يلتقون في برنامج "نجوم العلوم" متنافسين على النجومية ولكن هذه المرة في مجال الاختراع العلمي لا "الابداع الفني".
وعلى غرار برنامج "ستار اكاديمي"، ستتابع الكاميرات في هذا البرنامج المشاركين الشباب على مدى ساعات النهار، تسلط خلالها الضوء على مراحل عملية الابداع والابتكار والتحديات التي يواجهها "النجوم" في هذا النوع الجديد من برامج تلفزيون الواقع.
تستمر المسابقة أربعة أسابيع يتم خلالها عرض حلقة يومية، من الأحد إلى الخميس مدتها 45 دقيقة، تقدم ملخصا عن نشاط المرشحين اليومي.
وسيخصص يوم الجمعة لبث حلقة "البرايم" الرئيسية التي ستجري فيها التصفيات للمراحل التالية من البرنامج. تخصص الحلقة الرئيسية الثانية "البرايم" في 5 يونيو للهندسة، والحلقة الرئيسية الثالثة يوم 12 يونيو للتصميم والحلقة الرئيسية الرابعة في 19 يونيو للأعمال. وسيتوّج المشاهدين "النجم العالم" في الحلقة الخامسة والأخيرة التي ستبث مباشرة على الهواء في 26 يونيو من أكاديمية التفوق الرياضي "أسباير" Aspire"" من خلال تصويتهم عبر الرسائل القصيرة "الأس أم أس". لتكون جائزة قدرها 300 ألف دولار أمريكي في انتظار الفائز.
من غير العدل أن نحكم على هذا البرنامج بالسلب أو بالايجاب، قبل أن يبدأ، لكن الفكرة في حد ذاتها تبدو محفزة وفريدة وتدعونا إلى التساؤل: هل سينجح هذا البرنامج العلمي في تحدي نظيره الفني، خاصة وأن" برايم" "نجوم العلوم" يتزامن مع "برايم" "ستار اكاديمي"؟ المشاهد العربي، وخاصة الشباب، تشرب حدّ النخاع من البرامج الفنية والمنوعات التي تعتمد في جزء كبير منها على الترفيه والغناء والرقص، فهل سيجد في نفسه قبولا لمثل هذه البرامج "الجادة"؟ والأهم من ذلك هل سيكون لتصويت الجمهور الدور الأكبر في تتويج "العالم النجم" أم أن الكلمة ستكون للجنة التقييم المتخصصة؟، خاصة بعد أن ظهرت أخبار تشكّك في مصداقية البرنامج والمعايير التي اختير على أساسها المشاركون الـ16 من بين 5600 شخص تقدموا إلى المسابقة.
أسئلة كثيرة تنتظر أن يجيب عنها برنامج "نجوم العلوم" الذي تقول عنه "مؤسسة قطر" إنّه "لم يسبق له مثيل"، وهو مطالب أيضا بأن يأتي، في محاولته لجذب الجمهور، بطريقة تقديم جديدة وغير مملة، حيث أن نسبة كبيرة من المشاهدين تصيبهم البرامج العلمية والتثقيفية بالملل لأنهم لم يتعوّدوا على مشاهدتها في الفضائيات العربية التي لا تتهاون في صرف الملايين على انتاج أو شراء المسلسلات والمنوعات الترفيهية، في حين تتخوّف من تمويل أي برنامج علمي، أو فيلم وثائقي.
ما من شك في أن تجربة تلفزيون الواقع كان لها تأثير واضح وعميق في المجتمع العربي. وقد وجدت الأرضية الخصبة للانتشار. ويفسّر نجاحها - في صفوف الشباب خاصّة- بأنها هيّأت ظروفا نفسيّة جماعية وأجواء الحلم الجماعي لإفراغ احباطات ومكبوتات يعانيها المواطن العربي في زمننا الراهن.. ومن يدري فقد يغير برنامج"نجوم العلوم" الموازين، ونتحوّل من أمة "راقصة" إلى "أمة "عالمة"، فالوطن العربي بحاجة إلى مبدعين في مجالات أخرى غير الغناء والرقص!.
|