لحج نيوز/أسامة بدر - قالت صحيفة «الأخبار» اللبنانية أن لقاءا أمنيا «سعوديا ــ سوريا» عُقد في اليومين الماضيين في موسكو. فيما تردّد أن رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء «علي مملوك» وصل الى الرياض أمس، برفقة ضابط روسي رفيع، لحضور لقاء أمني «سعودي ــ روسي ــ سوري». بحسب الصحيفة.
وإذا صحت الزيارة التي تحدثت عنها الصحيفة، فإنها تعتبر الزيارة الثانية لـ«مملوك» بعد أولى في يوليو/تموز الماضي التقى خلالها ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».
وبحسب الصحيفة، فإن اللقاءات السورية ـ السعودية تجددت بعيدا من الأضواء، فيما يستمر الحراك الدبلوماسي الذي أطلقته المبادرة الروسية، بين عواصم المنطقة، غير أن مصادر مطلعة أكّدت للصحيفة أن النتائج «لا تزال صفرا».
وكانت صحيفة «صنداي تايمز« البريطانية قد نقلت عن مسؤول سوري بارز تأكيده زيارة مدير المخابرات السورية الجنرال «علي مملوك«، الشهر الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض، وأن لقاءا جمعه بالأمير «محمد بن سلمان«.
وأوضحت الصحيفة الأحد الماضي أن فكرة زيارة المسؤول الأمني السوري جاءت أثناء لقاء الأمير، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين« في مدينة سانت بطرسبرغ في يونيو/حزيران الماضي.
وأشارت إلى أن «بوتين« طلب اعترافا من الأمير أنه لا توجد هناك محاولات لتغيير النظام في دمشق، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى حل جديد للأزمة السورية.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في دمشق قوله إن النظام السوري تلقى تأكيدات من مستويات عالية بأن إدارة الرئيس «باراك أوباما« تركز جهودها الحالية كلها على هزيمة «الدولة الإسلامية«، أكثر من تركيزها على الإطاحة بنظام «الأسد«
وكشفت الصحيفة عن أن المبادرة الروسية تأتي في ظل القلق من التراجع الذي أصاب الجيش السوري ميدانيا، مشيرة إلى أنه في الوقت ذاته فقد زادت إيران من مستويات نقل الأسلحة للنظام السوري؛ من أجل تعزيز قواته والمليشيات التي تدافع عنه، وأرسلت روسيا معدات متخصصة ونوعية لم تكن متوفرة لدى الجيش من قبل، بما في ذلك طائرات دون طيار روسية.
وبعيدا عن اللقاءات السرية وغير المعلنة، فإن الحراك الدبلوماسي العلني يتواصل، فقد شهدت عُمان، أمس الخميس، أول زيارة رسمية لوفد سوري برئاسة وزير الخارجية «وليد المعلم« إلى دولة خليجية منذ بدء الثورة السورية.
وخلصت الزيارة إلي التأكيد على «تضافر الجهود» من أجل «وضع حد» للأزمة السورية، بعد تناول «العلاقات الثنائية» بين البلدين، ولفتت وكالة الأنباء السورية إلى أنه «جرى البحث بعمق في خلفيات الأزمة في سوريا، والأدوار الإقليمية والدولية فيها».
من ناحية أخري، أفادت مصادر أخري لصحيفة «الأخبار» من دمشق ومسقط وطهران أنه «لا تسوية قريبة رغم زحمة المبادرات التي أوحت أخيراً وكأن الأمور تقترب من خواتيم سعيدة».
وأوضحت المصادر المطلعة على أجواء زيارتي «المعلم» الى طهران ومسقط بأن «كل ما يجري من مبادرات وتبادل أفكار وزيارات مكوكية، ليست إلا قصفاً خلّبياً، بمعنى أن لا إصابات محققة ولا نتائج لها بعد». ولفتت الى أن «المواقف لا تزال متباعدة الى حد كبير، وموازين القوى في الاقليم متكافئة ومتعادلة بما لا يسمح بوجود رابح وخاسر، ولا إرادة دولية لفرض حلّ من دون موافقة اللاعبين الاقليميين».
كما أشارت المصادر الى أن «شبه التفويض» الذي أعطته واشنطن لموسكو للبدء بحراك سياسي، يقوم أساساً على مجموعة قواعد أهمها: أولا، أولوية مكافحة الارهاب؛ ثانيا، حتمية الحل السياسي؛ وثالثا، خروج كل الأطراف الاقليمية، وتحديدا إيران والسعودية وتركيا، بمكتسبات من مثل هذا الحل. |