الأربعاء, 17-مارس-2010
لحج نيوز - هناك قضايا مهمة في حياتنا لا نوليها الاهتمام الذي تستحقه رغم أهميتها ومن ذلك تنمية قيم الولاء الوطني ومفاهيم الانتماء وتعزيز روح المواطنة وغرسها في النفوس والقلوب، بل يعمد البعض من أفراد وقوى سياسية وحزبية إلى تسييس ذلك ومع التمادي في لحج نيوز/بقلم:أحمد حمود الحاج -

هناك قضايا مهمة في حياتنا لا نوليها الاهتمام الذي تستحقه رغم أهميتها ومن ذلك تنمية قيم الولاء الوطني ومفاهيم الانتماء وتعزيز روح المواطنة وغرسها في النفوس والقلوب، بل يعمد البعض من أفراد وقوى سياسية وحزبية إلى تسييس ذلك ومع التمادي في استخدام عناصرها ومكوناتها بطريقة انتهازية وتوظيفها في الصراعات السياسية باسم المناطقية والجهوية غير مدركين لما قد يؤدي مثل هذا التوظيف من عوائق جمة للتطور الاجتماعي المنشود وبناء أطر الأمن والاستقرار والحيلولة دون ترسيخ دعائمها إلى جانب ما يتولد عن مثل هذا التوظيف الانتهازي لمفهوم المواطنة والمساواة من تناقضات جوهرية وشروخ في بنية المجتمع والإسهام في تمزيق النسيج الاجتماعي وتنمية ثقافة الكراهية والتباغض بين أبنائه، وفي الوقت ذاته يشكل عائقاً دون بلورة مؤسسات عصرية في المجتمع، فبدلاً من قيام مؤسسات حدايثة، تتقوى القيم السلبية مثل الطابع الانقسامي بين أبناء الوطن الواحد.
إذ لا أظن أن هناك إنساناً سوياً لا يقر بضرورة وأهمية تنمية قيم الولاء الوطني وحب الوطن وليس هناك إنسان يدعي الحرص على هذا الوطن لا يستهجن ولا يستنكر عملية التسييس المفرط لهذه المعاني النبيلة وتوظيفها على أسس مناطقية وجهوية لتحقيق مكاسب آنية، رغم علمها أن مخرجات مثل هذه الممارسات تكبح سيرورة نمو حياة ثقافية وسياسية وفكرية عصرية وتؤدي إلى المزيد من الإفقار للحياة السياسية تضر أول ما تضر تلك القوى الحزبية والسياسية التي لا تقر بصلاحية النظام وأهليته وفعاليته إلا بالقدر الذي يحقق لها مصالحها، متناسية أنها تسهم في خلق فراغ شعبي حولها مما يقودها إلى التورط بصورة أو بأخرى إلى مخازي العنف المادي أو الرمزي لإثبات وجودها.
لا أريد التحدث كثيراً عن السلوكيات الانتهازية لبعض القوى الحزبية إلا في حدود الإشارة إلى الآثار الضارة التي تنال من قيم الولاء الوطني وترسيخ معاني حب الوطن وهي القيم التي تعتبر ميداناً رحباً للمفاضلة بيننا، فالأفضلية ليست "سين أو صاد" من الناس، بل لمن يحب هذا الوطن أكثر ولمن يسعى بتقدم وثبات لتنميته وتطويره والأفضلية لمن يضحي من أجله ويحرص على سلامة حاضره ومستقبله والأفضلية لكل من له تاريخ مشرف ولكل من ينهض بهذه الإنجازات والدفع بها قدماً خدمة لكل أبناء اليمن الواحد الموحد الذي نتشرف جميعاً بالانتماء إليه.
فلننمي ونعزز قيم الولاء والانتماء لأنها ترتبط بأصل التقدم والتطور وطبيعتهما ومداهما، وحسناً أن نتناول أثر ذلك في تأكيد إنسانية الإنسان أكان ذلك بالإحساس أم بالإدراك أم بالفكر.
فمفهوم الانتماء والمواطنة التي ندعو الجميع للتحلي بها تعني حب الوطن، هذا الحب الذي ينبغي أن يكون في ضمائرنا ووجداننا، وليكن دورنا هو الإسهام في التأسيس لجملة من المشاعر والسلوكيات الإيجابية للإنسان تجاه وطنه ومجتمعه من التزام بالقيم الدينية والأخلاقية والحضارية واكتساب العلوم والمعارف والإخلاص في العمل لخدمة الوطن ورفعته وتقدمه وازدهاره، وتأسيساً على ذلك يحصد الجميع ثمار الانتماء والولاء لهذا الوطن العزيز.
إن التجاهل المتعمد لهذه القيم من قبل النخب والأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني سيؤدي إلى نتائج سيئة ستضر بالجميع وسيكون الضحية هم الأبناء الذين ستدمر أحلامهم لا سمح الله.
ولما كانت المدرسة ولا تزال تشكل فضاء اجتماعياً للتنشئة والتربية والتكوين، ومجالاً لإنتاج القيم الأخلاقية وذات بعد قيمي حاسم في بلورة سلوكيات أخلاقية تصب في الحياة الاجتماعية، ومن ثم لا بد أن تجسد هذه المؤسسة الاجتماعية قيم المجتمع وأن تساهم في الرقي بها وفي بناء قدرات التمحيص والنقد والاختيار العقلي المسئول لدى الناشئة بلوغاً للمواقف الأخلاقية الإيجابية الفردية والجماعية.
وسياق تنامي الوعي بهذه الوظيفة الأخلاقية للمدرسية واعتباراً للموقع المركزي الذي يحتله العنصر البشري داخل هذه المؤسسة - وتنفيذاً للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وتوجهات الحكومة وما تقتضيه الظروف والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصعيد الوطني والعالمي فقد بادرت وزارة التربية والتعليم بإجراء بإعداد الدراسات لإعداد منظومة متكاملة للقيم الوطنية وقيام المؤسسات التربوية بتطبيقها وجعلها أحد مرتكزات العمل التربوي بجميع مستوياته ومصاحبة المؤسسة التعليمية في ضرورة وضع القيم في صلب تصوراتها وممارستها التربوية, وفي ضوء هذا التوجه الناضج لقيادة الوزارة فالمؤسسات التربوية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بعكسه وجعله جزءاً من منظومة العمل التربوي والتعليمي، غير أن هذه المهمة لن تكون حقيقة إلا إذا تمت على نحو نقدي وعقلاني وتنتهي بالوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة واحترام البيئة الطبيعية والتعامل الإيجابي مع الثقافة الشعبية والموروث الثقافي والحضاري.
* * *
* الهيئة الوطنية للتوعية.. إضافة نوعية لمؤسسات المجتمع المدني، توجهات قيادتها الناضجة لتعزيز قيم الولاء والانتماء، جهود مكتبها التنفيذي وإدارته الرائعة لتأصيل هذا التوجه الذي تستحق عليه الثناء والتقدير والاحترام.
مدير عام الأنشطة المدرسية
بوزارة التربية والتعليم

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-3294.htm