بقلم/عادل عبدالاله العصار -
اطمأن قلبه بالعروبة فلم يخش أن يحاط بالكفر، وتفجر قلبه دما عربيا نقيا فلم يجد أصحاب الدماء الملوثة إلى قلبه سبيل، وأسس بنيانه الفكري على القومية فكان وسيظل فكرا لا يموت، وأسكن قلبه وضميره وطنا اتسعت خارطته لتحتل غرب وشمال قارتين فكان أكبر من أن يجعل منه سماسرة الأوطان بوقا وجسرا لعبور الغزاة وأجندات الغرب وسيناريوهات دول الاستعمار وغباء دويلات الاستحمار التي حولت الكثير من رجالات الفكر والسياسة العرب إلى أدوات وبيادق وحولت الكثير من رجالات الحكم إلى فزاعات مسلوبة الإرادة والقرار ينصبها الغرب متى شاء وكيف يشاء..
اعتز بماضيه وارثه التاريخي والحضاري فكان الكبير الذي تقزمت أمامه مغريات حضارات العالم الجديد..
رحل هيكل الانسان والجسد وبقي هيكل الفكر والحقيقة والرؤى والبعد السياسي الذي لم يتغير ولن يتغير في زمن السياسات المتغيرة..
رحل هيكل فانطفأت نافذة نستشرف من خلالها المستقبل ونقرأ عبرها ما يخبئه قادم الأيام..
أغلق هيكل نافذته فأصبح الحاضر العربي معتما والمستقبل مجهولا وبدت السياسة بلا سياسات..
رحل هيكل فأصبح الطريق بلا دليل والصفحات بلا سطور والروايات بلا راوٍ والعرب بلا هيكل وبلا رؤية وبلا سياسة..
وداعا هيكل وسلامٌ عليك روحا وفكرا ورأيا وحقيقة..
#وداعا_هيكل