كتب/ شاجع الطيري -
في أحداث ثورة 2011 كان شباب التغيير في الحارة التي أسكنها يقولوا لي ( سنكون دولة خليجية في ظرف سنة ) فقلـت لهم:( مش معقول) - قالوا أكيد - فذهبت اشتري عقال أبيض وثوب أبيض للوالد - وأخبرته أنني اشتريته ولن أرسله له إلا لما نكون دولة خليجية .. فعلقـته في الشماعة الخاصة بي .. ومرت السنة الأولى .. فقلت لهم ماذا بعد .. قالوا انتظر أربعة أشهر،فانتظرت وانتظرت .. لكن مرت تلك الفترة دون ان يتحقق ذلك الحلم.. (فأضطريت لان أخرج لهم ذلك الثوب الأبيض والعقال وقد اتسخ بمخلفات الذباب وحولت بياضه الى سواد وقلت لهم آسفا ان هذا لم يعد عقالاً ولا ثوباً خليجياً بل رداء أسودا شبيها بأزياء البرابرة في شمال أفريقيا من باب الفكاهة.
الشاهد في الموضوع مهما كانت أهداف الثورات و أحلامها ومنهجيتها فلا نحكم على مخرجاتها مسبقا بل عند نقطة النهاية لذلك اجزم واقول أن ثورة 2011 كانت فقط عبارة عن( ثورة المواطير).
كذلك الثورة الأخيرة هي الاخرى كانت عبارة عن ثورة (الألواح الشمسية والشواحن السفري أبو كلبتين والبطاريات)..هذه هي الحقيقة عندما يجازف السياسيون - نكايةً بالطرف الآخر - بلا هوادة - نجد أن العواقب تكون وخيمة دائماً حتى (صرنا في زمن البرابرة نتحمل الغلب والبؤس والجوع والعوز في عتمة الظلم والظلام خاصة عندما تتعطل أعمال ومصالح العام والخاص ويخسر ويفقد الكثير من الناس أعمالهم على وهم لم تحصد من ورائه إلا الفرقة والقتل و الخراب والدمار الناتج عن تلك الثورات ليس الا.
لذلك فان السياسي الذي يمتهن السياسة منذ بداية حياته يجب ان يكون مسلحا بالكياسة والخبرة وفق منهج وطني يرفع المعاناة عن كاهل الناس بعيدا عن التدليس والمماحكات .. لكن نجد ان الدخلاء على الواقع السياسي من أمثال الشخصيات التي عرفناها في أحزاب معينة نجد انهم هم أولئك الفاشولون الذين أكل الدهر- على فشلهم وخيبتهم-وشرب. عندما يلبس أولئك عباءة السياسي الشطاح الذي يا ما اتعبتنا شطحاته تلك التي تتغنى وتنم يا اما عن حقد أو متهور أو للفوز بغنيمة معينة حتى لوكانت على حساب شعب ودمار وطن .
لذك يمكنني القول ان ثوارتنا الجديدة ما هي الا ثورات (المواطير والألواح الشمسية والشواحن السفري أبو كلبتين والبطاريات).. ناهيكم عن الأزمات المختلفة التي تصاحبها تلك الثورات في اليمن التي حصدت ثمرتها (الصين والهند والدول المصنعة لكلمات ليس له جودة).
وكما نعرف أن حرارة الشمس تبخر المياه في المحيطات ويصعد ذلك البخار إلى السماء وتتشكل منه السحب ثم يرسلها الله الى بلد ميت ليستنفع بخيرها وبركتها وهذا هو حال ثوارات اليمن قصدي الأزمات اليمنية.
لقـــد نتج هذه الأزمات التي يطلقون عليها مسمى ثورات ( ثقافة العنف والحقد والكراهية المناطقية والطائفية والجهوية التي تستهدف النسيج الاجتماعي وكل معاني الحياة في يمن الحكمة والايمان).. كما ان أدخنة هذه التي نسميه ثورات تحول إلى مارد صيني استطاع بمصباحه السحري ان يدير عجلات المدن الصناعية المعطلة في الصين وغيرها لتستعيد نشاط صناعة المولدات الكهربائية (المواطير والشواحن والبطاريات) التي بدأت تنقرض من الحياة لان شعوب الدول الاخرى نست كيفية استخدامها وكأن المارد (حق ثورتنا مقاول) يحصل على "ألكوميشن"من عائدات تلك المستلزمات الهالكة وهو ما يجعله يتغنى ويذهب ليقول لأصحاب تلك المصانع (أبرك دبرك - شبيك لبيك _ أوؤمر ما تشاء - اصنع ونحن نقوم بتفريغ تلك المواطير والشواحن وغيرها من مصنعه للبيع الشعب اليمني في حاجة ماسة لها فقد جعلته أزمة ما تسمى بالثورات ينتظرها بفارغ الصبر ؟!!
صحيح ان هناك ثورات ناجحة قامت في معظم دول العالم وخلصت شعوبها من كل عوامل القهر والظلم والاستبداد وو.. الخ !! وكانت فعلا ثوارت مصيرية خلصت شعوبها من معاناة الظلم والاستبداد لكن ثواراتنا عكس تلك الثورات وعلى سبيل المثال االثوره العظيمة في فرنسا (ثورة الباستيل) وثورة المليون شهيد بالجزائر وكوبا وبولندا ووو.. لخ... ولو قارن تلك الثورات بثوراتنا لوجدنا ان الشعارات الثورية سوف تموت خجلا من شعارات ثوارتنا الماطورية واللوحية وكلها "طلبة لله "
لذلك فإننا نترقب شعار الثورة اليمنية القادمة ماذا سيكون وما هي صناعته!!!
وكل واحد حر في ثورته....