الإثنين, 30-مايو-2016
لحج نيوز - عارف الشرجبي بقلم/عارف الشرجبي -
بكل امانة وصدق اقول ان تاريخنا اليمني قد خضع معضمة للتزوير في كثير منه بسبب ادعاء الكثير من الناس شرف الثورية والاشتراك بالثورات او القيام بها في الوقت الذي هم بعيدين كل البعد عن هذا المضمون والفعل الثوري الوطني الرائع الخلاق في النفس والوجدان
وعموما فيما يتعلق بماتسمى حركى 1955 للمرحوم احمد الثلايا او الثلاياء (نسبة لمنطقتة ثلاء ) امر فيه وجهة نظر من قبل الكثير من المؤرخين الذين كتبو عن تاريخ اليمن وانا كباحث متواضع في تاريخ اليمن قديمة وحديثه لاسيما الحركة الوطنية المعاصرة وبالرجوع الى العديد من المراجع والكتب ومذكرات ومؤلفات معاصري تلك الاحداث او من جاء بعدهم واخذ عنهم او عارضهم فقد تبين لي ان كثير من الاحداث التاريخية اليمنية قد خضعت للتجريف والتشويه والسرقة والتجيير لصالح ادعياء ليس لهم علاقة حقيقية في جوهر الاحداث فقد كانو اما معارضين لقيام حركات ثورية شعبية حقيقية او اداة قمع وسيف مسلط بيد الحكام والامراء على رقاب الشعب وليس لهم علاقة فعلية بصنع الاحداث التاريخية والوطنية من قريب او بعيد ..تؤكد الاحداث ان المرحوم احمد الثلايا قد نشأ نشأة بسيطة طبيعية كغيره من اطفال اليمن البسطاء
وقد تم اختياره من الامام للذهاب للدراسة العسكرية لاعتبارات خاصة حيث اعتقد الامام ان الثلايا مهما تعلم والتحق بالسلك العسكري فليس له طموح للوصول للحكم نتيجة لتواضع اسرته التي ليس لها علاقة بالحكم والحكام وعندما عاد ضابطا كان نادر الاختلاط بالسياسيين حد الانطواء على نفسة وكان صارما في طاعة ولي الامر لايخالف له امرا وكان كمايقال من بيته الى عمله راضيا بماحققه لنفسه من رضا وحضوة لدى بيت الامام ناسيا او متناسيا مايدور خارج اسوار دائرة الحكم وهيلمان السلطة
ولان الثورية والشعور بظلم الحاكم ومعاناة الشعب لاتخلق في لحظة واحد وبشكل فجائي لدى اي شخص مهما كان لان الشعور بالظلم ينتج عن معاناة حقيقية طويلة او قصيرة فيتولد رفضا متناميا لهذا الظلموصولا للقيام بثورة او ثورات . وهذا الامر لاينطبق البته على الثلايا ولا عبدالله حميد الدين في 55 ولا حتى لعبدالله الوزير وبقية رفاقه في محاولة الانقلاب الفاشلة في 1948 حين اختلف اﻻنقلابيين مع الامام يحيى على الحكم بعد اقصائهم وابعادهم عن دائرة الضواء والاحداث خوفا منهم بعد ان حققو سطوة وحضوة داخل اطار منظومة الحكم ومحيطها البرجوازي والمتطلع له واصبح لهم اعوان اوهموهم ان بامكانهم الوصول للسلطة بكاملها وليس غبارها المتطاير الذي بداء الامام يقلصه يوما عن يوم عنهم بعد ان اصبح يعتمد على ابناءه الذي شبو وكبرو وتوسعت طموحاتهم للحد الذي ضاقو من استمرار نفوذ سيوف الامس في قمع الشعب كعبدالله الوزير ومحمد الوزير وغيرهما ممن كانو في بيت الطاعة للامام وحاشيته طوال فترة حكمه ولذا من عاشر المستحيلات التصديق ان عبدالله الوزير ومن معه قامو بثورة 1948م وقد كان الوزير السيف المسلط بيد الامام يحيى لقمع كل الثورات الشعبية الفعلية التي قامت ضدة في الزرانيق والبيضاء والجوف والحجرية والمخا وماوية تعز وغيرها وعندما تم تنحيته من حكم تعز قام بمحاولة انقلابيه فاشلة للوصول للسلطه لقمح الشعب والاستئثار بالمال والثروة وليس لصالح الشعب الذي ذاق الويلات على يد الوزير ومن قامو معة في صراعهم على السلطة فتم اعدامة وكثير ممن ساندوه .. باختصار شديد ونظرا لضيق المساحة اقول ان المرحوم الثلايا لم يكن يوما ثائرا ولم يكن قريبا من معاناة الشعب بل كان سيفا مسلطا على رقاب الشعب خدمة لمولاه الامام احمد واسرته وكان اخر صولاته وبطولاته العظيمة هي قمع الشعب في الجندية في 1، 2، 3/مارس 1955م اي نفس تاريخ انقلاب عبدالله حميد الدين على اخية الامام احمد حميدالدين في تعز وهذا تاكيدا دامغا بان ماحدث في 55 لم يكن الا محاولة انقلاب فاشلة من الامير عبدالله بن يحيى حميد الدين شقيق الامام احمد الذي استغل غضب الامام احمد عل الثلايا العائد للتو من قمع المواطنين في الجندية واحراق بيوتهم وتدميرها وسلب المواشي وقتل الرجال والنساء والاطفال
فالذي حدث بالضبط في 1، 2، 3، مارس 1955 هو ان الامام احمد ارسل الثلايا لتاديب ابناء الجند وماوية في تعز لعدم تسليمهم زكاة الزرع فارسل الثلايا مجموعة من العساكر الى الجند لارغام الناس على دفع الزكاة فقالو للعسكر كيف نسلم لكم زكاة زرع لم ينبت بسبب شحة الامطار تلك السنه( وعرفت بعام القحط) فثار العسكر وغضبو فاشتد الخلاف بينهم وقام العسكر بقتل وجرح عدد من المواطنين الذين ردو بقتل احد العساكر وجرح اخر فوص الامر الى الثلايا فغضب غضبا شديدا وقام بقيادة حملة عسكرية كبيرة وذهب بنفسة الى الجند وقام بقتل المواطنين وحرق منازلهم وتدميرها وقيل ان احد الجنود ارتكب جريمة مخلة بالشرف بحق احدى نساء الجندية مماجعل الناس تثور وتتجمع من كل انحاء الجند وماوية وماحولها للثار من الثلايا وجيشة واعلنو النفير العام وطالبو باسقاط الامام احمد نفسة الذي ما ان سمع بالاخبار حتى اشتط غضبا من فعلة الثلايا وتبرا منه وتوعد بقتل الثلايا ومن معه من جنود لانهم أثاروا مشكلة كان الامام غني عنها وطالب بعودة الثلايا للاقتصاص منه لمافعله بالشعب وعندما كان الامير عبدالله اخو الامام حاضرا في مجلس الامام وهو يتوعد بقتل الثلايا ارسل احد الاشخاص الى الجند يحذر الثلايا بان الامام يتوعد بقتله وطلب الامير عبدالله من الثلايا بالعودة الى العرضي وليس الى الامام حتى لايقتله فتباطأ الثلايا بالعودة حتى اظلم الليل وعندما عاد ليلا الى العرضي علم بقية العسكر بتوعد الامام وحاولو الفرار هم والثلايا وفعلا هرب بعضهم في الوقت الذي طلب الامير عبدالله من الامام احمد السماح له بالخروج للثلايا لتطمينه بالعفو عنه بدلا من الفرار باعتبار ما ارتكبه بحق الشعب كان من اجل الامام وتثبيت حكمه واجبار الرعية على طاعته وعدم مخالفته فاذن له الامام ولكنه عنما وصل الى الثلايا زاد من مخاوفة وقال للثلايا الحق نفسك الامام مصر على تاديبك والقصاص منك لدماء الشعب ولابد ما تتعشي بالامام قبل مايتغدي بك وانا معك ننقلب عليه وتضل كما انت بل سارقيك الى قائد الجيوش كلها فتم تدبير انقلاب الامير عبدالله على الامام احمد بتلك الطريقة المعروفة التي بداؤها بثلاث قذائف مدفعية على منزل الامام في نفس الليلة وطلب عبر وسطاء ومنهم الرياني والنعمان من الامام التنازل بالحكم لاخيةالامير عبدالله فقبل الامام بذلك الا انه كتب اتنازل بادارة البلد لاخي عبدالله ولم يقل اتنازل بالامامة فارسل على الفور لابنه البدر الذي كان نائبا له في الحديدة لنجدته فجمع البدر الناس حولة بمافيهم النعمان وعبدالرحمن الارياني والسلال والزبيري الذي قال قصيدة يذم انقلاب الامير عبدالله الذي اخمد خلال ثلاث ايام وقتل على اثرها الامير عبدالله واخية الامير ابراهيم بعد ان اقتيدا الى جحة بينما قتل الثلايا في تعز بعد ان حاول الفرار وتم الامساك به في جبل صبر اثنا فراره ليلا كما ان الثلايا والامير عبدالله قد تم ضربهم ومحاصرتهم من قبل اثنين معسكرات قوية كانت في قلعة القاهرة في تعز ومنطقة صالة القريبة والمطلة على العرضي بتعز ايضا ولو كان الانقلاب مدبرا له من قبل سواء من الثلايا او غيره لكان تم الاتفاق او محاولة استمالة هذين المعسكرين اللذين يفوقان معسكر الثلايا عددا وعدة اذ لايمكن ضمان نجاح اي اي انقلاب الا بضمان مؤازرة ثلثي الجيش على الاقل وهذا لم يحدث وبالتالي فالمرحوم الثلايا لم يكن ثائرا على الاطلاق بل كان سيفا مسلطا على الشعب بيد الامام واسرته .. امامحاولة الانقلاب للامير عبدالله وذلك لانه كان مدعوما من امريكا التي عاش فيها سفيرا للامام كما انه كان ومقبولا من داخل بيت الاسرة الحميدية نظرا لانهم نظرو الى ان الامام احمد نتيجة لقسوته وبطشة بالرعية والشعب قد الب الناس ضد بيت حميد الدين او الهاشميين عموما فتولدت فكرة ان يتم الخلاص من الامام احمد والمجيء بامام جديد سمعته لم تتشوه او تتلوث بدماء الشعب وهذا ماحدث باختصار لنتاكد من خلاله ان الثلايا لم يكن ثائرا وان تاريخنا قد ناله من التشويه الشي الكثير وقد او ضحت جوانب عديدة من هذا التشويه والتجريف الممنهج في كتابي المتواضع الذي اسميته (تاريخ الحركة الوطنية .اوراق منسية في زمن الادعياء )
صنعاء
28/5/2016م
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:48 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-33994.htm