الإثنين, 15-أغسطس-2016
لحج نيوز - طه العامري بقلم/طه العامري -
يقول منطق الأحداث أن في الصراعات السياسية الوطنية لا يوجد (وطنييون وخونة ) بل توجد نخب متصارعة وأفكار ورؤى متصادمة فشل أطرافها في حل أزماتهم وخلافهم بالحوار فلجأو لحل خلافهم عبر ( السلاح ) وحين يأخذ الصراع السياسي الداخلي هذا المنحى في حل خلافاتهم ، ويحاول كل طرف الانتصار لمشروعه عبر هذه الخيارات فأن الحديث عن ( وطنيين وخونة ) هناء فعل من ترف ..؟
في بلادنا لاتوجد أزمة بين (وطنيين وخونة ) بل توجد أزمة بين أطراف متصارعة من أجل سلطة وثروة وحكم ومحاصصة ، بدليل أن في عام 2011م خرج الشباب بثورة ضد النظام أو هكذا يفترض أن يكون الأمر ، لكن غالبية أركان النظام هرولوا للساحات وصادروا إرادة الشباب ، لكن بقت شعاراتهم هي ذاتها ( إسقاط النظام ) ..؟
لكن النظام تمحور في الأخير بشخص الرئيس (صالح وأسرته ) ؟ وكان (أنصار الله والإخوان )في ساحة واحدة ويهتفوا ضد الجيش العائلي والنظام العائلي والحكم العائلي ...؟
ترك (صالح )السلطة عبر إنتخابات نزل فيها مرشح واحد هو عبد ربه وبتوافق الجميع ..؟
هيمن الإصلاح على السلطة والثروة والحكم ..؟
تراكمت الأحداث وتدحرجت الأزمة ، وتمسك الإصلاح بالحكم والسلطة والثروة ..؟
هنا اختلفت المعادلة بقى أنصار الله بالساحة ومعهم منظومة من الشباب ومن مختلف الاحزاب الذين تم تعبئتهم باتجاه واحد وهو التخلص من نظام (صالح وحزب صالح ) ومحاكمة صالح واسترداد أموال نهبها صالح وظف الإصلاح هذه الشعارات واستفاد منها انصار الله في التعبئة الجمعية للرأي العام ولاتباعهم ..
اشتدت وتيرة الصراع بين الإخوان وحلفائهم وأنصار الله وأتباعهم ..دخلت كل صنوف العصبيات الدينية والمذهبية والطائفية والمناطقية ، وكل هذا من أجل السلطة وليس من أجل وطن ورفاهية شعب ؟
إذ رفع انصار الله شعارات ثلاثة ..إسقاط الجرعة .. إسقاط الحكومة ..تنفيذ مخرجات الحوار ..وكانت شعارات حق يراد بها باطل ..تماما كشعار الإخوان بإسقاط النظام ثم تمحور النظام عند أبواب بيت عفاش ..فيما جرعة 3000 ألف ريال التي ثار عليها أنصار الله استبدلوها بجرعة 40000 ألف ريال للدبة البترول ..؟ إذا المسألة واضحة ، فالإصلاح كانت غايته السلطة وانصار الله غايتهم السلطة الوطن والمواطن بعيدين عن حساباتهما وفق منطق الاحداث ومعطيات راهن الحال..؟
أزدادت الأزمة تشعبا وأزداد الصراع الإقليمي تأججا ووجدنا أنفسنا في مربع التداول الإقليمي والدولي وكانت الرياض تنتزر هذه اللحظة لتصفية خصومة وهمية مع طهران على خلفية حسابات دولية ..؟
شنت الرياض عدوانها وانقلبت معادلة التحالفات رأسا على عقب ، إذ بدأ حلفاء الرياض التقليدين والتاريخيين في مربع أعدائها فيما أعدائها التقليدين والتاريخيين وقفوا في مربع الحلفاء في ظاهرة لم تصنعها القناعة الفكرية والايدلوجية بل صنعتها لمصالح السياسية ..؟
ما أود توضيحه ليس ما نعانيه صراع من أجل وطن ورفاهية شعب بل هو صراع من أجل سلطة وتقاسم وشراكة ومحاصصة ..؟
إذا لا المسألة تتصل ب ( روافض ومجوس ) ..؟ ولا هو صراع ( وطنيين وخونة ) ..؟
ولكنه صراع مصالح سياسية في لحظة تحولات إقليمية ودولية .. هذه اللحظة صراعها ومحور مجدها الساحة السورية فيما هنا مجرد مسرحا إضافيا لتنفيس حتلة إحتقانات ولعبة استخبارية يعرف ابطالها حقيقة اهدافها ...؟
إذا ليس هنا رغم الموت والدمار والخراب والعاهات الذي ابتلى به شعبنا ، رغم كل هذا فالصراع صراع مصالح ..؟
نعم هناك عدوان همجي وبربري وقتل وإبادة وحصار ومحاولة تركيع ، ولكن كل هذا في المحصلة محكوم بمصالح يسعى كل طرف لتحقيقها على حساب الطرف الأخر ..؟ فيما الجهة المعتدي تبدوا في خطاب أطراف الصراع ( راعية ) ..؟؟
لان إدارة اللعبة السياسية القذرة التي تم إدارتها داخليا بقدر من الذكاء
.فأن إدارتها الإقليمية والدولية اتسمت بكثير من الغباء وسوء تقدير المواقف ...؟
إذا سيسجل التاريخ أن هذه هي أسوى حرب مصالح خاضتها النخب اليمنية فيما بينها وبطريقة حافلة بكل مفردات الغباء ؟
وعلى سليل المثال دعونا نوصف بعض رموز الصراع ..أمثال محمد بن ناجي الشائف وهذا الأكثر قربا من الزعيم ومعه بن دغر والأنسي اكين عام الإصلاح وعلي محسن وعيال الشيخ الأحمر ، والكثيرون من كبار الشيوخ والضباط والوجهاء وجلهم كانوا حتى مارس 2015م مقربون من الزعيم ومن جلسائه المحببون ..هولاء جلهم انحازوا للرياض لان مصالحهم مرتبطة بها وهي عندهم ذات أولوية على الوطن والزعيم والشعب ، هناك أخرون محسوبين على أنصار الله ايضا حذوا حذوا رفاقهم في تغليب مصلحة الرياض على مصلحة وطنهم لان وجاهتهم في الوطن لم تكن إلا بدعم ومساندة الرياض ...؟
غير أن هنا منطق استلابي في توظيف الاحداث والرموز ، فالخيانة حصرت ب (تعزالداعشية ) ..؟
والحرب دارت رحاها في تعز التي تم استباحة نطاق جغرافي بذاته ..نطاق يمتد من كرش حتى باب المندب ، يمر بمديرية حيفان والمواسط والتربة وصبر ونصف مدينة تعز التاريخية ..؟
وصولا للوازعية وباب المندب ..خط سير المعركة لم يأتي مصادفة بل هو حصيلة رغبة تاريخية لها دوافع داخلية وخارجية ورغبات ثارية تسعى للانتقام من هذا الامتداد الجغرافي حيث مركز الثقل الاقتصادي والثقافي والفكري والأرث الحضاري والثوري ومن هذا الامتداد برزا رموز الحركة الوطنية اليمنية الذين فجروا ثورة سبتمبر واكتوبر وكان لهم الدور الاكبر في تقديم قرابين التحولات الوطنية على مدى ستة عقود ولايزال هذا الامتداد هو مركز الإشعاع الحضاري والتنويري ولهذا تم استهداف هذا الامتداد ويتم تشويه معالمه ورموزه ومحاولة شيطنتهم بطريقة ممنهجة وهي خطة ليست وليدة اليوم بل هي قديمة لكن منطق الأحداث اتاح الفرصة لتصفية الحسابات مع هذا النطاق على خلفية اخطاء وقع بها بعض المحسوبين على هذا النطاق ممن فكروا بإمكانية التخلص من الموروث الماضوي المهيمن والبدء في وضع أسس لدولة يمنية حقيقية وعادلة وذات رؤى ومفاهيم ومقومات حضارية ، غير أنه وكما تم سرقة ثورة الشباب وتجييرها لخدمة بعض أركان النظام ..تم ايضا تجيير تطلعات بعض رموز تعز في دولة يمنية عادلة وراسخة عبر تكريس ثقافة احتراب تمزق كل أواصر النسيج الاجتماعي ، وعبر تحوير جدلية الصراع ومنحها قوالب.وتعريفات وتوصيفات اختزلت بين شقي ( الوطنية والخيانة ) ؟
لهذا أقول لم يكون أبو علي الحاكم بطلا وطنيا ولا حمود سعيد خائنا ..؟ لانهما معا أدوات وعناوين لصراع سياسي ويكفي إنهما معا كانوا في 2011 وحتى عام 2014م حلفاء ورفاق الساحة وكان (عفاش ) هو غايتهم ؟
تبدلت المصالح. وتقاطعت فوجد عفاش نفسه حليفا لانصار الله خصومه بالأمس ضد حلفائه الإخوان الذين ظلوا معه 33 عاما ..؟
الحال نفسه ينطبق على الرياض التي اصطدمت مع حلفائها التاريخيين وتحالفت مع خصومها التقليدين والتاريخيين ؟.
لذا أي صراع تفجره مصالح النخب لايمكن وصفه بالصراع الوطني فالوطن والشعب هنا هما الضحايا الذين فرضت عليهم الاحداث ولم يجدوا مفرا من تحمل تبعاتها ودفع ثمن مسارها قهرا وقسرا. وعنوة ، إعمالا لرغبات نخب فشلت في إدارة البلاد فاختلفت فيما بينها وفشلت في حل خلافاتها فأقلمة أزمتها وفشلت في الوصول لغايتها فعملت على تدويل الأزمة ، ففشلت فقامت بعسكرة الأزمة فاعطت الفرصة لجار متربص ليحقق غايته ويحمي مصالحه طالما وهنا نخب عجزت عن حماية مصالحها ..؟
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-34496.htm