لحج نيوز - هناك نوع من الرجال يصفونه بالغريب ، تنفر منه النساء وبخاصة الزوجات ولا يفكرون بالارتباط به. فهو بالنسبة لهن"دلوع الماما"الذي يا يفعل اي شيء قبل ان يستشير والدته ويأتمر بأمرها ويلتزم بتعليماتها. وهذا النوع ليس طفلا ولا شابا بل يمكن ان

الأربعاء, 24-مارس-2010
لحج نيوز/ طلعت شناعة -

هناك نوع من الرجال يصفونه بالغريب ، تنفر منه النساء وبخاصة الزوجات ولا يفكرون بالارتباط به. فهو بالنسبة لهن"دلوع الماما"الذي يا يفعل اي شيء قبل ان يستشير والدته ويأتمر بأمرها ويلتزم بتعليماتها. وهذا النوع ليس طفلا ولا شابا بل يمكن ان يكون رجلا تجاوز مرحلة الشباب وما بعدها. يقولون انه رجل هش سهل الكسر لا يتحمل مسؤولية. حتى عندما يتزوج يلجأ الى امه في كل صغيرة وكبيرة وهو لا يتخذ قرارا يخصه دون استشارة والدته. تارة يطلقون عليه"حبيب امه" وتارة "دلوع الماما" وفي الماضي كانوا يطلقون عليه"آخر العنقود سكر معقود".

التربية الخاطئة

وفي ذلك يقول الدكتور حسين الخزاعي (استاذ علم الاجتماع): "دلوع الماما" ينتمي الى نمط من التربية متبع من قبل عدد من الامهات ويندرج ضمن سوء التربية. حيث ان هذا السلوك ـ سلوك الامهات ـ ، يعلم الابناء ويعودهم على الاتكالية والخوف وعدم المبالاة واتخاذ القرار والحاجة الى وجود الام بقربهم. ويضيف الدكتور خزاعي : هذا النمط من التنشئة الاجتماعية يصاحب الابناء في مراحل عمرية لاحقة ، ويؤخر اندماجهم في المجتمع وتقبلهم للصداقات ويولد منهم افرادا انانيين وانتهازيين غير متعاونين مع زملائهم ورفاقهم في المدارس والجامعات وبيئة العمل مستقبلا.

وتلجأ اليه الام لجهلها بالتربية وخوفها الزائد على الابن وايضا طبيعة التنشئة الاجتماعية التي نشأت فيها الام وعدم متابعة الاب لتربية الابناء ، وخاصة وان الاب يطمح ان يكون ابنه ( رجلا) يعتمد عليه مستقبلا لا شخصا اتكاليا على والديه.

وزاد الدكتور الخزاعي: من هذه الحالات ان يكون الولد وحيد والديه او وحيد اسرته بين عدد من البنات او ان يصاب بأحد الامراض التي تحتاج الى علاج او الاعاقات او يكون ترتيبه الاخير بين الذكور والاناث فيقال له"آخر العنقود" ، تكون له خصوصية في التربية والكل يدلعه. وحين سألنا الدكتور الخزاعي عن الحل لمثل هذه الشخصية قال : لا بد من توعية الام في طرق التربية السليمة والحسنة وتكليف الابن بمهام للقيام بها. وعندما يتزوج هذا الشخص فانه يواجه مشاكل مع زوجته. واضاف الدكتور حسين الخزاعي : أعرف اشخاصا متزوجين وحين يريد تغيير اية قطعة من اثاث منزله لو كانت"فناجين قهوة"لجأ الى والدته وهو يخشى اتخاذ قرار حتى في هذا الشأن.

حالات

يقول عادل (سنة ثانية جامعة): انا وحيد والدي . أبي يدللني ويتعامل معي دائما كأنني ما زلت طفلا صغيرا. وكذلك والدتي تخاف علي من الهوا الطاير. انا الان في الجامعة. واشعر بالحرج من البنات من حولي. واذكر مرة طلبت مني احدى الزميلات"كشكول المحاضرات" ، ارتبكت وهربت من وجهها. رغم انني الان قريب من

الفتيات وكل يوم اسرد لهن اسراري وهن يفعلن الشيء ذاته.

ويرى سعيد ( متزوج ) ان امه لا تدع له مجالا للعيش باستقلالية بعيدا عن رأيها . وهي اجبرتني على السكن في الحي المجاور لبيت اهلي لكي اظل قريبا منها. وبصراحة لم امانع ذلك ، فامي هي التي تطبخ لنا ووعدت ان تربي لنا اطفالنا.

ويقول ايمن (35) سنة: امي هي التي تشتري لي ملابسي وهي التي تحدد لزوجتي نوع الطعام الذي يجب ان اتناوله كل يوم.

امي هي كل شيء في حياتي. ابوح لها بكل اسراري وقبل ان انام لا بد ان اتحدث معها واطمئنها علي.

مضحكة

لكن اصدقاء هذا النوع من الاولاد او ما يطلقون عليه"دلوع الماما" ينفرون منه ، ويعتبرونه"مضحكة ". وكثيرا ما يتعاملون معه باعتباره"نصف رجل" او"نصف بنت". فهو يمارس الانتهازية والانانية عليهم ، ويحب ان يستحوذ على كل شيء. وذلك دون ان يبذل اي جهد ممكن. حتى اسئلته وما اكثرها تكون في الغالب غير ذات قيمة وتتعلق بالامور الشكلية والمظهرية.

وفي المقابل هناك آراء مغايرة تماما لما سبق . حيث وجد الخبراء في كلية(فيرام بفيرجينيا) علاقة ملحوظه بين أرتباط الرجال بأمهاتهم ودرجة الرضا

والسعادة لدى شريكات حياتهم ، ذلك أن الأمهات يعلمن أبناءهن التعامل الصحيح مع زوجاتهم ويساعدنهم على تحقيق علاقة زوجية ناجحة.. وقالوا أن الاحتكاك القوي بالأم يعني أن الأبناء أفضل كأزواج لتمتعهم بقدرة أكبر على تطوير علاقات حميمه ومنفتحه عاطفيا ، لأن الرجل القريب من أمه يكون قريبا من شريكة حياته ، ويكون عاطفيا وحساسا وحنونا؟

وأوضح الخبراء أن الأم هي أول شخص يتعرف عليه الأطفال كرمز للأنوثه ، وتكون الأم بالنسبه للطفل الذكر أول دراسة توضيحيه عن ماهية المرأة الأنثى ، فيراقبون سلوكها وطبيعتها وتصرفاتها ويتأثرون بكل ماتعلمه إياهم من سلوك وتصرف.

ووجد الباحثون بعد مقابلة عدد من النساء وسؤالهن عن مدى نجاح علاقاتهن الزوجية وتحديد سلوكيات أزواجهن وفقا لعوامل مختلفه ، وسؤال الرجال الذين وصفوا أمهاتهم بأنهن يفهمن

احتياجاتهم ، كانوا بشكل عام حنونين وعاطفيين مع زوجاتهم ، كما وصفت النساء الرجال الذين تربطهم علاقة حب قوية مع أمهاتهم بأبنائهم أفضل الأصدقاء.

ولاحظ الخبراء أن الرجال الذين يطمحون لإرضاء أمهاتهم وتفاخرهن بهم ، كانوا أكثر قدرة على التواصل مع شريكاتهم ، مشيرين إلى أن الأمهات اللطيفات قد يؤثرن على أختيار أبنائهن شريكات حياتهم.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-3480.htm