الإثنين, 19-سبتمبر-2016
لحج نيوز - عادل الشجاع بقلم د./ عادل الشجاع -
أتخذ هادي خلال الأسابيع الماضية سلسلة من القرارات. تمثلت بتعيين سفراء واختتمها بمناقلة بين القباطي والإرياني حيث نقل الإرياني من السياحة إلى الإعلام ونقل قباطي من الإعلام إلى السياحة.

ولعل الأمر الذي أثار الكثيرين هو قرار نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتشكيل قيادة جديدة له. هذه القرارات جعلت هادي يبدو أنه كالديك في رقصته الأخيرة التي يرقصها قبل الموت.

لا يخفى على خبراء الاقتصاد والسياسة أن هذه القرارات نابعة من نقطتين أساسيتين هما:
النقطة الأولى خلط الأوراق والضغط على الوفد الوطني للقبول بمبادرة كيري.

النقطة الثانية تريد السعودية التخلص من حكومة هادي وإعادتها إلى عدن. لأن هناك تذمر شعبي سعودي من وجود هادي وحكومته طوال هذه الفترة في المملكة.

ما يتعلق بنقل البنك ليس الأمر بالسهولة أن تعمل على نقل المسؤلية الاعتبارية ومنظومة التعامل الدولية بين عشية وضحاها. إضافة إلى ذلك هناك تحذيرات من البنك الدولي من الإقدام على مثل هذه الخطوة.

ما يتعلق بعودة الحكومة سيترتب عليه ظهور صراع المصالح إلى السطح. وكما يعلم الجميع أن شبكات المصالح متعددة بين الإمارات والسعودية من جهة. والإمارات وحزب الإصلاح. والسعودية وأنصار الإمارات. والإصلاح والحراك. وجماعات أبين ويافع والضالع وردفان ثم السلفيين وأصحاب المصالح الذين فرضتهم الحرب. ولا ننسى ثقافة التعبئة بالكراهية ضد الشماليين خاصة وأن حكومة هادي فيها عنصر شمالي.
سيظهر هذا الصراع بشكل جلي وواضح على الأرض وسيكون عنوانه الأبرز الإصلاح ممثل بالعنصر الشمالي علي محسن وأولاد الأحمر. وقد ظهرت ملامح ذلك الصراع في منفذ العبر.

خلاصة الأمر أن السعودية تريد أن تتخفف من هادي وحكومته لكي تدخل في حوار مباشر مع اليمن على حدودها وتترك الصراع الداخلي للقوى المتحاربة تصفي حساباتها فيما بينها. السعودية تسابق الزمن لأنها تدرك أنه لم يبقى على الانتخابات الأمريكية سوى ثلاثة أشهر. وإذا لم تسوي أمورها الحدودية مع اليمن فستحتاج إلى سنة أخرى حتى تستقر الإدارة الأمريكية الجديدة. ومزيد من الوقت بالنسبة للسعودية يعني مزيد من الخسارة.

السعودية تضغط بكل الوسائل للضغط على وفد الداخل بقبول مبادرة كيري لذلك دفعت بهادي لاتخاذ هذه القرارات كما أنها كثفت إلقاء صواريخها على العاصمة صنعاء ومارست مزيد من الضغط على عدم عودة الوفد المفاوض إلى مطار صنعاء.

الجولة القادمة سيتم ترحيل هادي إلى أمريكا وفق خطة كيري واقتسام الحكومة بين طرفي الداخل والرياض لكن جذور الصراع الداخلية ستبقى لأن السعودية والإمارات تريدان تقوية المليشيات المحلية لتصبح الأقاليم أمرا واقعا بقوة المليشيات وليس بقوة الاقتصاد.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-34829.htm