لحج نيوز -  
درجة احترام اللغة انعكاس لقوة الشعب ومكانته الحضارية ، وقد شهدت اللغة العربية تراجعا كبيرا في استخدام أهلها لها وفي استخدامها بالمحافل الدولية ،  رغم أنها كانت لغة العلم الأولى حتى القرن الثالث عشر ، وسبقت عالميتها اللغات الأخرى

الأربعاء, 24-مارس-2010
لحج نيوز/ رهام محمود -

درجة احترام اللغة انعكاس لقوة الشعب ومكانته الحضارية ، وقد شهدت اللغة العربية تراجعا كبيرا في استخدام أهلها لها وفي استخدامها بالمحافل الدولية ، رغم أنها كانت لغة العلم الأولى حتى القرن الثالث عشر ، وسبقت عالميتها اللغات الأخرى .. هكذا تحدث د. محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية في افتتاح دورته السادسة والسبعين بالقاهرة والتي حملت عنوان " اللغة العربية في الإعلام" .

المؤتمر يستمر أسبوعين ، ويشارك فيه شخصيات بارزة منها : د. أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب ، فاروق شوشة الأمين العام للمجمع ، مروان المحاسنى رئيس المجمع السورى، د.محمد عبد العزيز موافي نائبًا عن د.هانى هلال وزير التربية والتعليم العالي والدولة للبحث العلمي ، ، كما سيشارك في المؤتمر خلال جلساته المختلفة أعضاء المجمع من داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى صفوة من العلماء الأعلام في اللغة العربية والأدب والعلوم والفنون في مصر وجميع أنحاء العالم.

وطالب رئيس المجمع في كلمته بضرورة إقامة مؤتمر عالمي للغة العربية تقوم به المجامع اللغوية في الوطن العربي، والجامعة العربية، وكافة الهيئات والجمعيات اللغوية والثقافية يتناول بالدراسة والبحث والتحليل حاضر اللغة العربية ومستقبلها، ويضع الحلول لتعود اللغة العربية إلى سابق عزها ومجدها.

لغة التعليم

من جهته أفاد مستشار وزير التعليم العالي د. محمد موافي إلى اعتبار الكثيرين اللغة بالنسبة للشعب أهم من الأرض؛ إذ قد تغتصب الأرض لكن عودتها تظل، كما أن بعض الشعوب– احتراما للغتها – ترفض أن يحادثها غريب بغيرها!، مثال على ذلك التقرير الأمريكي المشهور "أمة في خطر!" وفيه تشكو الولايات المتحدة تدني مستوى التعليم لديها!، ونذكر مقولة "نهرو" الشهيرة: "الهند فقيرة جدا إلى درجة توجب عليها الإنفاق بسخاء على التعليم!" وبعد خطة طموح تمكنت الهند من الوصول للريادة في حقول علمية عدة ، بفضل التعليم واللغة .
يواصل : وليس من شك أن قوة اللغة انعكاس لقوة أهلها ، على أن هذا لا ينفي العلاقة الجدلية بينهما، بحيث تتيح لكل طرف استمداد القوة من الطرف الآخر. فإننا نخوض حربا مقدسة شاملة لتتبوأ لغتنا وأمتنا مكانتها المرجوة ، فنحشد كل القوى: تعليمية، تربوية، إعلامية، وثقافية، ونتصدى لهذا الخطر الداهم الذي كاد يودي بأمتنا، ولغتنا؛ إذ أدى إلى استخدام لهجات هابطة تختلط فيها العامية الركيكة بمفردات أجنبية وسوقية مبتذلة، أشاعت تقليدا أعمى لها في الحوارات، والفنون، وأسماء المؤسسات، والمنتجعات، حتى وصلنا إلى قاع الانسحاق مجسدا في معظم "الإعلانات"؛ تبذلا، وإغراءًَ بأن ما تراه هو ما ستحصل عليه.

ورأى موافي أن الإعلام العربي بالرغم من ذلك تمكن من ابتكار صياغات جديدة لغوية لما يستجد تحت سماء العولمة ، حتى اعتمد كثير منها مجمع اللغة ، وكلنا يذكر: الخصخصة، اللبننة، الصوملة، الاستنساخ، العقوبات الذكية، القتل الرحيم، وتسليع الأنشطة ، وبالتالي أصبح الإعلام كورشة عمل تطرق الحديد ساخنا .

وأكد نائب وزير التعليم على أهمية تضافر جهود الدولة ومؤسساتها لتسمو باللغة العربية بدءا بالإعلام، ثم الإعلان فترقى به عن السوقية، والابتذال، والتقليد المرذول، والتفرنج المشوه في استخدامه اللغات الأجنبية لنا نحن الناطقين بالعربية!.

وبالطبع لا يقل التعليم عن ذلك خطرا؛ وإلا فكيف نعيد مجد العربية في الوقت الذي تزدريها بعض المؤسسات التعليمية.. نحن نطلب إجادة اللغات، وفتح نوافذ عديدة على كافة الثقافات. بيد أننا يجب أن نوقن أن من لم يجد "اللغة الأم" يتعذر عليه أن يجيد غيرها؛ ولا أدل على ذلك من الحرج الذي يجده بعض الباحثين عند ترجمته إلى العربية من اللغة التي ظن أنه يجيدها!.

ولعل هذا هو السبب – يواصل د. موافي - في عجزنا عن "تعريب العلوم" متذرعين بعجز العربية، وصعوبة مواجهتها للتطور العلمي وملاحقته، متناسيين في ذلك نجاح الدول الجادة في إثراء لغاتها و"عصرنتها". ثم نبرر عجزنا باتهام لغتنا به؛ فأطلقت اللغة صرختها ناعية أبناءها، وحظها:
"وسعت كتاب الله لفظا وغاية....
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات
رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت، فلمأ جزع لقول عداتي
ولدت ولما لم أجد لعرائسي رجالا وأكفاء، وأدت بناتي.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 12:07 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-3490.htm