بقلم/بليغ الحطابي -
تقدير الموقف واتخاذ القرار المناسب في اللحظة والوقت المناسب هي من السمات الفريدة للقادة الوطنيين الشجعان ..وفي ذات الوقت سمة تعبر عن القدرة والكفاءة لدى هذا القائد او ذلك المسؤول، وقدرته في ادراك الواجب والمهام الموكلة اليه..
وفي ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد تتمثل بحالة العدوان الباغي الذي تتعرض له بلادنا دمر الشجر والحجر واستهداف للبشر ..فضلا عن انهاك وتدمير حاقد للبنى التحتية وامكانات ومقدرات هذا البلد..تظهر خلالها المواقف المشرفة والوطنية التي تجترح هذه التعقيدات وتكسر حواجز التحديات المصطنعة لتشكل منها ذلك الانموذج في القيادة والريادة وتلبي الحاجة الوطنية التي من خلالها يتحقق الامن ويشاع السلام في ربوع البلاد..
وهنا ،وبصورة اوضح، اتحدث عما اقدم عليه اللواء الركن محمد عبدالله القوسي وزير الداخلية من قرار وطني شجاع تمثل في عقد مؤتمر قادة وزارته يوم امس الاول الاحد، والذي يعكس بطبيعة الحال تقديره للحاجة الوطنية الملحة التي يستدعيها تدارس الحالة الامنية والجبهة الامنية الداخلية لمواجهة العدوان والتصدي ومحاصرة المخططات والاهداف الرامية الى اشعال فتيل حرب داخلية واعمال عنف وفوضى تخفف عليه الام الفشل الذريع في عدم قدرته كسر تقدم الجيش واللجان الشعبية وانتصاراتهم فيما وراء الحدود وتهديد امنه واستقراره والترصد بجيشه الفرار ومرتزقته المهزومين والمندحرين في كل الجبهات التي تعمد العدو ومرتزقته اشعالها..
وهنا اقول ان انعقاد المؤتمر السنوي لقادة الامن ووزارة الداخلية بالرغم من ان البعض اعتبرها ، مغامرة ، وربطها بعدم الاستفادة من دروس سابقة، سعى العدو المتربص لاتخاذها فرصة لضرب قيادات الدولة الامنية والعسكرية ومجزرة الصالة الكبرى اقرب مثال، ..الا انه بالتاكيد كان رسالة قوية وواضحة ..رسالة امنية وسياسية لقوى العدوان ومرتزقتهم..رسالة صمود وعزة واباء وشموخ تجسد الوحدة الداخلية الحقيقية في مواجهة ارهاب ال سعود وعدوانهم والتصدي لعصابات الفوضى والتدمير في الداخل ،.
ومن ذلك فان نجاح المؤتمر الامني بعد تاجيله من العام 2013م يعد ضربة قاصمة للعدوان وصفعة لتحالفه الغاشم المتعمد افشال وضرب حالة الصمود اليمنية ..الصمود الاسطوري الذي يعبر عنه الرجل اليمني البسيط قبل ذلك القائد او المسؤول الامني،،
صمود يعبر عن قوة واباء وشموخ وتحدي صارخ لكل ادوات العدوان واسلحته وطائراته..
اذا نخلص الى القول ان قرار عقد المؤتمر وانجاحه ، بحسب مااكده قادة امنيون، لم يكن عبثيا..بقدر ماكان مدروسا ومرتكز على الحاجة الوطنية التي تنتفي معها الفوضى والاختلالات الامنية ومحاولات زرع الفتنة وشق الصف الوطني الذي جند له العدوان المئات من المرتزقة والخلايا النائمة..ومن هذا المنطلق لابد ان نشد ايادينا وتتشابك جهود كل الوطنيين الخيرين مع قادة الامن وعلى راسهم الاخ وزير الداخلية من اجل انجاح المهام الامنية القادمة وضمان مستوى امني يعزز من جبهة الصمود والتحدي ويكسر حاجز الخوف لدى المواطن ليكون عونا وسندا لرجل الامن.
في الاخير فايا كانت تلك المغامرة ،بحسب تعبيرات البعض، لمااقدم عليه وزير الداخلية.. الا انه حقق انجازا امنيا كبيرا بحد ذاته ،وانتصارا يحسب لقيادة الوزارة ممثلة باللواء الركن محمد عبدالله القوسي وزير الداخلية فتحية لهذا الرجل الذي كان منذ الوهلة الاولى لتسلمه الوزارة القائد المسؤول الواعي المدرك لخطورة الوضع والتماهي مع العدوان او تجاهل تحدياته .. فكان الرجل المناسب في المكان المناسب لمايمتلكه من خبرة وكفاءة امنية تمرسها من خلال المناصب التي تقلدها في حماية امن واستقرار البلاد.
خالص التحية....