لحج نيوز/متابعة خاصة - كشفت مصادر سياسية رفيعة عن مشاورات تجري حالياً على أعلى المستويات بين قوى سياسية يمنية فاعلة وعربية لإعادة إحياء مجلس التعاون العربي الذي أسس بين اليمن والعراق ومصر والأردن في ثمانينيات القرن الماضي في عهد الرئيس صدام حسين والملك حسين بن طلال والرئيس علي عبدالله صالح والرئيس حسني مبارك، استجابة لدعوة ومبادرة من القوى القومية العربية الأصيلة من وطن أصل العرب ومنبعها اليمن، بهدف انقاذ الأمة من الانهيار والسقوط بإعادة إحياء التضامن العربي الذي يتعرض لأخطر مؤامرة.ونقلت اسبوعية الميثاق الصادرة عن حزب المؤتمر الشعبي العام عن مصادرها أن المشاورات تتواصل لإحياء هذا المجلس وفق رؤى جديدة تعبر عن منظومة قومية عربية قادرة علىمواجهة التحديات والاخطار المحدقة بالأمة وفي المقدمة مواجهة الارهاب والتدخلات الخارجية والتي باتت تشكل تهديداً وجودياً على الصعيد القطري والقومي.
وقالت: إن مبادرة إحياء هذا التكتل العربي الذي نتطلع أن يضم مصر واليمن والعراق وسوريا ولبنان وليبيا والجزائر وتونس، تفرضه ضرورات ملحة لانقاذ مايمكن انقاذه من أمتنا التي أصبحت مهددة بالانقراض..
مشيرة الى أن الدعوة أو المبادرة اليمنية اشترطت عدم مشاركة أية دولة من الدول الاعضاء في المجلس في أي تحالف أو تكتل ضد أي دولة عربية أخرى.
وأكدت المصادر أن هذه الدول اذا توحدت تحت تكتل كهذا يمكن أن تشكل اساساً لمشروع نهضوي عربي كونها الأكثر إدراكاً لأهمية قيام نظام عربي واحد انطلاقاً من أن اليمن تتعرض لعدوان وحشي من النظام السعودي وتحالفه البغيض الذي أباد البشر والشجر والحجر ودمر كل شيء فيها، وقبلها تعرضت لذلك العراق وسوريا وليبيا، أما مصر ولبنان والجزائر وتونس فالأخطار محدقة بها من كل الاتجاهات..
معيدةً التنبيه الى أن هذه الدول تحديداً كانت المستهدف بفوضى الربيع العبري، واذا ما تجمعت في تكتل واحد ستكون قادرة على افشال مخططات أعداء الأمة الساعية الى إضعافها وتقسيمها وتشظيتها الى كيانات متناحرة عبرالحروب المباشرة والإرهاب والفتنالداخلية والفوضى.. وثمنت المصادر الدعوة اليمنية وأهمية إحياء هذا التكتل العربي، والتي تأتي في ظل مؤامرة خطيرة تواجهها الأمة العربية، الأمر الذي يوجب على قادة هذه الدولالحريصين على هذه الأمة ومصالحها ومستقبل أجيالها الاستجابة لدعوة كهذه والتفاعل الجاد لإحياء هذا التكتل ليكون بمثابة نواة لكيان عربي قوي ومتماسك اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً يحمل مشروعاً يستطيعالعرب أن يواجهوا به المشاريع المعادية وأن يحموا وجودهم وأمنهم الجماعي ويتمكنوا من المشاركة في صياغة نظام دولي جديد متوازن وأكثر عدالة ومسئولية تجاه البشرية كلها.وأشارت المصادر الى أن الجهود اليمنية على صعيد تفعيل العمل العربي المشترك في صورتها الثنائية أو التكتل الاقليمي العربي تجري على أساس القواسم المشتركة بين مجموعة من الدول في إطار العمل الجماعي الهادف الى إصلاح بيت العرب.. منوهةً الى أن مجلس التعاون العربي الذي جاء تأسيسه عام 1989م بمبادرة من الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين واستجابة اليمن لها ممثلة برئيس الجمهورية حينها الزعيم علي عبدالله صالح الى جانب الملك حسين والرئيس حسني مبارك باعتبار أن مثل هذا التوجه يجسد الرؤية اليمنية النابعة من استشعارها مسئولياتها القومية المستوعبة لترابط وتلازم المصير العربي والمستشرفة التحديات والمخاطر المستقبلية المحدقة بالأمة العربية التي حملتها المتغيرات الحادة للوضع الدولي المنتقل في تلك الفترة من الثنائية الى الأحادية القطبية.. وأوضحت المصادر أن اليمن أدرك مبكراً حقيقة التحولات الكبرى التي يسير نحوها العالم في تلك المرحلة والتي كانت توجب على العرب لتجنُّب نتائجها الكارثية التوجه نحو المزيد من الوحدة والتضامن والتكامل في إطار تكتل سياسي واقتصادي يعتمد على المصالح أكثر من العواطف..وحملت المصادر دولاً نفطية في الخليج وعلى رأسها السعودية -ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل- مسئولية إجهاض مثل هكذا مشاريع قومية،ليكون بديلها الإرهاب والحروب والصراعات العبثية الطائفية والمذهبية والمناطقية والعرقية المدمرة لوجود العرب في التاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل.
|