الإثنين, 29-مارس-2010
لحج نيوز - يختلفون قبل ذهابهم إلى القمة العربية في ليبيا.. وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط يُطلق تصريحه: أن بلاده لن تتنازل عن منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد انتهاء الولاية الثانية لعمرو موسى، وذلك في ردٍ مباشرٍ منه على الجزائر التي جددت مؤخراً هذا المطلب على لسان وزير الخارجية مراد مدلسي، والرئيس اللبناني ميشيل سليمان، لحج نيوز/بقلم:وفاء إسماعيل -


الله أكبر عليكم يا عرب... بيتكم أيل للسقوط!!


* يختلفون قبل ذهابهم إلى القمة العربية في ليبيا.. وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط يُطلق تصريحه: أن بلاده لن تتنازل عن منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد انتهاء الولاية الثانية لعمرو موسى، وذلك في ردٍ مباشرٍ منه على الجزائر التي جددت مؤخراً هذا المطلب على لسان وزير الخارجية مراد مدلسي، والرئيس اللبناني ميشيل سليمان، الذي تأكد غيابه بسبب الخلاف اللبنانية الليبية على خلفية قضية الإمام الشيعي المختفي، موسى الصدر منذ عام 1978م ، وربما يُعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز عدم حضوره والاكتفاء بحضور وزير خارجيته بسبب الخلاف القديم بينه وبين القذافي في مؤتمر القاهرة عام 2003م، رغم المصالحة الشكلية بينهما في قطر مارس عام 2009 م، أضف إلى ذلك خلافات الأطراف الفلسطينية ورغبة بعض هذه الأطراف في عدم حضور الطرف الآخر.

* القمم العربيـة، التي من المفترض عقدها لمناقشـة قضايا الأمـة العربيـة الجوهريـة، باتت مجرد اجتماعات لبحث قضايا ومشـاكل الرؤسـاء والملوك وخلافاتهم الشـخصيـة، حتى أن بعض الفضائيات والسادة المعلقين وحتى السادة الحضور باتوا يقيسوا نجاح أي قمة بإعلان مصالحة هنا أو هناك، وبالتالي يقيسون فشلها بخلافٍ يظهر على السطح بين ملك هنا أو رئيس هناك، أو بعدد الحاضرين من الرؤساء أو الملوك.. هذا هو مقياس النجاح والفشل لأي قمة.. أما قضايا الأمة فلها رب اسمه الكريم يتولاها برحمته.

* ونسأل السيد احمد أبو الغيط الذي يتمسك بعدم التنازل عن منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية ليظل حكراً على مصر بحجة أن مصر هي الحاضنة لبيت العرب.. ماذا قدمت تلك الأم الحاضنة لأبنائها على مدى ثلاثة عقود؟ هل وحدت العرب تحت مظلتها؟ ما هو الانجاز العظيم الذي قدمته الجامعة العربية ومنصب الأمين حكراً على مصر وتحت سيادتها؟ هل حررت العراق وضمنت له سيادته؟ هل حررت الصومال وحمت أهله من حروب تُشعلها أمريكا بين الحين والآخر، أم ردت الموت عن مليون صومالي؟ هل حلت مشكلة دارفور أم أنها وقفت تتفرج لتأخذ منها قطر دور الريادة وتحتضن اتفاق سلام بين الأطراف المتنازعة بالسودان؟ هل منعت (إسرائيل) من تدمير لبنان عام 2006 م؟ لماذا تتمسك مصر يا سيد أبو الغيط بمنصب الأمين العام حكراً على مصر وهي التي تخلت عن دورها الريادي بمحض إرادتها أو بضغط من بنود (كامب دافيد) ووقفت موقف المتفرج العاجز عن أداء دورها المنوط بها تجاه الأمة؟ أليس من المفترض في تلك الجامعة الهزيلة أنها جامعة عربية أم أنها في عُرف السيد أبو الغيط جامعة مصرية؟ على أي شيء تتنازعون؟ على منصب؟ أم على دور الريادة؟ الأقصى سيُهدم بيد الصهاينة وولاة أمرنا يتنازعون على المناصب.. الله أكبر عليكم يا عرب.. الفلسطينيون يقفون بصدورهم العارية أمام حجافل القوات الصهيونية، ويتصدون لمخطط تهويد القدس وولاة أمرنا يبصمون بالعشرة على استمرار المفاوضات غير المباشرة ـ التي لا أفهم معناها ـ هل تعني مفاوضات عبر وسيط أم مفاوضات من تحت الطاولة "سرية"؟ أو ربما مفاوضات من نوع أخر غير الذي عهدناه واتسمت بالفشل لأنها كانت بين طرفين وجهاً لوجه تقوم على تبادل القبلات والأحضان!! أما غير المباشرة فهي تعني مفاوضات بدون قُبل أو أحضان.. ربما؟! ورغم ذلك أعطتكم (إسرائيل) أكبر صفعة على وجوهكم حينما أعلنت بناء أكثر من 1500 وحدة سكنية بالقدس واستمرار الاستيطان الذي سيبتلع ما تبقى للفلسطينيين من أراضٍ، هذه الصفعة التي دفعت السيد عمرو موسى أن يُعلن وقف المفاوضات... أهذا هو انجاز الجامعة العربية؟ وقف المفاوضات التي باتت بسببكم غاية وليست وسيلة لنيل الحقوق المغتصبة.. الله أكبر عليكم يا عرب..!!

* سيادة العقيد القذافي، يا ملك ملوك إفريقيا والعرب.. ما الذي ستُقدمه قمة سرت يختلف عن كل القمم التي كنت تتناولها أنت بالنقد والسخرية والتهكم والاستهزاء؟ وكم ستتكلف تلك القمة من أموال الشعوب؟ أليس من الأجدر بك أن تُلغي تلك القمة التي لن يُسفر عنها سوى مزيدٍ من حسرة الشعوب على أموال تُهدر في تنقلات "ملائكة الرحمة حكامنا العرب"، وفي تأمين سلامتهم وإقامتهم وطعامهم وشرابهم، وتعتذر عنها لتصرف تلك الأموال على أطفال غزة وأهلها المحاصرين؟ أليس من الأفضل أن تُعلن للشعوب بصراحتك التي عهدناها فيك أن الجامعة العربية باتت بيت العرب الآيل للسقوط؟ أليس من الأفضل لنا ولكم أن تُريحوا وتستريحوا من حدوتة القمم العربية التي أرهقتنا وزادتنا ألم وحسرة!!؟؟

* قمم بلا انجاز.. وبيت عربي مليء بالتصدعات.. وحُكام عرب فقدوا ضمائرهم.. وعجزوا عن إدارة بلدانهم وتنمية ثروات شعوبهم.. والمقدسات الإسلامية تُنتهك حرماتها في القدس، والحرم الإبراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح اللواتي تنوي حكومة (نتنياهو) ضمهما إلى قائمة "المواقع الأثرية اليهودية"، ولم نجد موقف عربي واحد يتصدى لكل تلك الجرائم.. فهل لقاء قمة سرت سيُسفر عن بيانات استنكار أم إدانات؟ يا سيادة العقيد يا رئيس القمة.. يا من أعلنت الجهاد على سويسرا لأنها حرمت سيادتك وأهلك من دخول أراضيها؛ ـ أقصد حرَّمت بناء المآذن!! يا من وقفت ممزقاً أوراقك في وجه الأمم المتحدة مطالباً بمحاسبة (بوش) على جرائمه، وفاضحاً لعصابات مجلس الأمن.. أقولها لك وبأمانة: لقد سئمنا الشجب والإدانة والاستنكار، وسئمنا الانتظار.. وطال اشتياقنا ولهفتنا على الاستنفار.. استنفار الهمم والقدرات، لسنا بحاجة لقممكم المهزومة، ولا لشعاراتكم المزعومة.. نحن في أمسِّ الحاجة لجامعة عربية شعبية توحد العرب غير مخترقة، يُديرها أهل الخبرة متطوعين، يجمعهم الهمُ العربي والرغبة في حل قضايانا، توفيراً للمال العام الذي يُهدر في لقاءاتكم غير المجدية، ورواتب موظفي الجامعة الحالية التي تُقدر بالملايين، والتي لو أنفقت كل عام على فقراء الأمة لسدت حاجتهم وأغنتهم عن سؤالكم.. بالله عليك أريحونا واستريحوا..!!

* الله أكبر عليكم يا عرب.. أقصانا سيُهدم بيد الصهاينة.. والأرض تُغتصب وتُستباح في كل قطر عربي.. وحال الأمة من سيء إلى أسوأ.. والأموال تُهدر على قمم فاشلة؟ الرباعية تلعب لعبتها التي اعتدنا عليها لدفع أبو مازن إلى المفاوضات وتستبق اجتماعكم، وتُصدر بيان بمطالبة (إسرائيل) بوقف الاستيطان وصفوه بأنه شديد اللهجة نيابة عنكم فما جدوى مؤتمراتكم؟ رغم أن الأربعة المؤتمرين يعلمون أن (إسرائيل) لن تُنفذ ما جاء في بيانهم.. ولن توقف الاستيطان؛ الكيان الصهيوني لا يسمع بيانات ولا تهتز له شعرة من شجب أو استنكار هنا أو هناك.. الصهاينة لا يفهمون إلا لغة القوة والرصاص والدم.. فأين قوتكم؟ وأين رصاصكم؟ وأين دمكم؟

* اسمعوا يا عرب هذه القصة ربما تتعلمون منها درساً أفضل وأجدى لكم من كل قممكم: "أرسلت سفارة (إسرائيل) في اليونان إلى عضو البرلمان اليوناني (تيودور بانجاليس)، ثلاث زجاجات من النبيذ بمناسبة الأعياد، مع تمنيات السفير الإسرائيلي (علي غياشي). ولكن (تيودور بانجاليس) أعاد الهدية وشكر السفير مع الرسالة التالية: "أشكرك على الزجاجات الثلاث من النبيذ التي أرسلتها لي بمناسبة الأعياد، أتمنى لك ولعائلتك وكل الموجودين في السفارة سنة سعيدة وصحة جيدة لكم، للأسف لاحظت أن النبيذ المرسل إلي هو من إنتاج مرتفعات الجولان! لقد علموني من صغري أن لا أسرق ولا أقبل بضاعة مسروقة! لذا لا يُمكنني قبول هذه الهدية وعليّ إعادتها لك! كما تعلم فإن بلدكم تحتل، بصورة غير شرعية، مرتفعات الجولان التي تعود إلى سوريا، وهذا بموجب القانون الدولي وقرارات عدة للمجموعة الدولية. انتهز هذه الفرصة لأعبر عن أملي أن تجد (إسرائيل) أمانها بالاعتراف الدولي بحدودها، وأن العمليات "الإرهابية" ضدها من "حماس" أو غيرها سيتم احتوائها، ولكن أتمنى أيضا من حكومتكم أن تتوقف عن استعمال سياسة العقاب الجماعي التي كانت تتم على نطاق كبير من قِبل (هتلر) وجيشه، عمليات كهذه من قِبل العسكرية الإسرائيلية في غزه تُذكر اليونانيين بالمجازر المماثلة التي حصلت في (كالافريتا) و(دوكساتو) أو (ديسمونتو)، وأكيد التي حصلت في (وارسو)، بذكريات كهذه اسمح لي أن أعبر عن أفضل تمنياتي لك، وللشعب الإسرائيلي وكل شعوب العالم."

أثينا 30/12/2009م...

إن صحت تلك الرسالة التي نُشرت على المواقع الإلكترونية فهي أكبر درس يوناني لكم.. إضافة إلى مئات الدروس التي لا تتعلمون منها، خاصة الدرس التركي الذي أجبر (إسرائيل) على الاعتذار لها علناً رداً على إهانة السفير التركي في تل أبيب!!

* كم زجاجة من النبيذ أرسلتها (إسرائيل) إلى الدول العربية كهدية؟ وكم عربي قبل هداياهم وعطاياهم ورد على تلك الهدايا بهدايا مماثلة وأغلى ثمناً باعتها (إسرائيل) في مزاد علني فافتضح أمرهم؟ كم رجل أعمال عربي يتعامل مع البضائع الصهيونية ويُغرق بها أسواقنا تحت سمع وبصر الحكومات العربية؟ وكم فضائية عربية تُروج لتلك المنتجات المسروقة من فلسطين والجولان؟ كم مليار دولار حصدتها (إسرائيل) من بيع تلك المنتجات المسروقة لتشترى به رصاص وقنابل تفتك به بأهلنا في فلسطين؟ كم شهيد فلسطيني مات بأموالنا وغبائنا وجهلنا وعدم وعينا؟ كم برميل نفط عربي يصل يومياً إلى (إسرائيل) ويحرم منه أهلنا المحاصرين في غزة؟ كم أنبوب غاز طبيعي يمتد من مصر إلى الكيان الصهيوني مباشرة، وأصحاب الثروة يتزاحمون على اسطوانة غاز في طوابير لا أول لها ولا آخر؟ وكم مؤتمر قمة طُرحت فيه مشاكل الأمة وتم حلها؟ ولا قمة عربية استطاعت تفعيل أي قرار ندب أو شجب أو استنكار.. ففشلت قممكم في إدارة البلاد وإصلاح حال العباد، فسئمناكم وكرهناكم، وأكلت الحسرة قلوبنا!! والآن نتباكى على فلسطين وعلى الأقصى.. فهل هي دموع التماسيح؟ أم هي دموع العجزة والفاشلين؟

* يا سيادة العقيد، يا ملك ملوك إفريقيا والعرب إن كنت صادقاً في شجبك واستنكارك اعلن على الملأ أنكم فاشلون وبإمتياز، أو أرنا الجهاد الذي ناديت به ضد سويسرا وأعلنه جهاداً من أجل الأقصى الذي سيُهدم فوق رؤوسكم.. أو حتى جهاداً من أجل فك الحصار عن غزة.. أرنا جمال خطوتك الجريئة تتجه نحو معبر رفح وأمر جيوشك بهدم الجدار الفولاذي لإنقاذ أكثر من مليون فلسطيني يموتون جوعاً وعطشاً ومرضاً.. شد رحالك باعتبارك رئيس القمة العربية وملك ملوك العرب لنصرة الأقصى قبل هدمه.. أرونا مدافعكم لا مدامعكم.. فقد سئمنا الوعود والدموع.. وحان وقت التحرك.. وإلا فاصمتوا أو اختفوا إلى الأبد!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-3656.htm