لحج نيوز/صنعاء - ولا يزال علي صالح هو علي صالح.. ثابتا في أرضه محضيا بين جمهوره، شامخا كما كان بل أكثر من ذي قبل..
و بغض النظر أكان على حق أم على باطل، وبفرض أنه على باطل وأنتم على حق، فقد تشرف به الباطل واعتز، وهان بكم الحق الذي لم ولن تكونوا أهلا له.
حتى لو كنت عدوا له، فسأحترمه إن لم يكن لشخصه فلكثرة أتباعه ومحبيه، وذلك هو ميزان الرجال في مضمار السياسة أو حتى في ميدان الخصومة الشريفة بينهم..
ألا تعلمون أن الخلفاء والملوك يحترمون السيد في قومه من رعيتهم وفقا لعدد أتباعه ومدى طاعتهم له؟
ألا يقول المثل _ مع احترامي للزعيم ومع الفارق طبعا_ (إذا لك عند الكلب حاجه قول له يا سيدي)، فما بالكم وتلك الحاجة هي وطن بأكمله ومستقبل أجيال قادمة، في يد زعيم قوي عبقري، وليس في يد كلب..
قلتها لكم قبل بضع سنين، وأكررها لكم اليوم
هذا الرجل قوي وذكي وقد يكون شريرا أو مفسدا إلا أنه يمكنكم أن تأخذوا من سلطانه بالتلطف وحسن النية ما لا يمكن أن تأخذوه بالمكر والخديعة أو القتال.. لكنكم لم تريدوا منه تسليم السلطة فقط، وإنما أردتم أن يسلم لكم عنقه وعرضه وكرامته لتشفوا غليل صدوركم عليه لا لتشفوا الوطن من فساد ولا لتأمنوا المواطن من خوف أو تطعموه من جوع، وما كان لوحش مثل عفاش أن يمكن خصومه من عنقه ولا يزال له ناب” أو ظفر..
وقد قالها لكم يوم التوقيع على اتفاق نقل السلطة في الرياض (أهم شي حسن النوايا) ثم لم تلبثوا غير قليل حتى أثبتم سوء نواياكم بعدم حضوركم حفل تسليم السلطة في صنعاء استكثارا لشرف الموقف التاريخي الذي سجله بذلك الحدث.. ثم باستمراركم في تحشيد الشارع لإسقاط الحصانة عنه لتنكثوا معه بالعهد والميثاق الذي أشهدتم الله والمجتمع الدولي عليه، ولم يكن هدفكم من ذلك العهد إلا المكر به حتى حين..
أنا لا أبرر له هنا ولا أقف في صفه، وإنما أذكركم ببعض إسهاماتكم في جذور المشكلة.. واختصارا للقول، أنصحكم بالتصالح معه إن كنتم تريدون حقا إيقاف نزيف الدم وإنقاذ الوطن وتجنيبه بقية شره وشركم.
لا زلت أدعو لعلي صالح بطول العمر حتى تصطلحوا معه، ليس لأنني أحبه أو أقف في صفه, فأنا الآن محايد تام الحياد في هذه الحرب العبثية القذرة.. بل لأنني أدرك تمام الإدراك ولمعرفتي له عن قرب، أنه أعلم أهل اليمن بتفاصيل اليمن شعبا وأرضا وثقافة وفوق ذلك لا يزال أقوى شخص في اليمن مالا وعدة ورجالا، وأن الصلح معه هو أقرب الطرق لصلاح البلد وأما إن مات أو قتل قبل ذلك، فسيذيقكم من قبره أشد مما أذاقكم من قصره…
هذا عفاش الحميري يا قوم، مقامه في اليمن كفرعون في مصر، ولكن لا تنتظروا أن يخلصكم الله منه بأن يغرقه في اليم، لأنكم ببساطة لستم خيرا منه، وليس بين ظهرانيكم من هو بمقام موسى أو هارون..
خلاصة القول.. اصطلحوا مع الأسد الجريح، ولا تستكثروا عليه خاتمة حسنة تحفظ له مكانته في التأريخ، فتلك المكانة هي كل ما يقاتلكم عليه..
.
سلام_الله_على_اليمن_أرضا_وشعبا_وأجيالا قادمة
– من صفحة طارق عبدالسلام كرمان على الفيسبوك |