لحج نيوز/بقلم:سماح جميل -
اثناء تصفحي اليومي لأحد المواقع الالكترونية اليمنية لفت انتباهي خبر نشر عن مشاركة وفد برلماني يمني في أعمال المؤتمر الثاني والعشرين بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي، والذي تشارك فيه أكثر من مائة وواحد وثلاثين دولة و6 منظمات دولية و40 منظمة إقليمية .
وفي هذا الخبر لفت نظري تصريح للشيخ / سلطان سعيد البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي هو يدعو المجتمع الدولي" أن يتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الصومال في اليمن " وقال : أن اللاجئين الصوماليين في تدفق ونزوح مستمر الى اليمن ..
وأنا أطالع هذا الخبر تذكرت موقف مؤلم جرت أحداثه في احد الأيام أثناء تواجدي في باص استقليته متوجهة إلى العمل حيث كان معي ضمن ركاب الباص نفر من أشقائنا الصوماليين- ممن وفدوا إلى اليمن في ضوء تطورات الأوضاع والحروب فيها - حينها قام احد الركاب من اليمنيين موجها كلامه إلى إحدى الصوماليات صابا غضبه عليها وعلى بقية الصوماليين الموجودين في اليمن محملا "الصومال الموجودين في اليمن" كل مشاكله ومشاكل اليمن وظل الرجل يكرر شجاره الكلامي فما كان من المرأة الصومالية إلا أن ترد عليه فقالت له اسكت ( وريه ) وهي كلمة صومالية وتعني – كما عرفت – يارجل وأضافت : نحن جالسون بفلوسنا والحكومة حقكم تأكل حقنا الذي يوصل إلى اليمن من دول ومنظمات كمساعدات لنا نحن الصوماليين الموجودين في اليمن .. وأضافت بصوت متألم : هذه المساعدات لا توصل إلينا ونحن لا نستطيع أن نعمل شيئا ،و ما نقوم به هو التسول من اجل حصولنا على لقمة العيش ..
كان حديث المرأة الصومالية حينها مؤلما ومؤثرا حتى أن الرجل الذي بدأ بمهاجمتها صمت وبدأ عليه التأثر بكلام المرأة الصومالية .
والآن استغرب من حديث الشيخ / سلطان سعيد البركاني هو يدعو المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤوليات تجاه اللاجئين الصومال في اليمن، والمطلوب أولا التحقيق في ما يتردد من شكاوى لمعرفة أين تذهب المساعدات التي يفترض وصولها إلى اللاجئين الصوماليين الموجودين في اليمن ،؟ وهل تذهب ويستفيد منها أشقاؤنا الصوماليون وتخفف من معاناتهم ..؟ أم أنها تذهب إلى جيوب من لا رحمة لديهم من أعضاء ( تنظيم الفساد ) في اليمن وشركائهم المعنيين بشؤون هؤلاء اللاجئين ؟!!
لذلك نقول لشيخنا البركاني يجب أن ترفع الحكومة يدها عن هذه المساعدات ويترك لمنظمات المجتمع المدني مسؤولية الإشراف على استلام المساعدات مراقبة وضمان وصولها لمستحقيها بشفافية ومراقبة إعلامية كاملة ..