الثلاثاء, 11-يوليو-2017
لحج نيوز - عبدالكريم المدي بقلم/عبدالكريم المدي -
الدكتور قاسم لبوزة ، نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى علمٌ بارز من معالم هذا الوطن.. وقبل أن يكون اليوم نائبا لرئيس الدولة، علينا أن نعرف بأنه أولا، ينحدر من أهم الأسر النضالية اليمنية التي أنجبت الأبطال وحملت على كاهلها مهمة تحرير جنوب الوطن الغالي من الإستعمار البريطاني، كالبطل راجح بن غالب لبوزة،الذي أُستشهد في إحدى معارك الشرف وهو يقود معارك التحرير ضد الإحتلال البريطاني ، وقبل ذلك كان قد شارك بقوة في تحرير شمال الوطن من كهنوت الإمامة .
وقبل أن يكون الدكتور قاسم، أيضا، هذا الشخص الذي نعرفه اليوم ، فهو قَيل من أقيال سبأ ، تنطبق عليه وعلى هذه الأسرة / اليمنية العريقة مقولة ابن خلدون :( البداوة أصل الحضارة ، والحضارة أصل العمران )

للانصاف..أعتقد أن أي كلام عن الدكتور قاسم أو أي محاولة جرئية لكاتب مثلي يريد أن يُحلّق في مدارات هذه القامة والهالة المدهشة ،وطنية وتواضعا، نُبلا وإقداما، نخوة وبساطة ،رؤية وسموا ،فضائلا وفضلا، يظل ناقصا عن التعبير والإيفاء بما يستحقه، لكن مهما يكن ، فلابد لنا من البوح والتعبير بصدق عن مشاعرنا تجاه أشخاص من أمثال الدكتور لبوزة، الذي أعترف لكم بأنني قابلته مؤخرا لأول مرة ،وأعني هنا مقابلة شخصية جرى من خلالها الحديث الودي ، لكني من قبل كنت قد سمعت عنه كلاما جميلا، فالكثير من الناس حقيقة يتحدثون عن طيبته وعظمته وتواضعه وصفاته وكأن هناك شبه إجماع في تقدير هذه الشخصية،غير أنه وهذه تقريباحقيقة لا تحتاج إلى كثير من الأدلة ،تختلف مقابلة المرء شخصيا عن سماع ما يُقال عنه ، فحين تُقابل الشخص وتتحدث معه ،تستطيع أن تغوص في أعماقه وتكتشفه وتربط بين ما سمعته وما تشاهده، وتجد نفسك بالفعل ، في حالة كحالة الدكتور قاسم لبوزة،أمام عوالم من الدهشة والفخر معا، ستشعر بفخر وزهو مصدرهما أن مثل هكذا علم ينتمي لأرضك وناسك، للأفكار التي تؤمن بها والقيم التي تحملها أو التي تطمح في التزود بها.

سأكشف لكم أمرا :
هل تعلمون ماذا قال لي الدكتور لبوزة بداية مقابلتي له في مكتبه مباشرة ؟
لقد سألني من فوره : هل عرقل طلب مقابلتك لي أي شخص في مكتبي ، وهل حاول أحدهم أن يصرفك ويبعدك متعللا بأعذار أو ما شابه ؟
وتابع قائلا:
"رجاء قل لي ولا تُحرج ، أنا مكتبي مفتوح وأهلا وسهلا بك ، يسعدني لقاؤك وتسعدني خدمتك أنت وغيرك، وأنت تستحق كل خير "
أقرُّ لكم ،بأن هذا الرجل والشخصية الهامة ،المهمة ،أخجل تواضعي كثيرا وهو يحدثني ويطرح عليّ تلك التساؤلات التي تعكس إنسانيته وأصالة معدنه النفيس ،وأخلاقه العالية وشدة تواضعه وبساطته التي ما يتسم بها شخص بمستواه ومكانته إلا وزادته شموخا على شموخه ،ومجدا على مجده وعلوا على عُلوّه ، وتألقا على تألقه .

الدكتور قاسم لبوزه، بالاضافة إلى أنه قَدِمَ من نواة الوطنية اليمنية، فهو - أيضا- يجسد أهم الصفات التي تجعل من الإنسان نموذجا يُحتذى به ،ومصدر إلهام ربما لجيل بكامله يمنحه معنى مختلفا للقائد المحبوب والمسؤل الشريف والفارس البطل، الصادق في القول، الكريم في التعامل، المترفع عن سفاسف الإمور ، المؤمن بكل ما يوحد الناس، المنتصر للحقوق ، المتفاني في العمل ،المخلص في الأداء، المنتمي للأرض والإنسان .

لقد مثلت مقابلة الدكتور قاسم لبوزة ،بالنسبة لي ، محطة وإكتشافا جديدين فتحا لي آفاقا واسعة من آفاق الحياة ،بتجاربها المختلفة التي تُنمي الشخصية الإنسانية وتُعطي المرء مفاهيما في التواضع والتميز، وحافزا للتقدم ،والإستمرارية في مواصلة السير ولو في قلب الصعب، طالما وأن هناك إرادة ودافعا، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية منحتني تلك المقابلة دروسا قيمة جدا من شخص كالدكتور قاسم نائب الرئيس ،الذي يستحق أن يكون مدرسة للآخرين تُدرّس فيها الكثير من القيم الإنسانية ، والمبادىء الوطنية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:55 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-38031.htm