لحج نيوز -صنعاء /بقلم صالح عمار -

مع بدايه كل موسم حج تطفو على السطح روائح الفساد و المصالح والشلليه والمحسوبية بشكل يفقد قدسية هذه الفريضة روحانيتها ويفرغها من مضمونها القائمه على اساس التقرب الى الله وحج بيته وإعلان البراءة من الشيطانه وأفعاله ووساوسه.

كل أنواع الفساد في هذا المجال متوقعه، لكن مالم يكن متوقعا هو أن يكون موسم الحج كذلك موسما لانكشاف الغطاء عن ثله من المتمصلحين الراكبين موجات الفساد على مختلف تقلب الأنظمة السياسيه الحاكمة في البلاد الدائرون في فلك المصلحة.

فعندما يكون فلك المصلحة بعيدا عن نطاق دورانهم يتدثر أولئك بشعارات السياده والكرامة والوطن، وتحت جنون التعطش للمصلحة يرمون التهم يمين يسار على كل من يرونه قد يشكل عائقا أمام وصولهم وحصولهم على مصالحهم الشخصيه .

ولكن ما أن يتعرض أحدهم لامتحان يقف فيه بين خيارين أما الوقوف في صف شعاراته التي يتدثر بها، او الرضوخ لرغباته الجامحة في نيل مصلحته الشخصيه، حتى يسيل لعاب شهيته امام مائدة المصالح، ليعرض جواد شعاراته التي اوصلته الى مصالحه للبيع لأول مشتري.

خلال الموسمين الماضيين طفت على السطح صراع محموم للسيطره على قطاع الحج والعمره نظرا لحجم المصالح الكبيره فيه من تراخيص العمل وكالات الحج والعمره وتوزيع الحصص عليها ومن بعثات تفويج الحج والعمره .

الفريق المستقوي بشعارات المؤمنين والمتدثر بالسيادة والكرامة وتخوين الاخر، استخدم في صراعه حينها كل أنواع وأدوات الصراع ورمى خصومه بانواع تهم الخيانة والارتزاق والعمالة ونهب المال العام ، لتصدر بحقهم الأوامر القهريه كل ذالك بمبرر تهم اتضح لاحقا أنها كيدية في محاولة للسيطرة على منصب لنيل مصالح شخصية لا تمت للمصلحة العامة بصلة.

يدور الزمن سريعا وتكشف لنا المواقف والاحداث ان أولئك انما كانوا يخفون حقيقتهم المشوه وراء قناع جميل مزين بقيم الوطنية والسيادة، قبل ان يعريهم الزمن ويكشف سقوطهم في وحل ما رموا به خصومهم من قبل.

مؤخرا تداولت وسائل التواصل الاجتماعي رسالة لـاحد القيادات المحسوبة او المقربة من أنصار الله في قطاع الحج والعمره يشكر ويتملق فيها وزير الأوقاف في حكومه هادي في سبيل الحصول على مصلحته الشخصيه راميا بالسياده والوطن عرض الحائط.

القيادي هذا يتملق الوزير احمد عطية بعد ان قام الأخير بزيادة حصة وكالة ايلاف التي يملكها الصرابي، في تفويج الحجاج اليمنيين لهذا العام، معلنا كذلك القبول بتهميش دور قطاع الحج والعمرة في صنعاء وتسليم مهامه في تفويج الحجاج اليمنيين الى وزارة الأوقاف في حكومة هادي من الرياض.

هنا يجب ان نتسائل أين النيابة هذه المرة لتصدر التهم وأين اجهزه الأمن لتصدر الأوامر القهريه بحق شخصيه ثبت تواصلها مع خصوم الوطن بل وتزلفها وتملقها .

وهل تكشف لنا مثل هذه الرسائل حقائق من يبيعون للمواطن شعارات ويناقضونها بافعالهم ومن يدعون حرصا على كرامه الوطن وسيادته ظاهرا ، ويسعون للمتاجرة والارتزاق بتلك الشعارات . ام أننا سنشهد إجراءات للتحقيق وضبط كل من تواصل وتملق العدوان وأدواته للحصول على مكاسب شخصيه .