عبدالعزيز الهياجم - -
من خلال متابعتي لبعض مؤتمرات السلطة المحلية في المحافظات والتي بث التلفزيون وقائعها بشفافية كبيرة دون حذف أو بتر أحسست بأن هذه المؤتمرات الفرعية هي الحراك الحقيقي والحراك القويم الذي يخدم المواطن في كافة المحافظات سواء كانت شرقية أو غربية شمالية أو جنوبية
وبالتالي أنا أسأل هنا: ماذا يعني الحراك؟ هل هو فعاليات حقوقية مطلبية أم مسيرات غوغائية تخريبية تمزيقية؟.. إذا كان المقصود به الشق الأخير، فذلك ما تابعنا للأسف أعماله وأفعاله اللا وطنية واللا وحدوية خلال الفترة الماضية
أما إذا كان المقصود به فعاليات حقوقية مطلبية فهو ما لمسناه من خلال المؤتمرات الفرعية للسلطة المحلية.. ما بثه التلفزيون كان أغلبه كلاماً ليس في مديح السلطة أو الثناء عليها، ولكنه كان نقداً قاسياً ولاذعاً تناول كل الحقوق والمطالب والهموم والتطلعات
أحدهم استرسل في الحديث عن ما تعانيه مديريته من غياب المشروعات الخدمية وقال: نحن مع وحدتنا ولا نقبل كل الدعوات الانفصالية والتشطيرية والتآمرية لكن من حقنا أن نطالب بمشاريع وخدمات أساسية وضرورية من طرق ومدارس ومراكز صحية ومياه شرب نقية ومن حقنا أن نقارن بين الوضع لدينا وبين ما هو عليه في مديريات أخرى تحظى باهتمام ورعاية أكثر
وهذا طرح لا تستطيع إلاّ أن تقف معه وتقول من حق أبناء هذه المديرية أن يبثوا شكواهم وأن يُسمع لندائهم وأن يتم تلبية كل احتياجاتهم في إطار الإمكانيات المتاحة
وآخر تحدث عن الدرجات الوظيفية وضرورة أن تكون محكومة بالمعايير العلمية وشروط الكفاءة والمؤهل بحيث يكون الفيصل في الحصول عليها هو تلك المعايير والشروط، وليس المحسوبية والواسطة والنفوذ والقوة التي تمنح الوظيفة لأناس على أناس ولمناطق على مناطق.. ومعه كل الحق في ما قال
وثالث يقول بالفم المليان: نحن جميعاً في اصطفاف وطني دفاعاً عن وحدتنا ووطننا الغالي وثوابته وأمنه واستقراره.. ولا نطالب بأكثر من اصطفاف وطني في مواجهة الفساد وأعمال النهب والسطو التي تمارسها شخصيات متنفذة لا يهمها الوطن ووحدته ولا يهمها المواطن ومصلحته وإنما يهمها مصالحها الذاتية والأنانية وهي لا تقل خطراً على الوطن بأفعالها تلك من خطر العناصر الانفصالية والتخريبية، التي تزرع بذور الشقاق وثقافة الكراهية والحقد
وهذه رؤية لا يمكن لعاقل ولا يمكن لوطني وحدوي مخلص إلاّ أن يحترمها ويقر بحقيقة أن لا خوف على الوطن ووحدته من تلك الأصوات الانفصالية النشاز التي لفظها الوطن ولفظها التاريخ.. ولكن الخوف من استمرار الفاسدين والعابثين في ممارساتهم التي تمتص الموارد وتحرم الناس من الشعور بخيرات الوحدة ومنافعها وتدفع إلى الشعور بالضيم والغبن وهضم الحقوق
وطبعاً على رأس فوائد هذا الحراك الوطني والحراك الحقيقي الذي مثلته وتمثله مؤتمرات السلطة المحلية في المحافظات، تلك الرؤى التي تتبلور بشأن الحكم المحلي واسع الصلاحيات.. والتي تؤسس لمرحلة جديدة عنوانها اللامركزية المالية والإدارية وانتهاء كل تلك العوائق والإشكاليات والبيروقراطية الرتيبة التي جعلت المعالجات والحلول والخدمات والمشاريع وتلبية تطلعات الناس في المديريات والمحافظات تسير بصورة بطيئة وأحياناً تُصاب بالجمود الأمر الذي انعكس على تراكم المطالب والحقوق وتأخر المبادرات والتنفيذ
[email protected]
*عن صحيفة الثورة