لحج نيوز/حاوره: عبدالناصر المملوح -
نذكر باسندوة بجلساته مع سالم صالح في موسكو
قيادات محسوبة على الجنوب تلعب على الحبلين
لماذا لم يعد الكثيرون يهتمون بصراخ وتناقضات الحراك الفكرية وامزجتهم السياسية غير المستقرة؟!.. ولماذا نجح الاضراب في الضالع ويافع فقط؟!.. ولماذا لا تلقى دعوات البيض أية تجاوب من أبناء محافظته حضرموت؟!.. وتساؤلات أخرى أكثر أهمية طرحناها في “الجمهور” عبر الهاتف على مقرر لجنة تقصي الحقائق في لحج النائب خالد صالح شايف الردفاني..
* دعوات ما يسمى بالحراك لأبناء المحافظات الجنوبية للاضراب الشامل فشلت الأسبوع الماضي في كل المناطق عدا مدينة الضالع ومديريات يافع الأربع بمحافظة لحج؟
- أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية هم من الوعي والفهم بما يمكنهم من التمييز بين الخبيث من الطيب، وما هي الفعاليات التي تصب في صالحهم والصالح العام، وما هي الدعوات والفعاليات التي لا تجلب سوى الخراب.. هذا أولاً.. ثانياً أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ليسو موظفين مع الحراك فضلاً عن ان هذا الأخير ليس كياناً ذات صفة شرعية حتى يستجيبوا لدعواته ولو من باب المناصرة..
مثل هذه الدعوات والفعاليات التي أقدم عليها عناصر الحراك في الفترة الماضية أضرت المستهدفين منها أكثر مما نفعتهم، وما نجحوا فيه يقتصر في الإضرار بمعيشة كثير من الأفراد من مختلف المحافظات بدافع عصبي جاهلي متخلف، الأمر الذي أفقدهم –ما يسمى بالحراك- التأييد الجماهيري في عموم الجمهورية، ولم يعد الكثيرون يهتمون بصراخهم وتناقضاتهم الفكرية وأمزجتهم السياسية غير المستقرة.
سلطات ضعيفة
* لكن دعواتهم للاضراب نجحت نوعاً ما في مدينة الضالع ومديريات ردفان م/لحج؟
- صراحة أنا لم أكن الأسبوع الفائت متواجداً لا في مديريات يافع ولا في مدينة الضالع حتى استطيع أحدد مدى نجاح الاضراب من فشله.. لكن أنا اعتقد - وهذا أمر لا جدال فيه - أن الغالبية سواء في الضالع أو في مديريات يافع غير مقتنعين بمثل هذه الدعوات، ولكن هناك أسباب تدفع البعض إلى الاستجابة لدعوات عناصر ما يسمى بالحراك، منها: لجوءهم للقوة والعنف لفرض دعواتهم واجبار اصحاب المحال التجارية على اغلاقها، كما ان عناصر الحراك وجدت فسحة لتتحرك وتهدد فلاناً وعلاناً وأصحاب المحلات.
* مَنْ منحهم هذه الفسحة؟
- أولاً كثير من الجهات من أبناء المناطق ذاتها يتحاشون ان ينصدموا بهذه العناصر، ثانياً تساهل الأجهزة الأمنية حتى وهي ترى الفوضويين والفوضى، ثالثاً الضعف الحاصل في القيادات الادارية في المرافق الحكومية.
* تقصد ان السلطات المحلية في الضالع ولحج ومحافظات جنوبية أخرى ضعيفة؟
- ضعف في السلطات المحلية وفي الأجهزة الأمنية لأنه إذا وجدت سلطات إدارية قوية لن تستطيع أية جهة ان تغلق مرفقاً عاماً.
يعرفون البيض
* بشكل عام استاذي تكاد تكون مديريات يافع الأربع وردفان ومدينة الضالع منبعاً للانفصاليين.. لماذا؟
- والله أنا لا استطيع ان أحدد الوحدويين واحسبهم على منطقة معينة، ولا استطيع ان احسب العناصر الانفصالية على منطقة معينة، ولا تخلو قرية من قرى المحافظات الجنوبية من الوحدويين.. والعناصر الانفصالية رغم قلتها، إلا انهم من مناطق مختلفة لكن ليست ذات أثر وليست من الشعبية الجماهيرية بحيث تشكل خطراً.
* لكن دعوات البيض تلقى استجابة لدى أبناء يافع ومدينة الضالع وفي المقابل ليس له أي أثر يذكر في مسقط رأسه مدينة حضرموت.. كيف تفسرون هذا الأمر؟
- أولاً الذين يستجيبون للبيض من أبناء يافع أو الضالع هم قلة، وبالنسبة لأبناء حضرموت أنا اعتقد انهم وبحكم معايشتهم ومعايشة آبائهم للبيض في الفترات السابقة يعرفونه ويعرفون حقيقته بعكس ما هو عليه الحال في الضالع أو يافع، خصوصاً وان الذين يستجيبون له في هذه المناطق تتفاوت أعمارهم ما بين 20 إلى 25 سنة، وهذه الفئة العمرية لم تعش فترة حكم البيض ولا تعرف تاريخه وسلوكياته وممارساته.
أيضا ربما ان البيض ومن معه يريدون الانتقام من أبناء يافع الذين كان لهم موقف وطني وحدوي اثناء حرب الردة والانفصال صيف 94م، وهو الموقف الذي لن ينساه البيض ما حيي، ولهذا ربما انه يغذي ويقدم امكانيات مادية كبيرة جداً بهدف احداث الفوضى في يافع.. في ردفان.. في الضالع بهدف اظهار أبناء هذه المناطق وكأنهم ضد الوحدة ولتصفية حسابات.
يافع الوحدوية
* في حرب 94م كان البيض يراهن على أبناء يافع.. برأيك ما الذي جعلهم يتخلون عنه، فمنهم - وأنا اتحدث عن قيادات عسكرية وسياسية - من قاتل مع الوحدة ومنهم من التزم بيته؟
- في الحقيقة أبناء يافع هم أكثر من عانوا في عهد التشطير فيما كان يعرف بـ “جمهورية اليمن الديمقراطية” رغم ان عدداً من أبنائها كانوا في الحكم، لكن أنا اتحدث عن سياسات عامة وتداعياتها وبالتالي هم اكثر المستفيدين من الوحدة، لديهم بيوت تجارية كبيرة ولديهم رساميل مهاجرة.. مغتربين اعطتهم الوحدة بنظامها التعددي الديمقراطي مناخاً كبيراً للعمل بحرية.
ولهذا كما قلت لك فان الذين يتزعمون أعمال الفوضى والتخريب من أبناء يافع أو الضالع هم قلة لا يشكلون رقماً.. هؤلاء خسروا مصالحهم الضيقة بعد الوحدة لصالح عامة الناس، وعندما يتم تغذيتها من الخارج بامكانيات مالية مشروطة تقوم بمثل هذه الاعمال الفوضوية التي لا هدف لها أكثر من إثارة البلبلة.
* المعروف - أو هذا ما يردده البعض - ان البيض وهو يتربع الحكم قبل الوحدة وفي الأربع السنوات الأولى بعد الوحدة كان مهتماً بمديريات يافع؟
- بالعكس أنا شخصيا والذين عايشوا عقد الثمانينات نعرف البيض عندما كان مرشحاً ويمثل ردفان في مجلس الشعب الأعلى، ولا أذكر انه قدم شيئاً يذكر لمديرية ردفان حتى في الفترات اللاحقة لم يقد شيئاً.
يافع المعزولة
* لماذا مثل ردفان ولم يمثل حضرموت؟
- أصلاً العملية لم تكن ديمقراطية، الحزب كان يختار اثنين يتنافسون في هذه المنطقة أو تلك والنتيجة محسومة سلفاً، وبالتالي لا حاجة أن يمثل منطقته.
* البعض من السياسيين يقولون إن يافع حظيت ببنى تحتية باهتمام شخصي من البيض؟
- من قال لك.. يافع كانت معزولة بالكامل فيما يتعلق بالخدمات ولم يطرأ على يافع ما يذكر إلا في ظل الوحدة.. يافع قبل الوحدة كانت الأكثر حرماناً ربما بحكم موقعها الجغرافي، وانا اتحدى أي شخص آخر ان يقول العكس.. لدينا وبلغة الأرقام المعلومات الكافية التي تدحض من يقول العكس.
وأنا لا اقول ان ما حظيت به يافع بعد الوحدة أصبح كافياً.. يافع تنتظر المزيد لكن وفي إطار محافظتي أعرف ماذا تحقق في لحج وما كان عليه وضعها قبل الوحدة.
باسندوة والمشترك
* لم يأت الحراك من فراغ فهو ليس نبتة شيطانية وانما تعبير سياسي صادق عن قضية.. هكذا يؤكد تكتل المشترك المعارض؟
- المشترك أصلاً يعيش في وضع لحاله.. هم يحاولون جاهدين ان يجيروا الحراك وكأن عناصر الحراك عناصرهم وانهم هم الذين يحركونها، والحقيقة ان عناصر الحراك تكفر بالمشترك.. لا تعترف به وكثير من عناصر الحراك المنضوية في السابق في أحزاب المشترك قد تخلت عن احزابها، ومن بينها أعضاء لجنة مركزية في الحزب الاشتراكي.
بمعنى ان قيادات المشترك - مع احترامي لشخوصهم - يحاولون ركب الموجة بحيث يسخرون أي نشاط.. أية حركة في أي مكان لحسابهم.
* تقصد ان أحزاب المشترك تنظر للفوضى التشطيرية وكأنها فرصة يجب استثمارها لخدمة أجندتها السياسية؟
- الأخوة في المشترك للاسف الشديد لم يستوعبوا طبيعة العمل السياسي المعارض الصحيح، بل أجزم انهم فشلوا كمعارضة.
* من أية ناحية؟
- لم يستوعبوا طبيعة مهمتهم كمعارضة.. لم يقوموا بواجباتهم كمعارضة من حيث تشخيص الوضع الموجود وايجاد الحلول والمعالجات وفقاً للدستور والقانون.
* تقصد ان المشترك في مجال القدرة الحزبية كأحزاب معارضة لم يشارك في صنع التحولات الوطنية ببرامجه التنافسية انتخابياً ولم يمارس النقد البناء للسلبيات؟
- ما فيش.. هم بعيدون حتى عن هموم الناس وقضاياهم.. لم نر منهم حلولاً ومعالجات واقعية لمختلف القضايا المطروحة.. ما لقينا منهم حتى الآن معارضة بالبدائل الواقعية للأداء الحكومي.
فقط هم يعارضون للمعارضة فقط.. كل ما هو ضد الدولة يرتاحون له ويبدو من خلال الوقائع الماثلة ان هذه الأحزاب لم تستطع التخلص من منهجيتها التقليدية، التي تختزل الممارسة الديمقراطية في حدود ما يتاح من فرص التمصلح والتكسب والحصول على بعض المنافع الذاتية.
* افهم من كلامك انهم بطالة سياسية؟
- نحن حقيقة نعتز ببعض الاشخاص في “المشترك” لديهم رؤى واقعية وامكانيات في العمل السياسي والاداري لكنهم يعانون من احزابهم وكأنهم مكبلون لا يؤخذ برؤاهم واعتقد ان “المشترك” لو أخذ برؤى تلك الشخصيات - ولا داعي لتحديدها بالاسم - لاستفاد وأفاد كأحزاب سياسية، ولكن إلى حد الآن الرؤى الواقعية لم تجد طريقها داخل أحزاب المشترك في حين نراها تحاول التحالف مع كلما هو ضد الدولة حتى وان كان الشيطان.
* لكن يا استادي لديهم رؤى.. لديهم مشاريع للاصلاح السياسي.. رؤى للانقاذ الوطني،حسب ما يسمونه؟
- يا أخي المعارضة يقصد بها في الثقافة السياسية مجموعة من الحركات السياسية المنظمة أو شبه المنظمة خارج السلطة، تهدف إلى طرح بديل أو بدائل لسياسات النخبة الحاكمة في السلطة، المعارضة يجب ألا تكتفي بالنقد والتشهير ولا حتى بتبيين مكامن الاختلالات، وانما عليها ان تسهم في تقديم الحلول والمعالجات، فهل شيء من ذلك موجود في عمل المشترك.. بالعكس ان ما تفعله أحزاب المشترك لا ينبئ عن ادنى شعور بالمسؤولية تجاه الناس ومعاناتهم.
* اسمح لي استاذي لديهم مشاريع للاصلاح السياسي....؟
- “مقاطعاً”.. كل ما قالوه وقدموه كلام استهلاكي، يطبقون المثل المعروف “صاحب الحاجة لا يهمه إلا قضاء حاجته”، لذا فهم مع ما يحل مشاكلهم وان اقتضت الأمور مخالفة القوانين.
* لكن ومن خلال ما نسمعه منهم لديهم اهتمام كبير بالقضية الجنوبية ويطلبون المعالجات؟
- أصلاً ما فيش قضية جنوبية وأخرى شمالية، وليس لأحد الحق ان ينصب نفسه وصياً على أبناء المحافظات الجنوبية أو ان يتكلم باسمهم، ومن لديه رؤى عقلانية عليه ان يتكلم عن الوضع في اليمن بشكل عام.
* الأستاذ محمد سالم باسندوة قال مؤخرا ان قضية الجنوب هي قضية عادلة بامتياز وحلها بالحوار مطلوب بالحاح؟
- ما فيش لدى الحراك أية مطالبة غير الانفصال.
* واذا كان الانفصال يعتبر قضية عادلة من وجهة نظر الأستاذ باسندوة فهذا شأنه؟
- دعنا نذكر شيئاً عن الاخ الأستاذ محمد سالم باسندوة.. عندما كان وزيراً للخارجية في حرب 94م كان أكثر واحد يتحرك ضد الانفصاليين، وما جلساته في موسكو مع الاخ سالم صالح محمد في تلك الفترة عنا ببعيد.. لقد كان قوله مختصراً ومحدداً لا مجال لمناقشة الانفصال نهائيا.
* أنا اعرف.. من خلال تصريحاته الصحفية كان يرفض حتى النقاش في الفيدرالية وكان يعتبرها بوابة للانفصال؟
- باختصار شديد الوحدة اليمنية هي قدر ومصير الشعب اليمني، تحققت بارادة شعبية وتم الاستفتاء عليها عام 91م بمشاركة مختلف التنظيمات السياسية، وحظيت ولا تزال بمباركة عربية ودولية، وليس لأي شخص مهما علا شأنه ومهما كان منصبه ان يطالب بالتراجع إلى العهود الشطرية، ومثل هذه القضايا لا تخضع للظروف الشخصية.
* يعني القضايا المصيرية لا تخضع للمزاج بحيث إذا كنت وزيرا فأنا مع الوحدة وإلا فأنا مع الانفصال؟
- مع احترامي.. أي شخص هو يعبر عن وجهة نظر شخصية ليست ملزمة لا للدولة ولا للشعب، ورحم الله من عرف قدر نفسه.
ما فيش عسكرة مدن
* كيف تقرأ أو تنظر إلى التصعيد الأمني والعسكري في المحافظات الجنوبية والشرقية؟
- من حق الدولة بل ومن واجبها وضع خطة أمنية لفرض هيبة الدولة لحماية ممتلكات الناس وأرواحهم، وعليها متابعة كل المجرمين وقطاع الطرق الخارجين عن النظام والقانون.
* لكن استمرار التصعيد العسكري والأمني واللجوء إلى عسكرة المدن.. عسكرة الأزمة لن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف؟
- عسكرة المدن.. هذا الكلام.. هذا المصطلح سمعناه من قبل بعض الاخوة في أحزاب المشترك، وهم من سمعناهم أيضاً من قبل يتحدثون عن “الانفلات الأمني” عندما لم تتحرك الدولة بأجهزتها للقيام بواجبها الأمني تجاه القتلة والمخربين، يقولون لا يوجد أمن وعندما تتحرك الدولة بوضع خطة أمنية تعزز الأمن والاستقرار يقولون هذه عسكرة المناطق.. ونحن نريدهم يقولون لنا هل هذه الأجهزة الأمنية تعمل على قمع الناس ام على حماية أرواحهم وفرض هيبة الدولة وسيادة القانون؟! عندما نشعر ان الأجهزة الأمنية تأتي لتعكير صفو الحياة.. تأتي لقمع عامة الناس واضطهادهم سنكون كلنا ضدها، أما الآن فضبط وتعزيز الأمن والاستقرار مطلب شعبي.
* لكن ألا ترى ان ما يجري من تصعيد أمني في المحافظات الجنوبية والشرقية يتنافى مع دعوة الرئيس للحوار؟
- أولاً دعاة الانفصال لا يعترفون بالدولة حتى نقول انهم سيلتزمون بالحوار، ومن جهة ثانية هناك أشخاص مطلوبون أمنياً.. عناصر ارتكبت أعمال عنف.. أعمال تقطع وقتل وهي حتى اللحظة طليقة بل ومستمرة في غيها.. وقبل هذا وذاك ما فيش عسكرة مناطق، ولم تصل من تعزيزات في هذه المحافظة أو تلك إلا فيما يتعلق بتعزيز الأمن فقط.. وبالنسبة للحوار هو لا يكون مع الخارجين على القانون وعلى النظام والدستور.. الحوار لا يكون مع من لا قضية لهم سوى الفوضى.. الحوار وبما يمثله من قيمة انسانية وسامية في إطار العملية الديمقراطية السلمية هو سمة ثابتة للمؤمنين بالديمقراطية كنهج سياسي، يحميها ويوفر لها الأمان للوصول إلى الحلول الصحيحة.
* تقصد ان الحوار لا يكون إلا تحت سقف الوحدة؟
- طبعاً.. ثم إن عناصر الحراك لا يؤمنون بالديمقراطية، لقد فشلوا في العمل السياسي.. فشلوا فشلاً ذريعاً ولهذا تحولوا مؤخراً نحو العنف والفتن والتقطع والقتل والنهب.
* لكن الحوار لا يكون إلا مع الطرف الآخر.. يعني إذا أرادت السلطة الحوار بشأن المشاكل في المحافظات الجنوبية فهو مع دعاة الانفصال لمعرفة مطالبهم والتحاور بشأنها؟
- هناك ثوابت وطنية لا تخضع للحوار، ثم ان الأخ رئيس الجمهورية - وهذا للأمانة- لم يقفل يوماً باب الحوار.. هو يستمع إلى أية نصيحة أو مشورة سواء من أحزاب المشترك أو شخصيات سياسية، لكن مع احترامي للكثير في المشترك فهم لم يقدموا حتى جملة واحدة مفيدة يمكن الاستفادة منها لمعالجة المشاكل، ايضا لا تَنس ان ما يسمى بـ “الحراك الجنوبي” ليس لديه قيادة موحدة حتى يتم التحاور معها.
ثيران هائجة
* برأيك لماذا لا توجد قيادة موحدة باسم الحراك رغم مرور اربع سنوات على عمره؟
- الحراك هذا اجتهاد.. لا يملكون مشروعاً عملياً وليس لديهم رؤية واضحة لكيفية معالجة القضايا المثيرة للخلاف مع السلطة.. وهذا ما جعلهم يتحركون كثيران هائجة بغير هدف ولا هدى ولا بصيرة، ومعظمهم موظفون ويتقاضون رواتبهم من الدولة.
الحراك عندما تصله تمويلات يستطيع ان يوجه عناصره ويحركها لمدة ثلاثة ايام ثم يقف.. هذا هو الحراك.. واعتقد انه عندما تفرض الدولة هيبتها ويسود القانون ويشعر الفرد أنه سوف يحاسب وفقاً للنظام والقانون فلن يتجرأ أحد على رفع العلم الانفصالي أو حتى يتحدث عن انفصال.
* افهم ان تساهل القيادة السياسية كان له دور في تنامي الحراك؟
- بالضبط.. التساهل الحاصل شجع الكثير حتى وصل بهم الأمر إلى ان يقتلوا ويقطعوا الطريق وينهبوا الممتلكات.
* كيف تفسر صراع الزعامات في الحراك، في الداخل والخارج، حيث لا يكاد يخلو بيان منسوب للبيض والعطاس وعلي ناصر من لقب الرئيس؟
- كلهم يريدون الزعامة، الذين يريدون تزعم الحراك في الداخل هدفهم وصول الدعم المادي اليهم، والذين في الخارج يريدون اظهار انفسهم وكأنهم الموجودون في هذه المنطقة وانه لولاهم لما تحركت الأمور.
عيدروس لا يفهم
* ما رأيك.. زميلك في البرلمان عن كتلة الاشتراكي البرلمانية الاخ عيدروس النقيب قال إن السلطة تخطط لحرب في الضالع أشبه بحرب صعدة؟
- الأخ عيدروس يجتهد كثيراً في طرح الملاحظات التي لا تعبر إلا عن وجهة نظره، وبهدف الإثارة ليس إلا.. الأخ عيدروس الذي لا يعبر أصلاً عن وجهة نظر الاشتراكي لم يطرح يوماً القضايا الحقيقية المنطقية، وكل اطروحاته تطغى عليها العاطفة ومن طرف واحد، عندما يُقتل عسكري وعندما تنهب أملاك شخص على يد عناصر الحراك لا يتكلم الأخ عيدروس، وعندما يتم ضبط أحد المخربين ينتفض الأخ عيدروس وان الدولة تعمل كذا وكذا.. تقمع وتقتل.
* تقصد ان مواقف الأخ عيدروس النقيب تخضع للمكايدة السياسية؟
- نعم.. الأخ عيدروس لا يكترث بمشاكل وهموم الناس الغلابى، وأتمنى لو تسأله ما هي الخدمات التي قدمها لأبناء دائرته.
* هو برلماني مهمته تشريعية وليست تنفيذية؟
- بامكانه ان يقدم الكثير.. يتابع، يعمل على ان تصل الخدمة الفلانية لمنطقته وهذا الشيء معروف.
* هو برلماني معارض؟
- بغض النظر، هو سياسي وعليه اقل ما يمكن ان يتلمس قضايا الناس ومشاكلهم وينقلها بالشكل الصحيح.
مكايدات سلطات لحج
* كنت مقرراً في اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق حول أحداث محافظة لحج وجاء في التقرير ان الاختلالات الأمنية سببها وجود تباينات داخل صفوف قيادة المحافظة.. ممكن توضح الأمر؟.
- مع احترامي للاخوة قيادة المحافظة هم لا يعملون كفريق واحد بمختلف تكوينات الأجهزة الموجودة أمنية أو تنفيذية، وعملهم غير التكاملي أدى إلى الاختلالات وما زاد الطين بلة هو وجود قيادات ضعيفة في المجال الاداري والخدمي، الأمر الذي انعكس سلباً على طبيعة الأداء بحيث اصبحت هناك فجوة ما بين المديريات والمحافظة.
* اشرتم في التقرير إلى اللجان بشيء من النقد؟
- فعلاً.. اللجان التي تشكلت مركزياً كانت سبباً رئيسياً في ايجاد مثل هذه المشاكل بحكم المعالجات الخاطئة.. وانا اعتقد ان كثيراً من اللجان التي تشكلت خاصة في محافظة لحج لمعالجة مشاكلها كانت 80% من معالجاتها خاطئة.
* هل نستطيع القول بان المكايدات السياسية موجودة في اوساط قيادة لحج؟
- نعم.. وكل شخص يريد اضعاف الآخر لغرض في نفس يعقوب.
* في لحج 12 وكيلاً فما الذي تريدونه أكثر من ذلك لاحلال التوزان القبلي؟
- لا.. في لحج أكثر من 16 وكيلاً مش 12 ومع ذلك هذا ليس حلاً، ثلثاهم بلا مكاتب ولا عمل، ثم ان هذه التعيينات في معظمها خضعت للعاطفة والمجاملة، وانا مع اعادة النظر في المسؤولين الذين ثبت فشلهم.
* وهناك من المسؤولين من أبناء المحافظات الجنوبية جعلوا من الحراك مصدر رزق؟
- أنا قلت بالحرف الواحد للاخ رئيس الوزراء إن كثيراً من القيادات المحسوبة على المحافظات الجنوبية تريد ان تبقى حمامة سلام، لا تريد ان تتكلم أو تدين أعمال الفوضى بحيث يكونون مرغوبين عند هذا وذاك، عند الطرفين وهذا خطأ كبير.. يجب تحديد موقف واضح وصريح.
لجنة سالم صالح
* ماذا عن دور الأستاذ سالم صالح محمد على الاقل في يافع؟
- هو بصراحة واحد من الشخصيات السياسية المؤثرة وكلف رئيسا للجنة معالجة الظواهر السلبية، لكن اعتقد ان هذه اللجنة ماتت في أول يوم ولم تستطع القيام بأي عمل.
* لماذا؟
- حقيقة لا أدري ما هي الظروف التي واجهته مع انه انطلاقا من موقعه السابق ومسؤولياته كمستشار للأخ رئيس الجمهورية بامكانه ان يلعب دوراً كبيراً لتبني المعالجات، وسيكون إلى جانبه عدد من الشخصيات البارزة.
ملف الأراضي
* بالنسبة لملف الأراضي في المحافظات الجنوبية ألا ترى انها معقدة وحلها يحتاج وقت ليس بالقليل؟
- مشكلة الأراضي والمنازل ليست وليدة 94م كما يفضل البعض الحديث عنها، المشكلة تمتد إلى 67م وما فوق حصلت مصادرة لأموال الناس وممتلكاتهم بعد 67م ثم حصلت قضايا وهي معروفة في 72 و 78، وصولاً إلى 86 ثم 94، وبالتالي نحن نريد من الاخوة الذين يتكلمون عن المظالم ألا يقتصر حديثهم على 94، فهناك مظالم يعرفونها جيداً، ومع ذلك أنا قلت للأخ رئيس الوزراء بالحرف الواحد ما لم تعالج مشكلة الأراضي ستظل الشماعة التي يعلقون عليها الأخطاء الموجودة في البلاد.
* قلت ان مشاكل الأراضي تعود إلى ما قبل الوحدة.. هل تقصد ان علي سالم البيض وعلي ناصر محمد أحد اسباب المشكلة؟
- أنا اقصد ان القضية أو المشكلة تراكمية، ومع ذلك الدولة الآن مسؤولة عن المعالجة بشكل كامل وبشكل مدروس وجاد.
خارج التغطية
* الملاحظ ان الحراك منذ ظهور علي سالم البيض اصبح يطالب بـ “الجنوب العربي” بعد ان كان يطالب بما كان يعرف بـ “جمهورية اليمن الديمقراطية”.. كيف تفسر ذلك؟
- هذا دليل انه ما فيش لديهم قضية.. المسألة تصانيف كل من صنف عمل له مصطلحات من رأسه، ثم ان علي سالم البيض لم يعد ذات صفة أصلاً، اللهم ان لديه أموالاً من تلك التي تحصل عليها لاستخدامها في اثارة الفوضى داخل البلاد.
* من اين تأتيه الأموال؟
- هو يعلم كيف يحصل على الأموال، من جهات كثيرة وانت تعرف ان الوطن يمر بمخاض كبير بفعل تآمري من جهات ومرجعيات عدة، وهم مستعدون ان يتحالفوا حتى مع الشيطان كما هو البيض مستعد للتحالف معها.
ولا تنس ايضا ما تم نهبه قبل ان يفروا به إلى الخارج سواء من ممتلكات الدولة في المحافظات الجنوبية أو الدعم المقدم من قبل عدد من الدول اثناء حرب الردة والانفصال، وكثير من الشخصيات في الحزب الاشتراكي تعلم ذلك وتعلم كيف يتم استثمارها، وكيف يتم التصرف بها.
* ختاماً.. استاذ خالد ممكن تطلعنا على بدايات التحاقك بالعمل السياسي والتنظيمي؟
- بصراحة قد تكون تجربتي قليلة في العمل السياسي لكنها عريضة في الحياة العامة والتعامل مع كثير من المواقف.
* متى التحقت بالحزب الاشتراكي اليمني؟
- متأخراً ولم استمر فيه أكثر من عام واحد تقدمت بطلب الانضمام إلى الحزب عام 82م ولم يوافقوا على طلبي هذا إلا عام 92م.
* لماذا تأخر قبولك في الحزب عشر سنوات؟
- كانت عليَّ علامات استفهام كثيرة جدا، وتم تصنيفي بناء على مواقف آخرين وليس لشخصي أنا.
* لكنك كنت عضواً في المجلس المحلي بمحافظة لحجة عام 89م أي قبل الوحدة.. عمن ترشحت؟
- هو لم يكن حينها في الساحة سوى الحزب الاشتراكي، وانا لم اكن عضواً فيه لكنني كنت قد قدمت طلب الانضمام وهناك شخصيات نافذة في الحزب حينها دعمتني وقالت هذا هو من الشباب المتطلع وفعلا ترشحت ممثلا للمنظمات المهنية والابداعية وفزت.
* ومتى التحقت بحزب المؤتمر الشعبي العام؟
- مطلع عام 2000م.
|