لحج نيوز/حاوره: عبدالناصر المملوح -
أسباب أزمة الحوار بين المؤتمر والمشترك مشاريع خارجية
الزعامة تتملك علي ناصر.. والبيض " مقرمة لواعب"في سن مبكرة من عمره التحق أحمد قحطان الجنيد بالسلك العسكري، ضمن أفراد الحرس الثوري وكان له الشرف في الدفاع عن الجمهورية وفك حصار صنعاء قبل أن يتحول في عام 71 إلى الجبهة والعمل المسلح ضد نظام صنعاء مشرفا على منطقة الحشا وما جاورها ثم مناطق ريمة ووصاب وعنس وأنس.. انتقل عام 82م للدراسة في موسكو وظل سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في الأكاديمية هناك.. وبعد الوحدة تم تعيينه سكرتير أول منظمة الاشتراكي في محافظة إب قبل أن يعود مجدداً إلى قواعده في السلك العسكري.
وبغض النظر عن اتفاقنا واختلافنا معه التقينا به في حوار صريح:
* بداية.. أين تلقيت مراحلك التعليمية..؟
- البداية عندنا في “الحشا” في مكتب الإمام ثم أكملنا التعليم الأساسي في صنعاء في معهد كان اسمه “معهد الكويت” ثم واصلنا دراسات عسكرية في مجال قيادة الكتائب والإرشاد السياسي، ثم حصلت على دبلوم في مجال الزراعة من ألمانيا، ثم انتقلت عام 82 إلى الاتحاد السوفيتي وحصلت على ماجستير في علم الاجتماع أواخر عام 85.
* عن طريق من سافرت موسكو؟
- عن طريق ما كان يعرف بالشطر الجنوبي.. ضمن مساحات الحزب الاشتراكي.
* جمعت بين السلك العسكري والسياسي المدني.. هل كنت مخططاً لذلك أم أنها الصدف؟
- قبل أن أكون سياسياً أنا عسكري ضمن أفراد الحرس الثوري الذي تشكل عقب ثورة سبتمبر مباشرة وتحديداً بتاريخ 10 أكتوبر 62م.. في تلك الفترة طلعنا من مناطق عدن وكان المؤتمر العمالي يعطي الواحد 20 شلن و”كنبل” ونقلوا الناس إلى منطقة كرش وهناك يستقبلونهم، ويعملون لهم شوية تدريب في صالة قبل أن ينقلوا إلى صنعاء.
* لماذا؟
- ما كانش فيه جيش نظامي بعد الثورة لحمايتها.. فتكون الحرس الثوري ومنه تكونت بعض الألوية الحديثة مثل “لواء العروبة، لواء الثورة، لواء الوحدة، لواء النصر..”.
* أثناء حصار صنعاء أين كنت.. ضمن أي لواء؟
- في منطقة اسمها “خشم البكرة” ضمن اللواء الخامس وهي تسمية مصرية.. وعند فك الحصار عن طريق الحديدة صنعاء كنت موجوداً في الشرطة العسكرية في جبل بني شعيب.
عودة الملكيين
* لكنك بعد ذلك بعام تقريباً أي عام 69 اتجهت ناشطاً ضمن الفصائل اليسارية أو ما عرف بـ”الجبهة الوطنية” التي قادت العمل المسلح في المناطق الوسطى ومناطق أخرى لإسقاط نظام الحكم في صنعاء آنذاك.
- انا اعتبر ذلك بداية التحاقي بالعمل السياسي..
* ما الذي دفعك بهذا الاتجاه.. من الذي أثر في قناعاتك؟
- عودة الملكيين بعد 5 نوفمبر 67م فيما كان يعرف بالشطر الشمالي.. نحن اعتبرنا 5 نوفمبر وما أتى به انقلاباً على حاجة اسمها “جمهورية”، وبدأ ترتيب آخر لتجمعات وقوى أخرى.
* يعني أنت من الضباط والأفراد والجنود الذين فروا إلى عدن إثر أحداث 23 أغسطس 69م؟
- بداية توجه هؤلاء إلى عدن هو عودة الملكيين.. لما فيه من إفراغ لمحتوى الجمهورية.. إفراغ لمحتوى الثورة.. بمعنى ان هروب أو توجه العديد من الضباط إلى عدن لم يكن نتيجة موقف واحد وإنما لمواقف متعددة.
* ما وجه اعتراضكم على عودة الملكيين.. أو بشكل عام 5 نوفمبر 67م وتولى القاضي الإرياني الحكم؟
- تداعيات ذلك الحدث، وتحديداً عودة الملكيين وما ترتب عليه.. البعض تحسس من هذا التغيير واعتبره احلال قوى محل قوى.. يعني استبدال.. والبعض كان عندهم بعد آخر مثل المنخرطين ضمن القوميين العرب، الحزب الديمقراطي الثوري، البعث كتنظيمات موجودة.
سقوط صعدة
* فصائل اليسار حينها فيما كان يعرف بالشطر الشمالي خمس فصائل.. ضمن أي فصيل كنت؟
- منظمة المقاومين الثوريين
* ماذا كان موقعك فيها؟
- ضمن القيادة ومن مؤسسيها وكان معنا في القيادة احمد علي السلامي ومجيديع واحمد عباد شريف ومحمد صالح الحدي.. والشاطر في ريمة وفي عتمة احمد فاضل.. هؤلاء كانوا رموزاً ميدانية قيادية.
* أنت.. متى اتجهت إلى عدن “ما كان يعرف بالشطر الجنوبي”
- مطلع السبعينات.. لأننا إلى 69 لا زلنا موجودين في نطاق صنعاء ولا زلت أذكر عندما سقطت صعدة مجدداً بيد الملكيين بعد أن كان قد أصبح للجيش فيها وجود.. مواقع عسكرية في الصفراء.. في الخنجر.
* كنت أقرب من حيث العلاقات بالمناضل الراحل سلطان احمد عمر لكنك لم تلتحق بما عرف بالحزب الديمقراطي الثوري، والذي كان عمر أبرز قياداته المؤسسة؟
- بشكل أساسي أو بشكل عام كنا متأثرين بحركة القوميين العرب وخاصة في القطاع العسكري من خلال شخص لا زال حياً هو محمد ناصر العنسي وكان قائد ذمار أيام حصار صنعاء..
* المهم أنت اتجهت إلى أين؟
- مش إلى عدن.. أولاً انتقلنا إلى مناطقنا.. منطقة الحشا، وهي مما كان يعرف بمناطق التماس بين الشطرين وهي منطقة بين الضالع وأطراف تعز.. وكنا عبارة عن تجمعات معارضة لحاجة اسمها “نظام صنعاء” وهي بدايات التفكير الأولى لتشكيل جبهة لإسقاط هذا النظام، وكان فيها العواضي وسلطان احمد عمر، وكان فيها الجبري وعلي عبدالله السلال.. وفعلا طرحت حينها فكرة الجبهة.
* أين؟
- في مكيراس.. وكنا ضمن هذا التوجه “إسقاط نظام صنعاء” وهو كما قلت لك رد فعل عن عود الملكيين ومواجهة تركيبات أخرى لا ترى مصالحها في الجمهورية ولا ترغب في الدفع نحو النظام والقانون.
إعلان المقاطعة
* متى أعلنتم ما أسميتموه المقاومة.. وفي أي المناطق كان عملك؟
- عام 71م.. واعتبر يوم إسقاط مدينة دمت يوم 25 يناير 71م هو يوم إعلان تأسيس المقاومة.. ودمت طبعا هي مما كان يعرف بمناطق التماس وهي الآن إحدى مديريات الضالع.
* نطاق عملك حينها أين؟
- في الحشا.. عبارة عن هيئات شعبية للمقاومة ولم تكن تركيباتها بالمفهوم الطبقي.. حيث كان معنا الشيخ والوجاهات القبلية.. وبعد 70 يوماً من ذلك التاريخ إن لم تخنى الذاكرة نزلنا إلى مناطق الجنوب.. ما كان يعرف بـ”جمهورية اليمن الديمقراطية”.
* نزلتم الضالع؟
- نعم.. وكنت أنا كقائد للتجمعات التي انسحبت من صهبان والحجرية.. وبدأنا نفكر بتسمية منظمة المقاومين الثوريين اليمنيين.
* من كان معكم من البارزين؟
- كثير بينهم عبدالله جزيلان، عبدالله مخارش “عضو مجلس شورى حالياً”.
الكفاح المسلح
* من كان يشرف عليكم من حكومة عدن؟
- مكتب شؤون الوحدة.. وكان على رأسه الأخ محسن ناجي وهو من أبناء الضالع. كان يتم التواصل معه وبدأت المجاميع تتجمع وبدأت تعتنق مسألة الكفاح المسلح في مناطق البيضاء، الرياشية، المناطق الوسطى بشكل عام، شملت مناطق كثيرة حتى وصلت إلى الملاحيط في صعدة.
* في أول مواجهة عسكرية مع حكومة صنعاء.. كانت مهامك عسكرية أم سياسية؟
- هي في 72.. وكنت مسؤولاً على مناطق الحشا وما جاورها من مناطق الحجرية وصورب وماوية.
* مسؤول عسكري؟
- مسؤول سياسي
* لكنك كنت مع العمل العسكري؟
- نعم.. ولكن كان معنا قيادات ميدانية.
* كان هناك خلاف داخل صفوفكم حول العمل العسكري؟
- كان البعض يرى أن يكون العمل السياسي في المقدمة ويتجنبون العسكري، وبالنسبة لنا كنا نرى الجمع بين الشيئين الجانب الفكري السياسي يكون في المقدمة ويرافقه الجانب العسكري والمسلح.
* من كان ضد العمل المسلح؟
- حينها كان فيه مجاميع ضمن قيادة التجمعات أو التنظيمات الأخرى التي هي في إطار الحزب الديمقراطي الثوري، البعث، الناصريين، وجبهة المستقلين السبتمبريين.. وكان الخلاف حول مسألة ما هو المطلوب.. ما طبيعة الصراعات.
جار الله وسلطان
* عندما تم دمج الفصائل اليسارية ظهرت خلافات قيل أن سببها اعتراض البعض على ترؤس المناضل الراحل الشهيد جار الله عمر ما عرف لاحقا “حزب الوحدة الشعبية”.
- جار الله عمر شخص مخضرم ذو بعد فكري اجتماعي وسياسي.. أما الخلافات هي تأتي ضمن تباين الآراء الفكرية داخل تركيبات الحزب.. مثلاً: أين يقف جار الله؟!.. أين يقف سلطان احمد عمر؟!.. أين يقف الآخرون؟!.. وهكذا.
تباينات
* ما أسباب الخلاف بين سلطان أحمد عمر وجار الله عمر “رحمهما الله جميعاً”؟
- اعتقد ما فيش خلاف بمعنى الخلاف.. ولكن إذا كان فيه خلاف فهي نوع من التباين في الآراء بين سلطان وآخرين.
* من هم الآخرون؟
- يعني بعض المفاهيم لدى صالح مصلح قاسم “رحمه الله” ومحسن الشرجبي (محمد سعيد عبدالله) كتباينات.
* كنت أنت مع سلطان احمد عمر ضد جار الله عمر؟
- لا.. لا.. كنا نقترب من الكل ولكن بشكل أساسي وبحكم الأقدمية نقترب من سلطان.. كنا نرى أنه في كثير من الحالات يعبر عما نفكر فيه، ومع ذلك قد تتأثر بهذا بنسب وتتأثر بذاك بنسب ايضا.
* ما صحة ما قيل أن جار الله عمر كان وراء تهميش سلطان احمد عمر؟
- ما اعتقدش أن جار الله عمر السبب.. هي تركيبة عامة للحزب الاشتراكي.. دائرة واسعة، ضمن مسألة التغييرات.. مثلاً: كيف خرج الرئيس قحطان من الحكم واعتقل؟!.. كيف انتهى فيصل الشعبي؟!.. كيف راح محمد علي هيثم الذي كان رئيس الوزراء وزير الداخلية؟!.. كيف بعد ذلك راح سالمين وبعده عبدالفتاح ليأتي علي ناصر محمد ويكون بعد ذلك هو قائد الحزب والدولة.. يعني حلقات، وفي كل حلقة يبرز أشخاص ويتهمش أشخاص.
الدعم الليبي
* من خلال “الجبهة” ارتكبتم عمليات إجرامية.. اغتيالات بشعة؟
- لا اعتقد.
* أنا من أبناء المناطق الوسطى من الرياشية ويحكي لنا أشخاص كانوا معكم عن جرائم.. اغتيالات؟
- هذا شيء قد لا نكون مطلعين عليه.. مساحة وجود احمد قحطان هي مساحة الحشا وما جاورها بالنسبة لمواجهات 72م، ولم ترتكب في الحشا أية اغتيالات بدليل أنه لما واجهنا النظام كان معنا مشائخ مثل صوفان، مشائخ الحجرية ومشائخ من الزبيدة.. وعملنا على عودة مشائخ بمن فيهم عبدالقوي الحيقي من الحشا.. ولكن ربما حصل شيء مما ذكرت أنت في مناطق لم أكن أنا مطلع عليها.
* متى كنت مشرفاً للجبهة في ريمة ووصاب؟
- عام 81 تحولت نحو مذيخرة، وتشكل بمثابة محور.. يدخل في نطاقها معظم ذمار بما فيها وصاب وعتمة وريمة وأجزاء من آنس وعنس، وكنت مشرفاً عنها خاصة في الجانب الإعلامي، حتى أنه كان معنا مطبعة.. وفي هذه المناطق منذ تواجدي فيها استطيع أؤكد أنه لم يحصل فيها اغتيالات، بل عملنا لجاناً اجتماعية تتولى حل مشاكل الأرض والحلقات اليومية الحياتية المألوفة.
* وكنتم تفرضون إيرادات على الناس.. جبايات؟
- إيرادات نعم.. 25% كانت تذهب للواجهات و25% لصالح المجهود العسكري و25% لصالح التنمية: طرقات، مراكز صحية.
* ما علاقتك بالجانب المالي.. قيل انك ممن تولوا هذا الجانب إن لم تكن انت المسؤول المالي في فترة من فترات الجبهة؟
- لا.. لا.. كنت مسؤولاً فكرياً وعسكرياً ايضا.
تموينات متعددة
* من كان المسؤول المالي؟
- يبدو أنه كان أحمد علي السلامي أو طرف آخر لا أتذكر لأن المسؤول على الصرف كانت كوادر تحتية، الأمر الآخر ان التموينات لم تكن من جهة واحدة.. كانت تعطى لنا نسبة من الحزب أو الدولة في الجنوب ونسبة قد نحصل عليها من أطراف خارجية.. عن طريق منظمات، تجمعات المنظومة الاشتراكية.
* ومن دول أو قوى داخل الوطن العربي؟
- نعم.
* من ليبيا تحديداً.. وأنا سألتك عن علاقتك المالية باعتبار أن لك علاقة بالدعم الليبي؟
- ليبيا كان لها دور في التمويل، نعم.
دعم مباشر
* دعم مباشر أم عن طريق الحزب الاشتراكي؟
- بعضها مباشر وبعضها عن طريق الدولة في الجنوب.
* علاقتك أنت بالدعم الليبي؟
- أنا ربما في فترة من الفترات كنت ضمن وفد إلى ليبيا.
* أنت ومن؟
- أنا واحمد علي السلامي ومحمد السلامي.. كنا وفداً إلى ليبيا عام 79م أثناء المواجهات الثانية بين شطري الوطن.. وجلست أنا هناك فترة لأن المعاملات كانت تتم ببطء والسلامي اتجه الجزائر.
* كم المبلغ؟
- هو في تلك الزيارة كان قد رصد مبلغاً مالياً وسُلم لقيادة الجبهة عن طريق البعثة الليبية.
* كم المبلغ؟
- لا أتذكر بالضبط.. ولكن قد يصل إلى حدود 11 مليون دولار.
* وكمية الألغام والمتفجرات التي جاءت من ليبيا؟
- لم اطلع على ألغام.. وإنما اطلعت على أموال نقدية فقط.
* وماذا عن الراحل حسن الهمزة؟
- الهمزة والسلامي.. هذان كانا ضمن القيادات في المكتب السياسي وكان بعضهم على صلة بأمن الثورة “فيما كان يعرف بالشطر الجنوبي” لكن أنا حقيقة لم أكن مطلعاً على حاجة اسمها ألغام.
المفاوض الحدي
* كان المفاوض الرئيسي باسم الجبهة مع الرؤساء المتعاقبين في صنعاء بدءاً بالحمدي حتى علي عبدالله صالح هو محمد صالح الحدي؟.
- الحدي صراحة كان قائداً فكرياً وميدانياً لا يضاهى قياسا بالآخرين من حيث التأثير والقدرات.. وكان من العناصر التي شكلت الأساس أو الثقل في المناطق الوسطى متجاوزاً حتى من هم أعلى منه في القيادة.
* المهم هناك من اعترضوا على مسألة أن يكون هو المفاوض باسم الجبهة؟
- الحدي أصلا ابتعث للدراسة في موسكو وبعد ذلك كلف للمفاوضة.
* ما وجه الاعتراض عليه؟
- شوف.. في الأخير ربما حصل نوع من التباين في مسألة الفهم تجاه هذا الكادر أو هذا الشخص، فالبعض كان يصر على أن يستمر الحدي كمفاوض والبعض كان يرى أنه ممكن يشكل ثقلاً لتجمع معين أو لطاقم معين.. لأنه مهما كان الانسجام تظل الأجنحة والتكتلات موجودة.. وهذا شيء طبيعي.. وقد تكون مرتبطة لتركيبات فصائلية يسمونها عندنا أحياناً “دكاكينية” لكن بالنسبة لأغلب المقاومين ربما كانوا يقفون إلى جانبه، ولا زال حتى الآن صاحب ثقل وحضور لا يستهان به.
الجنيد وفتاح في موسكو
* في 82م سافرت موسكو؟
- سافرت للدراسة لأنها ترتبت أمور بعد اتفاق علي ناصر محمد وعلي عبدالله صالح في تعز، ومنها أن الأشخاص المعارين “كانوا يعتبروننا معارين” يجب أن يتركوا المناطق التي هم مسؤولون فيها.. فسافرت للدراسة وحصلت على ماجستير في علوم الاجتماع، وكنت خلال فترة وجودي في موسكو 82-85 مسؤول منظمة الحزب في الأكاديمية، يعني سكرتير أول وكان معي واحد من الشعب “عبود” وواحد من شرعب قايد سعيد المخلافي أعضاء في السكرتارية.
* كيف جاء اختيارك لهذا المنصب التنظيمي؟
- ضمن مقاييس متبعة.
* كان لعبد الفتاح إسماعيل دور؟
- لا.. لا هي مقاييس متبعة في الحزب.
* عبدالفتاح إسماعيل والذي كان حينها في موسكو في حكم المنفى كان يلتقي بالمبتعثين للدراسة هناك، الأمر الذي شكل إزعاجاً للقيادة في الداخل.. وأنت شخصيا ألتقيته أكثر من مرة؟
- لقاءات كثيرة بعضها بشكل غير معلن وكان يلتقي بعناصر معينة، وباعتباره زعيماً كنا نحرص على أن نلتقيه، قبل أن يبحث هو عمن يلتقي بهم.
يناير 86
* طبعاً رجعت من موسكو إلى عدن؟
- نعم أثناء التحضير للمؤتمر العام الثالث للحزب وشاركت كمندوب منظمات.
* وعندما انفجرت أحداث يناير 86م ماذا كان موقعك؟
- كنت أحد المسؤولين في القطاع المدني عن مديرية الشعب هناك في عدن.
* ضمن أي تيار؟
- اتجاه علي عنتر.
* أين اتجهت ساعة الانفجار يوم 13 يناير؟
- كل واحد اتجه إلى الموقع الذي يرى أنه من خلاله يستطيع أن يدافع عن نفسه ويدافع عن الموقف الذي يتبناه.
* المهم أين اتجهت بالضبط؟
- إلى مركز المليشيات في المنصورة.
وبعد ان استتبت الأمور لصالحنا “الطغمة” عدت إلى ما كان يسمى بمناطق “مذيخرة” في الشمال للنشاط السياسي كمسؤول عن ريمة، عنس، إلى قبل الوحدة بثلاثة أشهر.
بعد الوحدة
* بعد الوحدة كنت أنت مسؤول الاشتراكي في محافظة إب؟
- نعم.. سكرتير أول منظمة الحزب في إب منطقة جار الله عمر والهمزة والشامي وآخرين.
* لكنك لم تدم فيها أكثر من عامين.. لماذا.. هل جار الله عمر لم يكن راضياً عنك؟
- لا.. لا.. أنا عدت إلى الجيش.. باعتباري من المؤسسة العسكرية قبل أن أكون حزبياً.
غموض الاشتراكي
* لكنك تركت الحزب الاشتراكي.. استقلت؟
- حصلت بعض المستجدات وبعض المواقف على مستوى القيادات غلب عليها الغموض حتى لم نعد ندري إلى أين يسير الحزب.
* لماذا لا نقول إن استقالتك من الاشتراكي ثمرة صفقة مع حزب المؤتمر الشعبي.. مصالح؟
- لم يكن هناك أية مصالح بدليل أننا في الشارع وبدون حقوق إلى الآن.. حتى سيارتنا نهبت عام 99م وهي ملك شخص.
* من قبل من؟
- لا ندري.. وإنما سجلت الحادثة في إطار السرقات.
* وهناك من قال إن سبب استقالتك خلافات مع جار الله عمر؟
- غير صحيح.. أصلا عندما كنت سكرتير الحزب في إب كان المشرفون علينا صالح عبيد احمد، صالح منصر السيلي، سعيد عسكري “من المهرة” وعبدالكريم ناصر من “الضالع”.. هؤلاء كانوا هم المكلفين بالتواصل المركزي مع المحافظة.
عنتر وصالح مصلح
* لكن قبل الوحدة من كان المشرف عليكم من قيادات الجنوب؟
- صالح مصلح قاسم رحمه الله
* شخصا هل كنت حينها تلتقي بعلي ناصر.. البيض؟
- أكثر لقاءاتنا هي مع علي عنتر، علي شائع هادي، صالح مصلح “رحمهم الله”.. وأنا شخصيا لقاءاتي كانت أكثرها مع علي عنتر.
* الشهيد علي عنتر في الشهور الأخيرة من حياته حذر كثيراً ممن وصفهم بالعملاء الذين يعملون على إجهاض الحزب والثورة، وأنهم سيكونون حجر عثرة أمام الوحدة اليمنية المنشودة؟
- حقيقة علي عنتر كان وحدوياً حتى العظم وكان يعتبر الوحدة روحه وعيد ميلاده.. وكان يقول: “تتحقق الوحدة وأكون مكنساً في شوارع صنعاء”.. وقال بأن من يقف ضد الوحدة لا يمكن أن تقف معه عجوز. وكان يستخف بمن يقول أن في الجنوب ثقافة والشمال تخلفاً.. وأكد في خطاب- قبل رحيله بأيام تقريبا- أن هناك قوى داخل الحزب الاشتراكي لا يمكن أن تكون وحدوية حتى على مستوى القرية.. وأنها تستغل الثورة والحزب لأغراض شخصية، وأيضا صالح مصلح وعلي شايع هادي لم يكونوا أقل وحدوية منه.
* لهذا من المفارقات أن شلال علي شايع يقود الآن عناصر الانفصال في الضالع؟
- من لا يدرك هويته وتاريخه يقع في مثل هذه الصراعات.. ثم انفصال على أي أساس؟!!.. انفصال من عمن؟!.. أين الآفاق في المسألة؟!.
* إذا ما رأيك أنت فيما يجري خصوصا وأن الضالع كانت منبع الوحدويين؟
- بصراحة ما أراه اليوم هو حلقة من حلقات 5 نوفمبر 67م.. عودة قوى وترتيبات لإجهاض الثورة والجمهورية، فما أراه أمامي هو صراع في الشمال وصراع في الجنوب.. ومشاريع تذكرنا بـ5 نوفمبر 67م.
* من أية ناحية؟
- يعني الأمير الذي كان في يافع أو السلطان أو الشيخ سواء في يافع أو في الحواشب أو في الضالع أو في العوالق أو في حضرموت القعيطي أو حضرموت الكثيري.. هي قوى جاهزة ومأمونة من قبل الاستعمار الجديد القديم.
علي ناصر والبيض
* المشكلة والغريب أن من كانوا ضمن قائمة المناضلين ضد الأقطاعيين والسلاطين الآن متحالفين معهم.. وأخص بالذكر علي ناصر محمد، علي سالم البيض؟
- علي ناصر إلى أين يشتي يروح؟!.. هل يشتي يذهب مع جماعته الباقين في النظام أم مع جماعته الذين هم في الحراك أم مع جماعته الباقين في الحزب الاشتراكي.
هو أمام ثلاث شعب، فإلى أين سيذهب؟!.. ويكون في علمك الزعامة تتملك نفسية علي ناصر محمد.
* هو الآن ينشد المواطنة المتساوية والاحتكام للحوار..؟
- “مقاطعا”.. من يجرب مجرباً فهو أخبل.. هذا باختصار شديد.
* وماذا عن علي سالم البيض؟
- البيض مش خبيث ولكن تقوده وتتحكم فيه الانفعالات وهو أشبه بـ”مقرمة لواعب”.. و” مقرمة لواعب” مثل شعبي عندنا، من قفزت تلعب شلت المقرمة فوق رأسها “قالها ضاحكا”.. ولكن بصراحة هناك من هو أكثر خبث منه.. يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب.. كما قال الشاعر.
* تقصد علي ناصر أم آخرين؟
- “يضحك” فسرها بما شئت.
المشترك والمؤتمر
* ما رأيك في أزمة الحوار الحاصلة بين حزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المشترك؟
- وجهة نظري أن المشروعات المطروحة لدى الطرفين غير مجسدة في الواقع.. وبغض النظر عن هذا وذاك نحن بحاجة إلى مشاريع وطنية تتجسد في الواقع وعلى ألا تتجاوز الثوابت الوطنية: “أمن، وحدة، جمهورية، سيادة، عدل اجتماعي”.
* مرّ أكثر من عام منذ التوقيع على اتفاق فبراير ولم يستطيعوا العودة إلى طاولة الحوار.. برأيك ما السبب؟
- غياب عامل الثقة.. وقد يكون هذا الغياب ناشئاً عن طبيعة التحالفات السياسية المتباينة أو نتاج مشاريع خارجية.. وأنا أتضايق ويؤلمني كثيرا عندما أجد الطرفين “المؤتمر والمشترك” يحتكمان أو يحاول كل منهما أن يستقوي بالخارج.. بالأمريكي أو بالأوربي.
* فما رأيك بمن يطالبون بالإشراف الخارجي على الحوار؟
- هذا تنازل عن الهوية.. وهذا معيب جداً.
* لماذا لا نقول إن هؤلاء يستقوون بالخارج لإحقاق العدالة والنظام والقانون في الداخل؟
- شوف يا ابني.. قل لي هل هؤلاء الذين يتحدثون الآن عن العدل.. عن النظام.. عن القانون جميعهم مستعدون أن يقفوا معي أنا وأنت في طاولة واحدة أمام النظام والقانون؟!.
* تقصد أحزاب المشترك؟
- سواء الذين في المشترك أو في الحزب الحاكم.. هل هؤلاء الذين يطالبون بالمساواة والنظام والقانون.. مستعدون أن يجلسوا معي أو معك يا مملوح في طاولة واحدة أمام القانون؟!.. لا اعتقد.. ولا يمكن أن يقفوا يوماً ما معك على طاولة النظام والقانون في أية محكمة من المحاكم.
* ربما مصالحهم تقتضي النظام والقانون لهذا....؟
- “مقاطعا”.. أصلا مصالحهم تتناقض مع القانون إجمالاً.. يا عزيزي إن من لا يلتزم بالثوابت الوطنية لا يمكن أن يكون مع النظام والقانون يوما من الأيام.
الإصلاح والاشتراكي
* باعتبارك قيادياً اشتراكياً سابقاً.. هل كسب الاشتراكي بتحالفه مع الإصلاح أم خسر؟
- أترك هذه المسألة للقيادات الحالية في الحزب.. هم من يجب أن يقدروا أين الربح وأين الخسارة.
* أين الربح وأين الخسارة من وجهة نظرك أنت؟
- اعتقد أن الربح بعيد طالما وأن ما فيش برنامج عملي في الواقع للتحالف.. برنامج عملي يرتبط بالواقع.. تحالف في القرية والمدينة معا”، وإذا لم يكن هناك برنامج سيخسر الاشتراكي والإصلاح.
* تقصد إن تحالفهم في المشترك لم يرق إلى مستوى التحالفات السياسية؟
- التحالف الموجود في المدينة وبشكل أدق في الصحافة ليس إلا تحالفاً شكلياً، وممكن تسأل: إلى أين سيذهب القيادي في حزب الإصلاح الذي يمتلك من الأموال والتجارة ما يمتلك؟!.. إلى أين سيذهب إذا ما خير بين العدل الاجتماعي أو الربح؟!.
* إلى أين سيذهب؟
- اعتقد أن الربح هو أقرب.
نقلا عن الجمهور
-