لحج نيوز/بقلم:أ.د. مجيد العنبكي -
قصة قديمة لاوسكار وايلد كنت قد قرأتها وتأثرت بها حقا , ولا أعتقد , بل أنا متأكد , ان ليس هناك من قرأها , أو حتى سمع بها , من ابطال المنطقة الخضراء , علما بأنها تنطبق عليهم بالكمال والتمام
وتتكلم القصة عن حكاية امير صغير عاش في اوربا , أيام العصور الوسطى , ولم يغادر القصر أو القلعة التي نشأ بها , حيث كان يلعب مع اصدقائه وصديقاته داخل حديقة القصر الفسيحة والكبيرة المحاطة بسور كبير جدا وعال جدا بحيث لم يكن يشاهد لاهو ولا أصدقائه ولاصديقاته مايدور خارج ذلك السور العظيم , وهكذا يستمر الامير الصغير يلهو ويلعب ويأكل وينام , وكل يوم على شاكلة ما قبله
وتنقضي الايام والسنين والحال على ماهو عليه لم يتغير ولايتغير ولن يتغير . الا ان جاء اليوم الذي حل بالامير مرض عضال لايرجى شفاؤه حيث عجز عنه أطباء ذلك الزمان .. فتوفى , ولانه , رحمه الله , كان يحب الحديقة حبا جما ويعشقها , فقررت الحاشية اقامة تمثال للامير , ينتصب وسط حديقة القصر ويرتفع عاليا , أعلى من السور , بحيث يراه جميع من في البلدة من خارج القصر وهكذا كان
وبعد فترة , لاحظ الناس , ان عيني التمثال للامير الصغير تدمعان , انتشر الخبر وراح الكل يمعن النظر مليا في عيني التمثال ويجدوها حقيقة , واحتار الناس في تفسير هذه الظاهرة , واجتمع الحكما والعلماء والاطباء من كل ارجاء البلاد محاولين دراسة هذه الظاهرة لاعطاء التفسير الصحيح , واخيرا اقتنعوا بالتفسير الاتي
ان الامير الصغير قضى كل ايامه لهوا ولعبا ولم يغادر القصر طوال حياته , ولما ارتفع تمثاله عاليا, بعد مماته ,شاهد ما يعانيه شعبه من الام وماسي واحزان ( وانقطاع الماء والكهرباء والجرائم والبطالة والخطف والاعتداء والمليشات وتدني التعليم والصناعة والاقتصاد والصحة والمستوى الدبلوماسي الهزيل والسفراء عليهم البركة ) بدأت عيناه تدمعان الما وحسرة على شعبه المسكين الذي انتخبه دون ان يقدم له مايستحق
والسؤال الان .. هل ستدمع عيون تماثيل مسؤولي المنطقة الخضراء بعد وفاتهم , عجلها الله , بعد ان يشاهدوا الماسي والحزن الذي سببوه للعراق وشعبه ؟
لا أعتقد ذلك
رحم الله شهداء العراق .. وأسكنهم فسيح جناته .. اللهم امين الى يوم الدين