لحج نيوز - قالت مصادر مطلعة أن السلطات اليمنية استنفرت أجهزتها الأمنية منذ مساء أمس الأربعاء، في ضوء ما يعتقد أنه لتوجيه ضربات جديدة لخلايا تنظيم القاعدة، التي كشفت خلال الـ48 ساعة الماضية عن أماكن تواجدها الأخير، بعد أن ضاقت بها "أبين" ذرعاً، فاتخذت من بعض القبائل المتنفذة عباءة

الخميس, 27-مايو-2010
لحج نيوز/مأرب -

قالت مصادر مطلعة أن السلطات اليمنية استنفرت أجهزتها الأمنية منذ مساء أمس الأربعاء، في ضوء ما يعتقد أنه لتوجيه ضربات جديدة لخلايا تنظيم القاعدة، التي كشفت خلال الـ48 ساعة الماضية عن أماكن تواجدها الأخير، بعد أن ضاقت بها "أبين" ذرعاً، فاتخذت من بعض القبائل المتنفذة عباءة للتواري خلفها.

وطبقاً للمصادر، فإن سلسلة العمليات الإرهابية التي تعرضت لها المنشآت الاقتصادية والأمنية والخدمية بعد أقل من ساعة من حادث مقتل جابر الشبواني– أمين المجلس المحلي بمحافظة مأرب- كشفت وبما لا يقبل الشك عن تواجد معسكرات القاعدة قرب تلك الأهداف، التي تقع غالبيتها العظمى في نطاق قبائل "عبيدة" التي تنتمي إليها قبيلة "آل شبوان" التي قتلت منها طائرات مروحية أمس الأول شقيق زعيم القاعدة (عائض الشبواني)..

ففي غضون الخمس ساعات الأولى التي أعقبت الغارة الجوية التي قتلت جابر الشبواني و3 من مرافقيه تم تدمير خط أنبوب النفط المار بمنطقة آل شبوان كيلو 45،، وتدمير قطاع من محطة كهرباء مأرب المركزية، ومهاجمة وحدة الدفاع الجوي، ومراكز أمنية بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وإطلاق قذائف على مبنى القصر الجمهوري بمدينة مأرب، ومبنى المحافظة، ومهاجمة الحفار رقم 26 في حقل الشورى أسعد الكامل بمحطة صافر، وتنفيذ اعتداءات واسعة طالت العديد من النقاط الأمنية ومراكز السلطة المحلية..

الخبراء الأمنيون اعتبروا سرعة تنفيذ تلك الهجمات الإرهابية، وأسلوب تنفيذها "مطابق تماماً لنهج تنظيم القاعدة"، خاصة وأن السلطات الأمنية سبق أن كشفت عن قائمة مطلوبين في تلك الجهات، التي شهدت أبشع جرائم القاعدة، حين قامت مجموعة منهم باختطاف مسئول في البحث الجنائي، وتعذيبه، ثم قتله ذبحاً بالسكين وفصل رأسه عن عنقه، وتصوير ذلك وبثه بفيديو على موقع "اليوتيوب".. ولم تتمكن السلطات من إلقاء القبض على الجناة نظراً لكونهم يحتمون تحت عباءة عدد من المشائخ المتنفذين، الذين يوفرون للقاعدة المأوى والتمويل والحماية المسلحة.. وهو الأمر الذي دفع ثمنه "جابر الشبواني" الذي قصد تلك المناطق من أجل التفاوض حول عدد من عناصر القاعدة، ووجهاء المنطقة، غير أن السلطات الأمنية وقعت في فخ معلومات خاطئة ورطتها بمقتل "جابر الشبواني" وثلاثة من مرافقيه..

ولعل الطبيعة القبلية لهذه المناطق تقف حائلاً أمام جهود السلطات الأمنية في تجفيف منابع الإرهاب، حيث يصعب على عناصرها التوغل في المناطق القبلية التي من السهل كشف أي وجه غريب وافد عليها، فضلاً عن كون عناصر القاعدة تستغل سذاجة وجهل الأهالي وتقوم بالترويج لنفسها كدعاة دين وفضيلة، الأمر الذي يحول الأهالي أنفسهم إلى خط صد أول لأي قوة أمنية تحاول أن تطول العناصر الإرهابية..

ومما يعقد من مهمة السلطات اليمنية في مأرب هو وجود منشآت اقتصادية حيوية فيها مثل "صافر النفطية"، وخط أنبوب التصدير، ومحطة الكهرباء المركزية التي تزود معظم أرجاء الجمهورية بالطاقة، فضلاً عن طريق مرور قاطرات النفط والغاز.. ويقابل ذلك وجود بعض القبائل المتخلفة التي لا تمانع من موت اليمنيين جوعاً مقابل أن تتخم بطونها، وتعمل على ابتزاز الدولة بين الحين والآخر من خلال احتجاز قاطرات النفط والغاز، وتفجير أنبوب النفط، وقطع الطرق وأعمال عنف مختلفة، حيث تضطر السلطات إلى دفع مئات الملايين سنوياً لمشائخ هذه القبائل مقابل كف الأذى عن ضرب الاقتصاد الوطني الذي هو بالأصل يواجه انتكاسات متتالية..

ومما يزيد الطين بللاً هو أن قوى صناعة الرأي العام- من أحزاب ومنظمات ووسائل إعلامية- هي الأخرى تحاصر الدولة بمواقف غير مسئولة.. فهذه القوى التي أقامت الدنيا ولم تقعدها لحد هذه الساعة على مقتل "جابر الشبواني" شقيق زعيم القاعدة- رغم الاعتذار الرسمي الذي بثته اللجنة الأمنية، وتشكيل لجنة تحقيق رئاسية- ابتلعت ألسنتها ولم تنبز ببنت شفة على الدمار الهائل الذي لحق بالاقتصاد الوطني والذي يغرق معظم محافظات الجمهورية بظلام دامس لليوم الثالث على التوالي.. كما لم تهتز لها شعرة بعدة رؤية الضابط الذي عذبته القاعدة في نفس تلك المناطق وفصلت رأسه بالسكين..

لا شك أن الضربة الأقسى التي يتعرض لها اليمن هي ليست أمنية ولا اقتصادية، بل ضربة أخلاقية تحتشد لها كل قوى الشر والرذيلة التي قلبت المسميات، وصار عندها من يخرب اليمن، ويفصل الرؤوس بالسكاكين هو البطل الحقيقي الذي تهتف له الشوارع، وكل ما دونه مباحون للفتك بهم.

نبأ نيوز
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-5135.htm