لحج نيوز/الرياض : مصطفى الأنصاري -
قبل أن تنتهي «أزمة فتوى» تجيء فتوى أخرى ترقق ذهول المتلقين، وتزيد نكبة الفقهاء والعلماء والغيورين على الشريعة أن تبتذل، والعلم أن يُنادَى به في سوق «هل من مزيد»!
لكن الراسخين في العلم من العالم الإسلامي انتفضوا مبكراً، احتجاجاً على هذه الظاهرة، ونادوا بأعلى صوتهم في «ميثاق غليظ»، انتهوا فيه إلى مطالبة الدول بضمانة الحجر على «الفتاوى الشاذة»، والإعلام بتجاهل أصحابها، الذين يرى الراسخون أن الفقهاء الجامعين بين العلم والديانة يغنون عنهم ويكفون.
غير أن ما يثير الإحباط أن «لا حل قريباً»، لتفاوت المتلقين، وتنوع الأسواق المستقبلة للبضاعة الأصلية والرديئة التي تنتجها مصانع الفقهاء وأنصاف الفقهاء، فهناك المستفتون الذين يبحثون عن «الأسهل» وإن كان شبهة، والإعلاميون اللاهثون وراء «الأكثر إثارة» وإن كان وهماً، كما ثمة فقهاء فضلاء لكنهم أدمنوا النجومية، ووقعوا في إغواء «الشهرة» ومحاضن «الفضاء».
النتيجة كانت أن الفتاوى التي تفرق دمها بين جميع تلك القبائل، غدت كلأ مباحاً، فتراجع وقارها وهيبتها، وأصبحت في نظر الكثيرين مادة «سخرية وتفكه»، بين كثير من مجالس الإمتاع والمؤانسة، بل حلت الفتوى التي كانت لحلق الذكر والدرس والاجتهاد والقضاء، ضيفاً ثقيلاً على مجالس النساء والقيل والقال، «فحلت مكاناً لم يكن حلّ من قبل»! إلى أين المسير؟ في هذه الحلقة والتي تليها، يتردد الطرح بين العرض والحل.
|