الأربعاء, 07-يوليو-2010
لحج نيوز - ليس من المألوف أن يبادرك أحد من المسؤولين عندما تكتب مقالاً عن مؤسسته بأن يشد على يدك ويؤيد نقدك ويزيد عليه، كما فعل أمين هيئة حماية البيئه الأمير بندر بن سعود، عندما هاتفني بعد لحج نيوز/يقلم:بدرية البشر -

ليس من المألوف أن يبادرك أحد من المسؤولين عندما تكتب مقالاً عن مؤسسته بأن يشد على يدك ويؤيد نقدك ويزيد عليه، كما فعل أمين هيئة حماية البيئه الأمير بندر بن سعود، عندما هاتفني بعد نشر مقالتي عن اختراق المحميات وقتل حيوانات المحمية. وقد أكد ضرورة النقد والوعي باحترام القوانين، لكنه زاد أيضاً أنه على رغم أهمية مسؤولية الدولة في حماية القوانين من دون شك، إلا أن القوانين كذلك تحتاج إلى مساندة وعي اجتماعي، وهو مسؤولية التربية والتعليم والأهالي بالدرجة الأولى. وهذه مسألة غاية في الأهمية، فعلى رغم أن حماية القانون هي مسؤولية تقوم بها الحكومة إلا أن الثقافة المجتمعية التي لا تقوم على احترام القانون هي ثقافة فاسدة ومفسِدة للنظم الاجتماعية، فالقيم التي تحتويها النظم الاجتماعية هي قيم متغيرة وتتماشى مع حاجات النظام الاجتماعي والسياسي القائم. وقيم الإغارة السطو والنهب التي بدت في مشهد اقتحام المحمية وقتل الغزلان، هي قيم كانت تعد من قيم الشجاعة والرجولة في مجتمعات ما قبل الدولة، بل هي أساس في قيم التربية.
اليوم اختلفت قيم المدينة وقيم الدولة والقانون وأصبح الأمن وحماية المواطن واحترام حقوقه هي منهج العدل، إلا أنه لا يزال بيننا اليوم من يصر على أن ينشأ أبناؤُه بحسب مفهوم مجتمعات النهب والسلب وقهر الضعيف، بل إن معاني الرجوله التي يروجها بعض الشباب تتعدى مجال انتهاك المحظور والقفز على القواعد والمغامرات غير المأمونة، فقد أخبرتني إحدى السيدات أن ابنها المراهق في المرحله الثانوية طلب منها أن تنقله من المدرسة، لأن زملاءه يعايرونه بأنه ليس رجلاً لأنه يرفض أن يجرب معهم تعاطي الحشيش. وليس تعاطي الحشيش اليوم هو إحدى صفات «المرجلة» عند كثير من الشباب، فالقيادة المتهورة والتحرش بالفتيات وقطع إشارة المرور والاستهتار برجل الأمن هي أيضاً من أشكال الرجوله.
تحفظات البعض حول تدريس المعلمات لأبنائهم الذكور ما هي إلا واحدة من محاولة التأكيد على ملامح الخشونة الذكورية الرافضة للانضباط، فعلى رغم أن نسب التحرش بالأطفال من ذكور بالغين من محيطهم العائلي والمدرسي في مجتمعنا هي أعلى منها في أميركا، وعلى رغم أن المعلمة هي صورة للأم المربية الحنون، إلا أن الرغبة في الإبقاء على صورة الذكورة الخشنة هي من بقايا مجتمعات النهب والسلب واستعراض العضلات القديمة، فالذكر الذي تربيه الشوارع على الانفلات هو أفضل من رجل تربيه نساء تربويات!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:58 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-6258.htm