الخميس, 08-يوليو-2010
لحج نيوز - 
"انتقال المثقفة السعودية من قراءة الواقعة إلى صناعتها يعني وضعها اللبنة الأولى لانهيار خطابها الناضج؛ ما لم تقم بقراءة واعية لتاريخ الخطاب الثقافي الذكوري؛ الذي يستعد قريبا لحج نيوز/بقلم:حليمة مظفر -


"انتقال المثقفة السعودية من قراءة الواقعة إلى صناعتها يعني وضعها اللبنة الأولى لانهيار خطابها الناضج؛ ما لم تقم بقراءة واعية لتاريخ الخطاب الثقافي الذكوري؛ الذي يستعد قريبا للاحتفال بموته روحيا" هكذا يقرر خطاب "المثقف" خالد الرفاعي في ختام مقالته"مثقفاتنا من (قراءة الواقعة الثقافية) إلى (صناعتها)" في ثقافية الجزيرة الأخيرة؛ موجها تحذيره "الذكوري" للمثقفة بأن لا تتجاوز قراءة الواقعة إلى صناعتها، كونها تهديدا للذكورية، وإلا فعليها الأخذ بنصيحته، بعد إطلاقه أحكاما عامة على خطابها إثر نتائج سريعة ومرتبكة استخلصها من تحليله لأربع مقالات وثلاث كاتبات فقط؛ اختارها بانتقائية متحيزة تتناسب مع نسقيته.
ولا أعلم هل "المثقف / الرفاعي" يستغفل "ذكوريته" أم يستغفل "المثقفة" ، فيوصيها بقراءة تاريخ خطابه لتتلافى انهيار خطابها؟!ولكن؛ كيف يوصيها بتتبع تاريخ ما يوشك على الموت بحسب قوله ؟! لو كان فيه خير؛ لكان سببا لاستمراريته. لكنها النسقية "البغيضة" لدفع "المثقفة" إلى التأثر بـ"الذكورية"؛ لتتحول إلى مُنتج "نسائي" لخطاب بات ذكوره يحتفلون بموتهم كما زعم؛ وهو أمر مقصود في خطاب الرفاعي كمثقف لا كشخص؛ كونه إفرازا لتراكماته النسقية. ويظهر مأزق التفكير "الشعبي" في خطابه كـ"مثقف سعودي"واضحا؛ خلال استشهاد بـ "نكتة" حسب وصفه، عن رجل اصطحب زوجتيه؛ أركب القديمة بصندوق السيارة والجديدة بجواره؛ فغارت الأولى ودعت عليهما بحادث؛ متناسية أنها معهما. هكذا يسخر بتفكير "فحولي شعبي"من موقف المثقفة السعودية ضمن دائرتها النسائية؛ مشيرا إلى أن النكتة تخدم سياقه؛ بينما تخدم "ذكورية" خطابه إمعانا في تهميشها؛ لأنها تجرأت وصنعت الواقعة الثقافية. وبين مقاله الأول والثاني؛ تظهر ازدواجية التفكير في الخطاب؛ بين دعم خطابها وتعزيز قيمته؛ وبين فرض وصايته عليه وتهديده والاستخفاف بصاحبته.
ومأزق التفكير عند المثقف السعودي؛ تتضح ملامحه "المزدوجة" بين ما يؤمن به كمثقف وما يفرزه كـ"ذكر" في خطابه تجاه المرأة، فهو جزء من خطاب مجتمعه الشعبي؛ غير مؤمـن بأنها قادرة على إنتاج المواقف الثقافية؛ ويعتبرها عاجزة عن "مَنطـقـة" التفكير في خطابها، فيقصيها في كل مرة هو وأصحابه "الذكور"؛ عند إصدار رأي يتعلق بدائرتها؛ إذ لا تخرج في نظرهم، مهما بلغ وعيها الفكري، عن "ناقصات عقل ودين". ولهذا حين تخوض"هي" سجالاتها الثقافية ضمن دائرتها؛ تجده كـ "الديك النافر" لا كـ"مثقف متوازن" يصفها بـ"غيرة حريم" فيصادر الأقوى وينتصر للأضعف؛ وهو وصفٌ طبيعي يفرزه واقع "الحريم" في"بيته". وفي حين يخوض "المثقف" معاركه في "الهرطقة" بالشتائم وتصفية الحسابات في قضية "من البطل ؟!" يُسميها وأصحابه الذكور سجالات فكرية أو أدبية!! وسبحان الله؛ له في هؤلاء "الفحول" شؤون!!
ولا ننسى أن "منطق" المثقف من هؤلاء "الذكور" ـ إلا من رحم ربي ـ متأثر جدا باستغاثة المرأة الصائحة "واااااه معتصماه"؛ فيظنّ نفسه "المعتصم بالله"؛ حين يستحضر وجوده ضمن دائرة طرفها الأول والثاني مثقفة؛ ويحسب جدية نقاشها لقضاياها "صياحا"؛ فيأتيها كما فعل الرفاعي ومن شاركه ذات القراءة بـ"جيش"من العناوين؛ ليضرب حصون"عمورية" ـ أقصد ـ "الذكورية" مدفوعا بـ"فحولة التفكير" التي تدفعه لمصادرة المرأة الأقوى/المنافس؛ والانتصار للمرأة الأضعف/التابع؛ فيشعره ذلك بلذة النصر "الذكوري"؛ وهو يحوّل قضاياها إلى مُتاجرة رخيصة بحثا عن "بطولة " يمضغ فيها "خطابها" دون ماء.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-6277.htm