لحج نيوز/بيروت – وكالات -
أكد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي العلامة السيد محمد علي الحسيني أن المرجعية العربية للشيعة موجودة ومستمرة ولا خوف على مستقبل الشيعة العرب على الرغم من الخسارة الفادحة التي أصابتهم بفقدان المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله.ولفت في حديث لصحيفة ¯"السياسة" الكويتية إلى أن الخط الفكري والفقهي العامل على نبذ التفرقة المذهبية, وتوحيد الموقف الإسلامي, هو خط أصيل ومتجذر عند الشيعة العرب, الذين حسموا خيارهم منذ قرون بالانتماء إلى دولهم التي يعيشون فيها, ورفضهم الدعوات المشبوهة بالانضمام إلى ما يسمى "ولاية الفقيه" الإيراني. وقال الحسيني "لقد أفتينا من زمن طويل بحرمة سب الصحابة والتعرض لزوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم), كما نادينا بالاعتدال في إحياء ذكرى عاشوراء, وعدم تحويلها إلى مناسبة للفرقة من خلال تقليد بعض العادات غير العربية, بالإضافة إلى تخليص العقيدة الشيعية من أمور غريبة لا تمت إلى أصلها بصلة, والتي حاول بعض الشيعة من غير العرب إدخالها والترويج لها".وأضاف ان "أخطر قضية تصدى لها المرجع الراحل السيد فضل الله هي ولاية الفقيه, وقد كنا معاً في الخط نفسه الذي اعتبر أنها مجرد نظرية فكرية لا تحظى بقبول المرجعيات الشيعية الكبيرة. وقد أضفنا شخصياً, بحثاً فقهياً تاريخياً معمقاً عن الموقف الشرعي للشيعة العرب, والذين فضلوا الرابطة القومية على الرابطة المذهبية منذ قرون, وعاشوا في ظل الأنظمة التي تحكم بلادها, من دون اضطرابات, إلى أن قام النظام الإيراني الحالي بتأليب بعضهم لزعزعة الاستقرار في البلاد العربية. ولكن سرعان ما تصدت المرجعيات الشيعية العربية, ونحن منها, لهذا التدخل الإيراني في الشأن العربي, وحوصر في أطر ضيقة في معظم الدول العربية باستثناء حالتي لبنان والعراق". واعتبر الحسيني أن "نظرية ولاية الفقيه باتت غير مقبولة في إيران نفسها, وقد أثبتت أحداث السنة الأخيرة, منذ الانتخابات الرئاسية المزورة, أن الشعب الإيراني يرفض النظام القائم حاليا بالقمع والقتل والترهيب", مشيرا إلى أنه "بوفاة المرجع الكبير رجل الحوار والاعتدال السيد فضل الله, يخشى البعض من الفراغ على المستوى الفقهي الشيعي, ولكننا نؤكد أن للشيعة العرب مرجعياتهم السياسية والدينية السائرة في الخط نفسه للسيد الراحل الكبير. وإن الأرض العربية التي أنجبت قبل مدينة قم بقرون, المرجعيات, هي أرض معطاءة بالعلم والتقوى, بحيث لن يكون هناك فراغ بإذن الله, وخير دليل على ذلك وجود المجلس الإسلامي العربي وهو مجلس ديني سياسي, يتصدى للأمور السياسية كما يتصدى للمسائل الفقهية".
|