لحج نيوز/بقلم: بهاء رحال -
الهجوم على أسطول الحرية في الثالث من أيار الماضي أعاد إلى الأذهان حقيقة مفادها أن إسرائيل قوة عسكرية بربرية ليست فقط في البر ، بل هي قوة في البحر والجو ، وأن غضبها لا ينصب فقط على الفلسطينيين بل على كل اللذين يناصروا القضية الفلسطينية ويتضامنوا مع الحق الفلسطيني المغتصب ، وأن هذه الفلسفة التي تنطلق منها دولة الاحتلال بشكل واضح وصريح لا يقبل الشك والتأويل ، فلم يعد العالم مضللاً كما قبل الثالث من أيار ولم يعد العالم يصدق الأكذوبة التي تنتجها إسرائيل وتخرجها وكأنها المظلومة والمسبية ونحن الذين نكيد لها ونستبيح أرضها ونحتلها ونمارس عليها كل أشكال القتل والاحتلال ، فكان العالم كله يصدق هذه الاكاذيب ويقف في صفها ويساندها وقليلاً منهم من كان يعرف الحقيقة .
بحرية إسرائيل التي هاجمت أسطول الحرية في عرض المياه الدولية وقتلت وجرحت وأسرت واقتادت الاسطول بأكملة الى شواطئ فلسطين المحتلة ، وسط ترقب العالم الذي كان يشاهد الهجوم لحظة بلحظة ويتابع المجزرة والدماء تبدل لون البحر من الازرق الى الأحمر ، ولم يحرك ساكناً بل إكتفى جزءاًً منه بالصمت والقليلون شجبوا الهجوم بعبارات أوضحت مدى ضعفهم وهوانهم أمام الغطرسة الاسرائيلية التي لا حدود لها ، طالما بقي الحال على ما هو عليه ، بدون أي رادع حقيقي يوقف مسلسل التمادي والعنف الذي تمارسه إسرائيل والعربدة التي يزداد حجمها يوماً بعد يوم وفي شتى المجالات والاتجاهات.
لقد أكدت بحرية إسرائيل انها قوية في البر قوية في البحر ، وأن لديها ترسانة بحرية تفوق كل القدرات البحرية في المحيط العربي والاقليمي وحتى الدولي الى حد ما بشكل فاق كل التوقعات والتقديرات وربما فاجئ الكثيرين ممن يرون في إسرائيل دولة هشة ويملأؤنا خطابات وشعارات ووعيد وراء وعيد ، دون أن نشاهد منهم فعلاً على الأرض في مواجهة هذا الطاغوت الذي يرتكب الجرائم ويحاصر مليون ونصف المليون مواطن ويمنع عنهم الماء والغذاء ويحرمهم بشكل علني من ابسط مقومات الحياة ، أمام ارادة العالم التي ترتجف خوفاً منهم وضميراً مات منذ زمن بعيد.
يا بحرية العالم كل السفن ممنوعة من المرور ما لم تأخذ إذن برابرة البحر الجدد وقراصنة دولة الاحتلال المتربصين في عرض البحر ، يتوعدون كل السفن ، سفينة سفينة مهما كان لونها أو شكلها أو أسمها ومهما بلغ شأن الدولة التي تتبع لها ، قراصنة الدولة العبرية الذين يفرضون قانونهم على البحر ويشكلون حالة هيمنة رغم أنف العالم ولا يضعون أي أعتبار لقوانين هذا البحر وعدالته ، ولا للقواعد التي أحتكمت لها كل الأمم السابقة ، فأخذروا قبل أن تبحروا لأن في البحر أشياء أخرى غير البسمة والأمل ، في البحر أشياء مخيفة غير الحرية ورائحة الحياة ، في البحر موت ينتظرك عند بوابات غزة ، جندٌ بزيهم البحري وقراصنة بلباس الجند ، يختفي فجأة صوت الموج ، ويعلوا ضجيج الطائرات من حولك واصوات الرصاص والقنابل ، يحاصروك بعد أن يقتلوك ويقتلوك بعد أن يحاصروك ، هي لغتهم وثقافتهم التي أستمدوها منذ القِدم ،