الجمعة, 16-يوليو-2010
لحج نيوز - النشيد الوطني أو السلام الملكي كان محور برنامج «حوار» أداره المميز علي العليان، واستضاف فيه عدداً من الضيوف من بينهم أستاذ علوم القرآن في جامعة الإمام محمد بن سعود، وعلى رغم لحج نيوز/بقلم:بدرية البشر -

النشيد الوطني أو السلام الملكي كان محور برنامج «حوار» أداره المميز علي العليان، واستضاف فيه عدداً من الضيوف من بينهم أستاذ علوم القرآن في جامعة الإمام محمد بن سعود، وعلى رغم بساطة مثل هذا الموضوع (النشيد الوطني) الذي هو نشيد حماسي يعزز من حب الوطن في القلب، يؤرخ فيه شعار الدولة وتطلعاتها، إلا أن المشاهد سيفاجأ بأنه بعد سبعين سنة من قيام الدولة، يخرج علينا من يقول إن النشيد الوطني غناء، وإن الغناء ينبت في القلب النفاق. الشيخ لم يستشهد بآية من القرآن ولا بفعل من أفعال الرسول بل بقول صحابي يقول إن الغناء ينبت في القلب النفاق، وعلى رغم بُعد النشيد الوطني عن مفهوم الغناء بمعناه العام فإن الشيخ راح يستعين بآراء فقهية تعكس فهماً بشرياً في عصر بعيد من عصرنا، ثم وضعها محل تقديس او أحكاماً مطلقة.
وبعضهم يستشهدون ببعض الأحاديث، وهم يعرفون أنها أحاديث ضعيفة أو منقطعة الإسناد أو أن صاحبها روى أربعمئة حديث غير صحيح، لكنهم لا يرون في ذلك بأساً طالما أنها تعضد رأيهم، عند الناس البسطاء، ولا يذكرون أن الرسول (ص) قد استُقبل بالنشيد والدفوف منذ ألف وأربعمئة سنة، وغنت بين يديه امرأتان ولم ينههما، بل نهى عمر عندما همّ بنهيهما، وأن ابن حزم القاضي الشهير له فصل في تفنيد كل ما جاء في حرمة الغناء، وغيرها الكثير من كتب الفقه التي تختلف معهم. والعالم الحق هو من يعرض موقف مخالفيه قبل موقفه ويبيّن أن رأيه اجتهاد قابل للصواب والخطأ، على رغم أن حديثنا لا علاقة له بالغناء بل عن تأثيم النشيد الوطني والسلام الملكي الذي تبثه كل يوم قنواتنا المحلية، وتفتتح به كل فعالية رسمية وتبدأ به التشريفات الملكية.
منذ عقود كان لأحد مشايخنا الكبار رأي في كروية الأرض، يشبه تماماً الموقف الذي وقفته الكنيسة من غاليلو، وعلى رغم أن هذه النظرية صارت من بديهيات العلوم الفلكية إلا أن الكرة الأرضية توقفت عن دورانها في مناهجنا المدرسية ستين سنة، وحتى عندما سمحوا لها بالدوران في الكتب المدرسية كان مدرّسو الجغرافيا من «المتشددين» يقفون في وجه هذه الحقيقة بإعلان موقف الشيخ الفقهي الرافض لها، إبراء للذمة.
ومثلما أوقفنا دوران الأرض في مناهجنا سنين طوالاً، سنقف أيضاً في وجه النشيد الوطني، وستقف معه أشياء كثيرة لتنقص من عمر تنميتنا وتفوقنا وتقدمنا، وسيجعلنا هذا في مصاف متأخر بين الدول.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-6453.htm