لحج نيوز/بقلم: السراج اليماني -
إن مما لا شك فيه بل ومن المجوزم به قطعاً أن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله تعالى هو الزعيم العربية الأكثر حضوراً من جميع الزعماء العرب والمسلمين منذ توليه رئاسة المملكة العربية السعودية في الخمس السنوات الأخيرة بل منذ كان ولياً للعهد في حكم أخيه الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله حيث نجده سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وحضارياً وأخلاقياً بل وزعيماً عربياً ودينياً وفي كل مجال يتطلب حضوره فيه فهو الحاضر فيه روحاً وجسداً وعقلاً وحساً وإنساناً
تجده في المحافل السياسية هو السياسي الأول وتجده في المجال الحضاري ينافس الحضاريين العظام في العالم وإن رأيته وهو يدعم الثقافة لكي تتطور فتحسب أن مثقفي جميع أنحاء العالم لا يسوون عنده شيئاً وان تمعنت في وضع المملكة العربية السعودية وخصوصاً في الأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي لم تتأثر اقتصادياً وصمدت أمام التهاوي التي لم تصمد فيه امبراطوريات عظام وعلى رأسها الامبرواطورية الأمريكية تقول انه استاذ كرسي في الاقتصاد العالمي حيث خفف عن العرب والمسلمين من حر المصيبة وهول الصدمة وكان بحق مفخرة للعرب والمسلمين ولكثير من دول الغرب المتقدمين في الاقتصاد. وإن رأيته وهو يتفقد أحوال الرعية ويواسيهم ويقوم على أمورهم بنفسه ويصدر القرارات تلو القرارات في قضاء حوائجهم والتخفيف من معاناتهم تقول أنه قد فاق كبار رجال الاجتماع والمعنيين بالشأن الاجتماعي في كل بلد وإذا حضر اجتماعات القمم العربية ودورات قمة عدم الانحياز ورابطة العالم الإسلامي والمؤتمرات الدولية التي تنعقد في بلده وبدعوته أو في غير بلاده تقول أنه السياسي المحنك بل أنه الرجل والأب الذي يتنازل عن حقوقه من أجل إصلاح ذات البين وحل القضايا المستعصية والمتأزمة بالتقادم مع زعماء وحكام العرب ويبذل الوقت والمال والجهد ليفوز بقصب السبق في إبداء الحلول وإنفاذها والتصميم والإصرار والمتابعة على رأب الصدع وإنهاء ذلك النزاع أو شطبه أو شطب تلك القضية من ملفات المعلقة في زبالة النسيان وعالم كان ما كان وخير شاهد على ما قلته ما رأيناه في القمة العربية في لبنان وماذا جرى له من أحد زعماء العرب عندما تهجم عليه وقال فيه قولاً لا يليق بأميراً ونائب الملك إلا أنه قابل ذلك الموقف بعزة وإباء وامتصاص غضب ذلك الزعيم المتهكم الذي لم يكن في مستوى المسئولية ثم بعد ذلك أذهل العالم في قمة الكويت حين ضرب أروع الأمثلة في الأخلاق والمروءة والشهامة وتنازل لان يدعو ذلك الزعيم المتهتك إلى طاولة الحوار لينهي بذلك أعوام من القطعية والمكايدات والملاسنات والتراشق بالتهم والتربص دون أن يحصل ما يهتم به بين البلدين بل وزاد شموخاً ورفعتاً حينما دعا زعيماً لبلد عربي هي في مجموعة الدول الممانعة التي تخضع لإغراءات دولة إقليمية هي من سعت في تفريق الشمل وزادت في اتساع
رقعته بينهما وعملت جاهدة على ألا يصطلح هذين البلدين إلا أن الملك عبد الله بن عبد العزيز قد استطاع على إجبار ذلك الرئيس على التسليم لفعله وجعله يعلم أن الملك في سن والده وأخضع كل كبرياءه وعزته لأن يطلب الجلوس إلى طاولة الحوار حتى ينهي سجالاً وعراكاً قد كانت تبدو ملامحه في أفق البلدين لكنه قُضي عليه وحسمت مادته وقطع العرق الموصل والممد له بنيران الفتنة التي لو لم يتنازل ذلك الزعيم الأب الإنسان لما رؤب صدعاً ولا أوصد باب لفتنتهم ولم تقم للعلاقات بين البلدين قائمة فإذا رأيته وهو يحي الجميع ويمشي بينهم وكأنه من أفراد القصر العالمي عنده لا يحملون له الحقد والكراهية ولا نبرة العداء وكأنه يقول لهم من يعدل في حكمه يضمن لنفسه بقائها ويخفف من رجال حرسه وأمنه ومعنى كلامي أنه يصول ويجول بين حكام العرب ومعاونيهم أنهم مثل حراسة أي أنه لا يخشاهم وأمنهم على نفسه ويوجه لهم رسالة أن أفيقوا وعودوا لتقوية وتمتين العلاقة فيما بينكم لتحوزوا مكانتكم بين الأمم والشعوب المتكالبة على أمتنا الممزقة المشتتة المنهارة التي زاد في تفرقتها أولئك من يحلمون بالسيطرة على كل شبر من أرضنا العربية والإسلامية بل والسيطرة على كل ثرواتنا ومقدراتنا إن نحن بقينا على هذه الاختلافات والتفرق نعم الملك ملك كل هذا فذلك نجمه أعتلى على كل نجم جاء في وقته وقد أتعب من بعده وسبق من سلفه رجلاً يخلد التأريخ له كل خطوة يخطوها وكل عمل يعمله وكل كلمة يتلفظ بها بل وكل حركة وسكنة وقيام وقعود لأنه فرض نفسه على كُتاب التأريخ أن يؤرخوا له ويدونوا كل ما يتنفس به.
[email protected]