الخميس, 29-يوليو-2010
لحج نيوز - 
تصرفات وزارة الأوقاف مؤخراً تعكس حقيقة أن قرارات مكافحة تحفيظ القرآن الكريم ، لا تأتي من دولة إسلامية أبداً.. بالتالي من المزعج جدا أن تنشر وسائل الإعلام الرسمية عن زيارات شبه لحج نيوز/بقلم:أسامه حسن ساري -

* أساءت إلى رسولنا الكريم ثم جاءت تعلمنا ديننا:
الحملة الهولندية لمكافحة التطرف تستهدف تشويه ثقافة التشيع وتهيئة اليمنيين لضربة عسكرية.
* ملاحقة عناصر الإرهاب.. كذبة أمريكية ومبرر لمسخ الثقافة الإسلامية وتدجين المجتمع لصالح اليهود.

* زيارات يومية لوزارة الأوقاف إلى سفارات أوروبية لبحث تمويل برامج مكافحة تحفيظ القرآن وتحجيم الزيدية في اليمن.
* المأزق الإسلامي أثبت رقي الجن وسطحية الإنسان ، فتمكن اليهود من استخدام القرآن كسلاح لهزيمة المسلمين.

تصرفات وزارة الأوقاف مؤخراً تعكس حقيقة أن قرارات مكافحة تحفيظ القرآن الكريم ، لا تأتي من دولة إسلامية أبداً.. بالتالي من المزعج جدا أن تنشر وسائل الإعلام الرسمية عن زيارات شبه يومية يقوم بها وزير الأوقاف اليمني إلى مختلف السفارات الأوروبية والأمريكية ،.. الأشد إزعاجا ً من ذلك هو أن تحرص وزارة الأوقاف على إطلاع السفير الأمريكي بصنعاء على كل برامجها لتعليم القرآن أولاً بأول، ثم الأخذ بتوصياته ومقترحاته بخصوص إغلاق مدارس تحفيظ القرآن أو الترخيص لها واستئجار خطباء مصريين ليقرؤوا خطب جمعة جاهزة تتوخى فيها السفارة الأمريكية إغراق المجتمع اليمني في ثقافات القبول بالآخر والوسطية والاعتدال على الطريقة الأمريكية وأيضا عدم التطرق إلى آيات الجهاد أو الآيات القرآنية التي تتحدث عن عداء أهل الكتاب للمسلمين وعن واجب المسلمين في الجهاد وحماية معتقداتهم..

خانوا الله فوثقنا فيهم خلافاً لربنا
في وسط الشارع اليمني صارت وزارة الأوقاف أضحوكة وأحاديث سخرية في مقائل القات .. فالبعض يتساءلون عن طبيعة علاقة السفير الأمريكي بالقرآن الكريم وبالمناهج الإسلامية ككل .. فهو ليس مسلماًُ ولا يصح أن تنتقل عمامة الهتار إلى رأس السفير الأمريكي ولا يحق له أن يفرض قراراته على كلام الله تعالى ويسعى إلى تعطيل ثقافة القرآن .. فما شأن أمريكا بقرآننا وديننا؟!!..

وما شأن بريطانيا بالإشراف على نشاطات مراكزنا الصيفية ، هؤلاء يهود ونصارى ، نزع الله تعالى ثقته منهم ولم يعد يأتمنهم على كتبه السماوية ، وعندما نقل الله الثقة إلى العرب وانزل عليهم القرآن وائتمنهم عليه ، يتوجه هؤلاء العرب إلى اليهود والنصارى ويمكنونهم من هذا الكتاب.. لو كان الأمر على هذا النحو لما نزع الله ثقته منهم.. وأيضاً نهى الله تعالى عن اتخاذهم بطانة " مستشارين أو مسئولين عن قرار"، لأن الوزير عندما يخرج من عند السفير البريطاني أو الأمريكي ، يتعرض للشتم والسخرية والاستهزاء على لسان السفير اليهودي ، بل وسيهزءون بكل مواطن يمني بسبب سذاجة وغباء وزرائنا ومسئولينا..

مصداق ذلك في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)"..

أساءت لرسولنا ثم جاءت تعلمنا ديننا
بخصوص الحملة الهولندية لمكافحة التطرف في اليمن التي انطلقت الأسبوع الماضي لتستهدف عشرة آلاف مسجداً يمنياً فقد صرح مصدر في الأوقاف أنها حملة تستهدف تشويه ثقافة التشيع في آل البيت والتمهيد لضربة عسكرية أمريكية داخل اليمن..
تأكيدات المصدر في وزارة الأوقاف بخصوص حملات التطرف والإرهاب تؤكد أن هذه التحركات الأمريكية والهولندية والبريطانية ضد ما يسمونه " تطرف أو تنظيم قاعدة أو إرهاب " هي في واقع الأمر انعكاس لنوايا اليهود والبيت الأبيض لمسخ الثقافة الإسلامية في نفوس أبناء المجتمع اليمني ومحو آيات الجهاد القرآنية من قاموس حياة اليمنيين وربطهم بثقافات تدجينية وتضليلية تهيئ المجتمع اليمني للقبول بأي ضربات جوية أو برية عسكرية أمريكية على أي منطقة من اليمن بذريعة القضاء على ما يسمونه " تنظيم قاعدة "..

ومما يعيب وزارة الأوقاف اليمنية أن تركن إلى أعداء الله تعالى ، فهولندا من أبرز الدول اليهودية التي أساءت بالرسوم وإنتاج فيديو يسيء لرسولنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. ولا ينبغي التطبيع مع هذه الدول وخاصة بتمكينهم من تعديل ثقافتنا الدينية ، فهذا اعتراف ضمني من الأوقاف أن اليهود محقون في اتهامهم للقرآن - الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه -، بأنه مصنع الإرهاب والتخلف ،..

الملاحظ في المسألة أن علماء الزيدية وثقافة التشيع المقترنة بالوعي الجهادي القرآني التي يتبناها الحوثي وجماعته هي الهدف الأمريكي بالدرجة الأولى ، لأن اليهود أكثر الناس معرفة وخبرة بالسنن الإلهية وتجربتهم مع الرسالات أوسع من تجربة المسلمين ، وبالتالي يعرفون أن ظهور قيادة دينية من بني هاشم " أهل البيت " في شمال اليمن ، والتفاف الناس حول هذه القيادة بهذا الشكل القوي ، لا يعني إلا شيئاً واحدا، الانهزام وسقوط جميع المؤامرات اليهودية ضد المسلمين ، لأن اليهود يدركون أن عزة المسلمين في تمسكهم بثقافة القرآن الكريم ، وأن انتصار الأمة الإسلامية لن يتحقق إلا في ظل قيادة من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. بالتالي يدركون خطورة انتشار التشيع في اليمن خاصة جنوب اليمن ، وهذا ما دفعهم إلى استخدام وزارة الأوقاف لسلب منابر الزيدية ، وأيضاًُ شن حرب بالوكالة على محافظة صعدة واعتقال المئات من بني هاشم وطلاب الزيدية في صنعاء وذمار وغيرها من المحافظات..

مدارس لا تخرج ملتزمين بالصلاة هل تصنع إرهابيين؟!.
للأسف البعض لا يصدق أن مسخ عقائدنا وديننا هو هاجس أمريكا وإسرائيل.. بالتالي يتقبلون خداع أمريكا لهم بأنها فقط تلاحق عناصر إرهابية..
رغم أن أمريكا منذ سنوات توجهت لفرض قرارات على كل وطن عربي ، بتغيير المناهج الدراسية وخاصة ما يتعلق بمنهج القرآن الكريم في المدارس والجامعات وفرضت عليها حذف آيات الجهاد ، وصارت تتحكم في المناهج التعليمية بذريعة الإرهاب ، رغم أن مدارس التعليم العام لا تخرج متشددين أو جهاديين ، وفي كثير منها لا تخرج طلاب محافظين على الصلاة أو ملتزمين بالإسلام ، فلماذا بادروا إليها ليحتووها؟!.

الحملات الأمريكية والهولندية ضد ثقافة القرآن الكريم وتغيير مناهج المدارس والجامعات وخطباء المساجد وإغلاق مدارس تحفيظ القرآن الكريم والتوجه لسحب السلاح من الأسواق وتجريد اليمنيين من سلاحهم تدل على أن الأمريكيين ليسوا صادقين في قولهم: أنهم يريدون مكافحة إرهاب..، لأن منهج المدارس لا يصنع إرهابيين على ما يقولون.. فهذا يفضحهم، ويبين لكل من لا يفهم: أن الأمريكيين متجهين لتغيير ثقافة الأمة هذه؛ ليبنوا جيلاً يتولاهم، يحبهم، يجلهم، يمكنهم من الهيمنة عليه، بدلا من أن يكونوا أولياء لله، ومحبين لله، وأن يمكنوا كتاب الله من أن يحكم عليهم. يكون البديل هم اليهود، فهم يريدون هذا، السيطرة على عقولنا وأفكارنا، احتلال نفوسنا، بلادنا، قيمنا، وكل ما يربطنا بديننا.. وتوجههم لسحب السلاح دليل أن أمريكا تتجه نحو الاحتلال العسكري وليس مكافحة الإرهاب..

حملات عسكرية يهودية تحيط باليمن كالخطايا
قرابة 190 بارجة أمريكية وأوروبية ومن مختلف دول اليهود ،بما فيها هولندا ، ترابط على شواطئ اليمن وتحيطها من كل الجهات ، وكأنها مشهد لخطايا أحاطت بالمجتمع اليمني المسلم ،.. ترسانة كبيرة من الأسلحة وقرابة مائتي ألف جندي يهودي ، لماذا جاؤوا إلى اليمن ؟!.. ناهيك عن المئات من الجنود والمخبرين الأمريكيين والمختصين العسكريين الذين انتشروا ،- ويتزايد عددهم كل شهر – في المعسكرات وأجهزة الأمن اليمنية بمختلف المحافظات.. وصاروا يتحكمون في كل وسائل الاتصالات العسكرية والنقل اللوجستي اليمني ، بل وحتى في القرارات العسكرية والأمنية العليا ويحركون البلد وجيشه كيفما يشاءون..

صار لهم وجود عسكري في اليمن.. لم يعد الأمر تكهنات أو تخيلات – بل قواعد عسكرية في عدد من الجزر اليمنية ، وباب المندب.. وخلايا ومنظمات استخباراتية في معظم المحافظات اليمنية.. مما يعني أن اليهود يتجهون للسيطرة الكاملة على بلادنا مثلما فعلوا سابقاً بالعراق وأفغانستان ،والصومال..

الهيمنة الأمريكية والبريطانية على اليمن والسعودية ومصر والأردن ودول الخليج وكل دول المنطقة ، هي قائمة منذ عقود بشكل غير مباشر.. قرارات جميع الدول ، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وتعليمياً وإعلامياً ، تخضع للإدارة الأمريكية ، بما فيها القرارات السيادية..

استنزاف الثروة اليمنية ومحاربة الزراعة
وضعية الفقر والبطالة في أوساط المجتمع اليمني هي نتيجة استنزاف أمريكا ودول أوروبا لمواردنا الاقتصادية ، نفط وثروات معدنية وثروة سمكية وغاز ، وغيرها ، حتى صرنا لا نملك شيئاً ،مع أن كل شي هو ملك لنا ، ونعجز عن تحقيق الاكتفاء الذاتي ، لأن أمريكا والدول المانحة تمنع النظام اليمني من التنمية الزراعية ، أو إنشاء مصانع النسيج ، فمصنع الغزل والنسيج في صنعاء انهار وفقد صلاحيته ،.. يقدمون منحاً مالية عبر صندوق التنمية ، لكن لإنشاء مدارس ومنتديات وجمعيات ، أو خزانات لمياه الشرب ، فصندوق التنمية محظور عليه إنشاء آبار ارتوازية لري المزارع.. يجبرك على الاستمرار في استيراد الحبوب من اليهود ، كي لا تفشل مخططاتهم للهيمنة..

السياسات الأمريكية فرضت على النظام اليمني المرتهن لها أن يستورد حتى الفواكه من أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا ، وألزمته بعدم دعم أي منتجات محلية أو تشجيعها إلا برمزيات خجولة جدا.. ويمنعون اليمن من تصدير الفواكه ، وإذا صدر فبنسبة أقل بكثير من حجم الواردات ،بل أيضاً صار المزارع اليمني يعاني بشدة ويتحطم نتيجة استيراد الحكومة للفاكهة ، فتكدست المنتجات المحلية في الأسواق وفسد كثيرها ، أو تباع بثمن بخس لا يغطي نفقات المحروقات من ديزل وزيوت التي رفعت السلطة عنها الدعم لوضع المزارع اليمني أمام واقع مرير وأليم يصرفه عن الزراعة..

فوق هذا كله نجد الله تعالى من ناحيته يحاربنا ، لأننا رضينا على أنفسنا بالذل والارتهان والابتعاد عن تعاليم ومناهج القرآن الكريم التي تبني الحياة بناءً سليماً وسوياً ، ولم ندافع عن هويتنا الإسلامية ، وقبلنا بالاستمرار في التعاملات الربوية ، عبر البنوك ، الربا محرم علينا ،لا يختلف عن تعاطي الخمور أو الزنا ، بل عقوبته أشد بكثير لأنه يدمر اقتصاد الشعوب ويدمر نفسياتهم ويقضي على علاقاتهم الاجتماعية ويجعلهم مرتهنين للمفسدين بسبب الديون المتراكمة ، لذا جعل الله للربا عقوبة كبيرة.. قال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)" البقرة..رفع الله تعالى دفاعاته وألطافه عنا ، وسلط علينا شرار الناس ليحكمونا ويغرقونا في مستنقعات الفساد والجوع والذل ، حتى صرنا أسوأ من عصور الجاهلية ، المرأة ممتهنة ، ويستاء الرجل إذا بشروه بأنثى ، والأطفال يتم اختطافهم ليباعوا في السعودية ودول الخليج عبيداً ورقيقاً ، والمخدرات منتشرة والفساد الأخلاقي ، الخطر محدق بنا من كل ناحية لأن الله تعالى يحاربنا ونحن نمنع أنفسنا من الفهم ونحارب كل من يدعونا للعودة إلى كتاب الله تعالى وآيات الجهاد..ثم ولاتنا أسلموا مصيرنا لليهود ليعبثوا بحياتنا كيفما شاءوا..

خسرنا الله تعالى ، وهو وحده المتاح لنا العودة إليه وكسب ألطافه وعنايته بكل سهولة ودون أن نخسر شيئاً ، لأن من المستحيل أن نكسب عطف أمريكا أو اليهود.. من المستحيل أيضاً أن اصدق أن الدول المانحة " أوروبا وأمريكا " وغيرها ، تهتم بنا وحريصة على تنميتنا وتثقيفنا وتعليمنا وتطويرنا ، فهي تقدم مشاريع سطحية لتحقق أهدافا لأمريكا واليهود ، وعلى رأسها مشاريع التعليم ،..

لن أصدق ذلك لأن الله تعالى أصدق القائلين ، في قوله الكريم عن نفسيات ونظرات اليهود والنصارى تجاهنا : " هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)".. سورة آل عمران..

اليهود ينجحون في تحويل القرآن سلاحاً لهزيمتنا

رغم الهيمنة اليهودية أمريكية وبريطانية ، على أنظمة الحكم العربية وتحكمهم في مواردنا وثقافاتنا وتمكنهم من إفساد عقائدنا ، إلا أنهم لا يكتفون بذلك أبداً..

الواقع في اليمن يؤكد هذا.. طموحهم ، الدخول إلى عمق كل وطن إسلامي والاحتلال العسكري المباشر،..

وإذا كنا ، كل العرب ، لم نثق في قول الله تعالى عندما أكد لنا في كثير من آيات القرآن أن اليهود والنصارى لا يحبون لنا الخير ، وأنهم " كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) " سورة المائدة.. لذا فقد عانينا من فساد اليهود – وهم ما زالوا في بلدانهم – الذي نال من كل أسرة وفرد ، عبر وسائل الإعلام والانترنت والتحكم في التعليم ، ولحق بنا بسبب ذلك خزي من الله تعالى،.. فبلا شك أنهم عندما يدخلون إلى بلدنا ومدننا وقرانا سيلحقون بكل أسرة وبكل فرد منا الخزي والعار والذل والاستعباد والقهر والتنكيل ، وسينهبون مواردنا وممتلكاتنا ويدمرون كل شيء،.. ودخولهم لن يكون عادياً ،..

تفكيرنا سطحي جداً ، إذ نريد رؤية الجندي الأمريكي بسلاحه أمامنا حتى نصدق أنه سيحتلنا فنواجهه.. ونتجاهل أنهم قد بنوا قواعدهم العسكرية في كل مكان استراتيجي باليمن والوطن العربي ، ولن يسمحوا لأي فرد يمني بالدخول إلى قواعدهم والاطلاع على محتوياتها..

إذا كنا أغبياء سيقهروننا بغبائنا.. لم يتغلب علينا اليهود إلا لغبائنا، لأننا دائماً لا نهتدي بالقرآن.. بينما اليهود أنفسهم يعلمون صدق وحقائق هدى القرآن أكثر منا ، لذلك استخدموه سلاحا ضدنا ، فعندما علموا أن الله تعالى سيحارب أهل الربا ، عمدوا إلى إلزام أنظمتنا بالتعامل مع البنك الدولي بالقروض الربوية ، وجعلوا اليمن بكل مواردها النفطية وثرواتها المعدنية والسمكية ومعسكراتها ومؤسساتها الأمنية مرتهنة لهذا البنك العالمي الذي أسسه اليهود لسحب السيولة العالمية والتحكم في اقتصاد العالم ، فانهار اقتصادنا تماما،.. وصار النظام يفرض علينا جرعات سعرية من وقت لآخر ويزيد طين فقرنا وجوعنا بلة ليرضي هذا البنك،.. وهذا على مستوى التعاملات العامة للدولة ، ثم حرص اليهود الأمريكيون على ربط كل مواطن يمني بالربا ، فحولوه إلى تجارة واستثمارات بمغريات كبيرة لجذب البسطاء من الناس والمثقفين في آن معا .. فألزموا النظام بإنشاء بنوك تجارية وبنوك تسليف زراعية ربوية إلى أبعد حد ، ومؤسسات تقدم أثاثات منزلية وقروض وأجهزة وكماليات بأسعار ربوية ، ومن هنا نجح اليهود في استدراجنا وإغرائنا واستغلال إعراضنا عن القرآن الكريم ، فهم يعلمون أن الله تعالى صار حربا لنا.. فاستفادوا من هذا كثيرا أن بادروا لتنفيذ مؤامراتهم وهم مدركون أن التأييدات الإلهية صارت منزوعة عن المسلمين..وهي مأساة أن يستخدم اليهود قرآننا وعقائدنا سلاحا ضدنا..

الجن ارتقوا عندما بحثوا عن الهدى وتولوا الله تعالى فقط

فعلاً ينبغي أن نخجل من أنفسنا أن يرتقي الجن في تفكيرهم ونظرتهم إلى دين الله تعالى وكتابه الكريم .. ونحن البشر بنو آدم الذين سجدت لأبينا الملائكة.. ونزل الله القرآن علينا وليس على الجن.. أهملناه وصرنا نؤيد أعداء الله وأعداءنا حتى قيام الساعة ، ونسخِّر مواهبنا وطاقاتنا ومواردنا لخدمة أهدافهم وضمائرهم متناسين فضل الله تعالى ونعمه علينا.. بل وننفذ مخططاتهم التي تنتقص القرآن وتزدرينا كمسلمين .. ونقبل قولهم بأن كتاب الله مصنع للإرهاب والتطرف والتخلف..كأننا من حيث نشعر أو لا نشعر نقول علناًُ أن القرآن يهدي إلى الباطل..

بينما الجن ، على لسانهم حكا الله تعالى ما يقولون.. قال جل وعلا : " وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " ْ}.ْ}. من سورة الاحقاف..

سياق الآيات يتحدث عن استماع الجن إلى القرآن الكريم ، ثم فهموا وأدركوا أن هذا هو ما يحتاجونه ويحتاج إليه قومهم من سائر الجن ليهتدوا ويرتقوا ويعلو شأنهم في عالمهم ويكون حبل نجاتهم يوم القيامة من سخط الله وعذابه والفوز برضاه وجنته ،فرجعوا إلى قومهم يدعونهم إلى أتباع القرآن الكريم..وإلى الولاء لله تعالى فقط ، وليس لليهود وثقافاتهم المنحطة..

الجن هنا كانوا أرقى من بني إسرائيل " يهود " ، فالجن يؤمنون – حسب الآية – بموسى عليه السلام ، ولما سمعوا القرآن عرفوا أنه الحق وآمنوا به واتخذوه منهجاً عملياً لحياتهم ، بينما اليهود استكبروا وكفروا بالقرآن رغم علمهم أنه الحق.. بل إن الجن هنا شكلوا نموذجاً لمجتمع راقٍ أرقى من الإنسان المسلم نفسه .. فمسلموا اليوم رفضوا منهجية كتاب الله تعالى ولهثوا وراء ما يصدره إلى أوطاننا اليهود والنصارى من ثقافات ديمقراطية وعلمانية وليبرالية..بينما الجن فضلوا الارتقاء مع الله على الانحطاط مع اليهود.. الأمر مخجل لكل مسلم لا يغار على دينه ، ولا يميز عدوه من وليه.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-6809.htm