لحج نيوز - اختلالات‮.. ‬تشوهات‮.. ‬تذبذبات‮.. ‬اهتزازات‮.. ‬مضاربات مصطلحات ومفردات طغت على توصيف المشهد الحالي‮ ‬لوضع‮ »‬الريال‮« ‬النقدي‮ ‬والمالي‮ ‬وقيمته أمام العملات الأجنبية‮.‬
فيما التداعيات المصاحبة تنذر بمخاضات ومناخات سلبية وسيئة على واقع الاقتصاد الوطني‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يتحمل مزيداً‮ ‬من

الخميس, 05-أغسطس-2010
لحج نيوز/استـــــطلاع:‬سمـــير الفقــيه -

‬اختلالات‮.. ‬تشوهات‮.. ‬تذبذبات‮.. ‬اهتزازات‮.. ‬مضاربات مصطلحات ومفردات طغت على توصيف المشهد الحالي‮ ‬لوضع‮ »‬الريال‮« ‬النقدي‮ ‬والمالي‮ ‬وقيمته أمام العملات الأجنبية‮.‬
فيما التداعيات المصاحبة تنذر بمخاضات ومناخات سلبية وسيئة على واقع الاقتصاد الوطني‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يتحمل مزيداً‮ ‬من التعقيد والتأزيم حيث معدلات التضخم ستزيد ومداخيل الأفراد ستتآكل وأسعار السلع لن تكون بمنأى عن الغليان‮.‬
والأيادي‮ ‬الخفية التي‮ ‬ادمنت‮ »‬المضاربة‮« ‬في‮ ‬مأمن من المساءلة وفي‮ ‬منأى عن الرقابة كيف‮ ‬يكون المشهد في‮ ‬الأيام القليلة القادمة وما هي‮ ‬المعالجات الحقيقية والإجراءات الفعلية للحيلولة دون هذا النزيف وذلك التدهور الذي‮ ‬ابتلع ميزان المدفوعات واستنزف المداخيل ويرجع الدكتور طه الفسيل استاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء أسباب تدهور العملة الوطنية إلى جملة من الاختلالات والتشوهات في‮ ‬البناء الهيكلي‮ ‬للاقتصاد اليمني‮ ‬واعتماده على مصدر واحد للحصول على العملة الأجنبية والمتمثلة في‮ ‬عوائد النفط التي‮ ‬تراجعت حصة اليمن منها،‮ ‬ناهيك عن تراجع أسعاره في‮ ‬السوق الدولية‮ ‬،وكذا انخفاض عائدات اليمن من مبيعات الغاز‮.. ‬
مشيراً‮ ‬إلى أن هذه المصادر الرئيسية لمداخيل اليمن من العملات الصعبة‮.‬
ويتابع د‮. ‬الفسيل ولما كانت مصادر اليمن من العملات الصعبة تأتي‮ ‬من طريق‮ ‬تصدير النفط والغاز فإن هذه المصادر تخضع للتذبذب وعدم الاستقرار بالإضافة إلى العديد من العوامل الاقتصادية والإدارية المتعلقة بالسياسة النقدية وإدارة النقد الأجنبي‮ ‬في‮ ‬بلادنا إلى جانب استنزاف العملة الأجنبية في‮ ‬تلبية الاحتياجات الخارجية وتأمين طلبات المسافرين من العملة الصعبة لاّسباب إدارية أو علاجية أو تعليمية أو سياحية‮.‬
ظاهرة
ويضيف الفسيل لقد اضحت ظاهرة‮ »‬الدولرة‮« ‬هي‮ ‬المسيطرة حيث أصبح كل شيء‮ ‬يقوم بالدولار الأمر الذي‮ ‬يدفع بعض أصحاب الأموال للمضاربة بأسعار الدولار وشراء أكبر قدر منه،‮ ‬ناهيك عن التأثر بالأجواء السياسية المضطربة التي‮ ‬تسهم بشكل كبير في‮ ‬الإقبال على شراء العملات الصعبة وخاصة الدولار‮.‬
أسباب واهية
وينفي‮ ‬الدكتور الفسيل أن تكون زيادة المدفوعات لاستيراد مستلزمات رمضان والعيد من السلع والخدمات من الأسباب الرئيسية لتراجع سعر العملة الوطنية‮..‬
مشيراً‮ ‬إلى أن توفير هذه السلع‮ ‬يفترض أنها متوفرة قبل‮ ‬4‮-‬6‮ ‬أشهر من الآن‮.. ‬لافتاً‮ ‬إلى أن انخفاض سعر العملة الوطنية أمام الدولار لن‮ ‬يسهم في‮ ‬زيادة الصادرات اليمنية كما هو متعارف عليه عالمياً‮ ‬ذلك أن اليمن لا‮ ‬يخضع للشروط الاقتصادية العالمية‮.‬
تنامي‮ ‬العجز
من جهته‮ ‬يرى الخبير الاقتصادي‮ ‬سالم المعمري‮ ‬أن تدهور سعر الريال أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى‮ ‬يرجع إلى عدة أسباب أبرزها وأهمها تنامي‮ ‬العجز الحاصل في‮ ‬الموازنة العامة للدولة إلى جانب العوامل التي‮ ‬تنتاب السوق اليمنية والتجار والمستثمرين نتيجة تجدد الأحداث الأمنية في‮ ‬صعدة والمحافظات الجنوبية‮.. ‬وأضاف لربما‮ ‬يكون من الجائز والصحيح أيضا أن تأمين احتياجات شهر رمضان من السلع الأساسية قد ادى إلى زيادة الطلب على شراء العملات الأجنبية وخاصة الدولار الأمر الذي‮ ‬أدى إلى زيادة المضاربة في‮ ‬سعر الصرف لتأمين هذه الاحتياجات‮.‬
ابتزاز وتهريب
ويلفت المعمري‮ ‬إلى ان هناك عوامل وأسبابا مساعدة ساهمت في‮ ‬تدهور سعر صرف الريال مثل لجوء بعض الأشخاص الذين لديهم وفورات وسيولة مالية إلى شراء الدولار خوفا من التدهور الحاد في‮ ‬سعر الريال وبالتالي‮ ‬يلجأون إلى تحصين أنفسهم من خلال شراء الدولار والعملات الصعبة الأخرى‮ ..‬
مشيراً‮ ‬إلى أن هناك عوامل نفسية تسهم في‮ ‬زيادة تدهور سعر الريال لدى بعض المستثمرين نتيجة لما‮ ‬يتعرضون له من ابتزاز من قبل موظفي‮ ‬الدولة حيث‮ ‬يضطرون إلى شراء العملات الصعبة وتهريبها إلى الخارج وخاصة أصحاب المشاريع الاستثمارية التي‮ ‬بدأت بالظهور في‮ ‬الآونة الأخيرة وترحيلها إلى مناطق أخرى خارج اليمن‮..‬
لافتا إلى أن هؤلاء وإن كانوا قليلين إلاّ‮ ‬أنهم ساهموا بشكل أو بآخر في‮ ‬شراء العملات الصعبة من الأسواق وترحيلها إلى الخارج‮.‬
مضاربة
استاذ الاقتصاد بجامعة تعز الدكتور محمد القحطاني‮ ‬يشير إلى أن ما‮ ‬يحدث من نزيف لقوة العملة الوطنية وتدهور أمام العملات الأجنبية الأخرى لا‮ ‬يعدو كونه‮ » ‬مضاربات‮« ‬وتلاعبا بأسعار الصرف من قبل أولئك الذين‮ ‬يقومون بتلقف ما‮ ‬يضخه البنك المركزي‮ ‬من سيولة مالية من العملات الصعبة‮.‬
ولفت إلى أن البنك المركزي‮ ‬تقع عليه مسؤولية ضبط الوضع المالي‮ ‬في‮ ‬البلد وأنه باستطاعته ضبط أولئك الذين‮ ‬يمارسون دور‮ »‬التلاعب والمضاربة‮« ‬بأسعار صرف الريال وأن البنك لو اراد فعلا التحكم والسيطرة وضبط السوق المالية لا تخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق هؤلاء لانه‮ ‬يعرفهم‮..‬
مشيرا إلى‮ ‬ان ذلك‮ ‬يّعد من الحلول السريعة والناجعة لوقف النزيف والتدهور في‮ ‬العملة الوطنية‮.‬
تدخلات
وأضاف أنه من‮ ‬غير المعقول أن‮ ‬يقوم البنك المركزي‮ ‬بالتدخل لـ8‮ ‬مرات متتالية وفي‮ ‬فترة وجيزة لضخ مئات الملايين من الدولارات ثم لا‮ ‬يكون هناك استقرار نقدي‮ ‬ومالي‮ ‬في‮ ‬السوق اليمنية‮..‬الأمر الذي‮ ‬يشير ويدلل على وجود أياد خفية ادمنت التلاعب والمضاربة وعلى البنك أن‮ ‬يضع حداً‮ ‬لهؤلاء‮.‬
كما اشار الدكتور القحطاني‮ ‬إلى توجهات وتدخلات البنك الدولي‮ ‬الذي‮ ‬يرى مصلحة في‮ ‬انخفاض قيمة صرف الريال أمام الدولار لكي‮ ‬تعاني‮ ‬الموازنة العامة من عجوزات مستمرة وبالتالي‮ ‬ترتفع القدرة لديها لمواجهه احتياجاتها والتزاماتها المالية خصوصا من ايرادات النفط والغاز‮.‬
بعيدة المدى
أما الاصلاحات بعيدة المدى التي‮ ‬يراها الدكتور القحطاني‮ ‬فهي‮ ‬الهيكل الاقتصادي‮ ‬وتنمية الموارد الذاتية للبلد عبر اشاعة مناخات الاستثمارات الأمنة وتنويع الصادرات‮ ‬غير النفطية عبر تنميتها بحيث تمثل أهم‮ ‬مصادر المداخيل المالية من العملات الصعبة‮.‬
واضاف‮: ‬لابد ان‮ ‬يوازي‮ ‬ذلك تعديلات في‮ ‬الجسم الحكومي‮ ‬يلبي‮ ‬المتغيرات ويواكب التطورات الحاصلة في‮ ‬الاقتصاد العالمي‮ ‬وكذا معالجة اشكاليات العجوزات المزمنة في‮ ‬موازنات الدولة التي‮ ‬للأسف‮ ‬يتم معالجتها عبر إجراءات بسيطة وسهلة تتمثل في‮ ‬توسعة الأوعية الضريبية والإصدارات النقدية الجديدة وطلب الاعتمادات الإضافية‮.‬
عجوزات
من جهته‮ ‬يرى الدكتور عبدالواحد العفوري‮ ‬أستاذ الاقتصاد بجامعة تعز ورئيس جمعية الصناعيين اليمنيين السابق أن هناك عدة أسباب لتدهور صرف الريال أمام الدولار والتي‮ ‬منها عجز الموازنة العامة للدولة للعام المالي‮ ‬2009م،‮ ‬والعجز في‮ ‬ميزان المدفوعات بسبب انخفاض صادرات بلادنا من النفط والسلع الأخرى‮.‬
ويتابع د‮. ‬العفوري‮ ‬بالقول‮: ‬كما أن الممارسات المتبعة في‮ ‬رسم السياسات النقدية لم تكن بمستوى التحديات التي‮ ‬تواجهها العُملة الوطنية‮.. ‬فبدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يقوم البنك المركزي‮ ‬بتغطية الاعتمادات المستندية للبنوك التجارية التي‮ ‬تريد الاستيراد‮.. ‬تضطر هذه الأخيرة إلى النزول للسوق والقيام بعملية مضاربة للريال لشراء الدولار وتلبية احتياجاتها من المستوردات‮.‬
كما أن التدخلات المتتالية للبنك المركزي‮ ‬وضخ المزيد من السيولة النقدية من العملات الصعبة قد ذهبت إلى جيوب المضاربين ولم تحقق الجدوى الاقتصادية والمالية بقدر ما ذهبت إلى ساحات المضاربة وإلى جيوب المضاربين‮.‬
وأضاف د‮. ‬العفوري‮: ‬كان‮ ‬يفترض أن تكون السياسة الصحيحة المتبعة من قبل السلطة النقدية المختصة أن‮ ‬يتم تغطية الاعتمادات المستندية للبنوك التجارية المعتمدة لسد الاحتياجات من الاستيراد‮.‬
حرب‮ ‬غير معلنة
ويلفت د‮. ‬العفوري‮ ‬إلى أن من الأسباب التي‮ ‬قادت إلى تدهور صرف العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية الأخرى ما‮ ‬يجري‮ ‬بين الحكومة والتجار من حرب وإن كانت‮ ‬غير معلنة حول قانون ضريبة المبيعات وما رافق ذلك من تجاذبات ومد وجزر بين الطرفين وعمليات ابتزاز انعكست سلباً‮ ‬على أداء الوضع الاقتصادي‮ ‬والنقدي‮ ‬في‮ ‬البلد‮.‬
انعدام الثقة
ويتابع د‮. ‬العفوري‮: ‬مما لا شك فيه أن هناك سياسة نقدية مرتبكة وعجزاً‮ ‬في‮ ‬الموازنة وعجزاً‮ ‬في‮ ‬الميزان العام‮ »‬ميزان المدفوعات‮« ‬وشعور المضاربين بأن ما من قدرات لدى الجهات المختصة والسلطات النقدية تجعل الأمور تحت السيطرة‮.. ‬الأمر الذي‮ ‬ولَّد شعوراً‮ ‬بعدم الثقة في‮ ‬الإجراءات والآليات المتخذة لدعم قيمة الريال‮.‬
كما‮ ‬يرى الدكتور العفوري‮ ‬أن لكل من الصيارفة والموردين والبنوك دوراً‮ ‬في‮ ‬تدهور سعر صرف العملة نتيجة للأسباب والمبررات المذكورة أعلاه‮.. ‬وإذا لم تكن لدى السلطة النقدية المختصة المتمثلة اليوم بالبنك المركزي‮ ‬آلية تضبط إيقاع هذه العملية فإن الوضع سيزداد انحداراً‮ ‬وتدهوراً‮.‬
تعويم
الدكتور علي‮ ‬سيف كليب أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة صنعاء‮ ‬يرى أن أزمة تدهور سعر صرف العملة أمام العملات الأجنبية تبدأ منذ اتباع السياسات النقدية التي‮ ‬انتهجت مبدأ‮ »‬التعويم‮« ‬أو تعويم العملة ولم تصاحب ذلك باتباع سياسة نقدية تتحكم في‮ ‬أسعار الفائدة والتحكم بالعرض النقدي‮.‬
ويضيف د‮. ‬كليب‮: ‬إن ما جرى من عمليات ضخ من السيولة للنقد الأجنبي‮ ‬خلال الفترة الماضية لم تذهب سوى إلى دعم مجموعة من الأشخاص المضاربين‮.. ‬مؤكداً‮ ‬على ضرورة إيجاد سياسة مالية داعمة ومتحكمة بما‮ ‬يتم عرضه من نقد أجنبي‮ ‬في‮ ‬السوق وتفعيل دور الرقابة على كل فواتير ومستندات الاستيراد‮.. ‬حيث‮ ‬يتم الاستيراد بشكل مبالغ‮ ‬فيه حتى بات البلد منكشفاً‮ ‬أمام العالم الخارجي‮ ‬من حيث عمليات الاستيراد المُبالغ‮ ‬فيها والتي‮ ‬تكبد اقتصاد البلد استنزاف الكثير من النقد الأجنبي‮.‬
مضاربة
ويشير د‮. ‬كليب إلى أن هناك أشخاصاً‮ ‬يقومون بعمليات مضاربة‮.. ‬وذلك نتيجة عدم الثقة بالعُملة المحلية‮.. ‬وهذا بدوره أدى إلى زيادة الضغط على المعروض النقدي‮.. ‬كما أن تدني‮ ‬عملية الإنتاج النفطي‮ ‬وتراجع عوائد قطاع السياحة قد قلل من وجود العرض النقدي‮ ‬من العملات الأجنبية في‮ ‬السوق المالية‮.‬
ويضيف د‮. ‬كليب‮: ‬سواءً‮ ‬كانت أسعار الصرف الموجودة حالياً‮ ‬عبر نشرات البنك المركزي‮ ‬حقيقية أو‮ ‬غير حقيقية فإن ذلك‮ ‬يفترض تدخل الدولة وإعمال دور الرقابة على عملية تسعير شراء وعرض الصرف الأجنبي‮.‬
وأضاف إن جزءاً‮ ‬كبيراً‮ ‬من الأزمة الحالية‮ ‬يتطلب وضع معالجات آنية وحاسمة تتطلب في‮ ‬البداية ضبط كبار تجار العُملة وعمل ضوابط على عملية الاستيراد وذلك لإيقاف عملية التصاعد الكبير لأسعار العملات مقابل انهيار صرف الريال وإعادة النظر في‮ ‬السياسات النقدية والمالية التي‮ ‬يجب أن‮ ‬يدعم بعضها بعضاً‮ ‬في‮ ‬دعم قيمة العملة الوطنية‮..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 08:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-7010.htm