السبت, 07-أغسطس-2010
لحج نيوز - 
ليلى، فتاة في الرابعة عشرة من عمرها. بدأت مأساتها وهي رضيعة حينما وجدوها بمسجد الحي. التقطها المؤذن في صلاة الفجر ليودعها خلف أسوار مركز الرعاية الاجتماعية. وبعد لحج نيوز/كتب :إبراهيم الأمير -

ليلى، فتاة في الرابعة عشرة من عمرها. بدأت مأساتها وهي رضيعة حينما وجدوها بمسجد الحي. التقطها المؤذن في صلاة الفجر ليودعها خلف أسوار مركز الرعاية الاجتماعية. وبعد سنوات تبناها زوجان حرما من الإنجاب. تتجرع ليلى معاناتها قائلة: "بلغت سن الرشد فعرفت الحقيقة حينما لم تحرك أمي ساكنا تجاه عبارات (خالي المزعوم) وهو يردد "ابني ولد ناس مو مثل بنتك بنت حرام". كان ابن خالي يراودني عن نفسي وعندما امتنعت وشكوته إلى أمي ثار خالي دفاعا عن ابنه. بعد هذا أرسلتني أمي لدار الرعاية لأعيش وسط عالم مخيف بعد أن اكتشفت أنها ليست أمي".
قصة أخرى لطفل يقول عن حياته إنها حياة لا ترحم ويضيف: أقدمت على الانتحار ولم أنجح، أنتم مجتمع قاس ليس أقسى منه إلا أيام العيد.
حكايات وروايات مؤلمة لمجموعة من اللقطاء أو أصحاب الظروف الخاصة كما تحب أن تسميهم الشؤون الاجتماعية، تدونها سجلات مجتمعنا بمداد من دموع.
وما أصعب تلك الرسالة التي بعثت بها فتاة أسمت نفسها الجريحة حيث قالت: "لم أعد أبحث عن حضن أمي أو أبي. ما أعرفه عن نفسي، أني طفلة وجدها الخيرون أمام أحد المستشفيات بعد أن تجردت أمي من معاني الإنسانية والأمومة لتعالج خطيئتها بخطأ أكبر".
قصة رابعة عن طفل لم يتجاوز 10 أعوام طلبت والدته (غير الحقيقية) من السائق أن يوصله إلى منزل لا يعرفه بحجة أنها مسافرة. طال انتظار هذا الطفل لسائقه وأمه حتى بلغ سن 22، فعاش في وضع نفسي قاس بعد أن عرف أنه في دار الرعاية الاجتماعية.
هذه الوقائع ما هي إلا نموذج مبسط لمعاناة اللقطاء في بلادنا. وموضوعهم موضوع حساس من النادر أن تتناوله وسائل الإعلام على اعتبار أنهم نتاج أخطاء مرفوضة في مجتمع محافظ.
إن مشكلة هؤلاء مركبة فالتعتيم الكامل على هذه القضية أدى إلى تفاقم الأمور وعدم قدرة أصحاب الاختصاص على إيجاد حلول مناسبة لنحو 200 طفل وطفلة يتم العثور عليهم سنويا.
هؤلاء المحرومون حاجتهم إلى الرعاية شديدة جداً بصفتهم أيتاما، والأجر في التكفل بهم عظيم كما أفتت بذلك لجنة الافتاء في الفتوى رقم (20711) بتاريخ 24 /12 /1419هـ حيث جاء فيها: (إن مجهولي النسب في حكم اليتيم لفقدهم لوالديهم).
إن تجربة الدمج مع الأسر حتى الآن لم تكن سوى محاولات يائسة تحولت في بعض الأحيان إلى مأساة. فبعض الأسر تسعى لاستقطاب اللقطاء، وما إن يصل أحدهم لسن البلوغ حتى تبرز المشاكل مع أبناء الأسرة الحقيقيين ضد هذا (الدخيل) بحجة الكشف على المحارم. وبدلا من تربيتهم تتحول المسألة إلى نكسة نفسية واجتماعية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-7067.htm