لحج نيوز - في اليوم الأخير من شعبان الكل يترقب الإعلان عن رؤية هلال رمضان، البعض لا يبارح المسجد بعد صلاة المغرب عله يعود لأهله بخبرهم دخول الشهر الكريم.. حتى إذا ما علموا بيومه جعلوا الليلة السابقة له

الجمعة, 13-أغسطس-2010
لحج نيوز/صنعاء -
في اليوم الأخير من شعبان الكل يترقب الإعلان عن رؤية هلال رمضان، البعض لا يبارح المسجد بعد صلاة المغرب عله يعود لأهله بخبرهم دخول الشهر الكريم.. حتى إذا ما علموا بيومه جعلوا الليلة السابقة له ليلة سمر حتى ساعة متأخرة من الليل، والشائع أن يواصلوها حتى الفجر بالتهليل والتكبير والترحيب عبر المآذن والسمر. وستجد النساء ليلة رمضان منهمكات في بيوتهن بالتنظيف والترتيب والتبخير للبيت، وبعدها بإعداد أول وجبة سحور سيستمتع أفراد العائلة بالتهامها وسط أجواء من الانشراح والابتهاج، وربما يجتمع الأقارب أو الجيران أو الأصحاب معاً في هذه الوجبة، بينما سيتبادل بعض الجيران ألواناً مختلفة من الأطعمة التي حرصت النسوة على إعدادها خصيصاً لمناسبة كهذه. فيما يقوم الاطفال باحراق اطارات السيارات كتعبير عن الفرحة بقدوم شهر الصوم.
يانفس ما تشتهي
ولأهل صنعاء ومناطق أخرى قليلة عادة ينفردون بها عن سواهم، ففي اليوم الأخير من شعبان يعملون بها ما يسمونه بـ (يانفس ما تشتهي)، حيث يلتقي الرجال والشباب والصبيان في المساجد، وبعض الأحيان في المنازل وقد أحضر كل فرد منهم شيئا مما تطيب له نفسه من المأكولات والمشروبات، فيجتمعون في حلقات صغيرة واضعين ما أتوا به مع بعض ليشتركوا في تناوله، ويتبادلوا الأحاديث الممتعة وذكريات رمضان ثم يتفرغوا للتسبيح والتكبير وحمد الله.. وهو الحال نفسه بالنسبة للنساء لكن في البيوت. فيما تقوم أخريات بالذهاب إلى الحدائق مع أطفالهن وينشغلن معهم بتناول كل ما لذ وطاب من المأكولات فيما يتيه الأطفال في زوايا الحدائق.
انقلاب المشهد اليومي
وقد ينقلب المشهد منذ حلول اليوم الأول لهلال رمضان في اليمن ؛ حيث تحول في العاصمة إلى سكون وعدم حركة كالليل، وليله أصبح كالنهار صخب وحلوى وقات وسهر، حيث يبالغ الصائمون في الاستمتاع بهذا الشهر الذي ينتظرونه طوال العام بزيادة استهلاك المواد الغذائية .أما الموظفون في أجهزة الدولة فهم ملزمون بدوام يبدأ عند الساعة العاشرة صباحا وينتهي الساعة الثالثة ظهرا أي بعد الموعد المقرر عليهم في الأيام العادية بساعتين، ومع ذلك تتحول الحياة في النهار إلى حالة جمود غير عادية وكأن الوقت ليل، إلا من بعض أصوات الأطفال. وبالمقابل تحول الليل الرمضاني في اليمن إلى نهار بكامل الحركة والتسوق والتجول في الشوارع، حيث يقضي معظم اليمنيين ليلهم في تخزين ومضغ "القات" الذي يتضاعف استهلاكه في رمضان ثلاثة أضعاف الكميات المستهلكة في الأوقات العادية حيث يزاد سوق القات ا ازدحاما خلال رمضان وخاصة بعد صلاة العصر وصلاة التراويح حيث يقبل الناس على شرائه باعتبار القات مادة منبهة تساعد على السهر في الليالي الرمضانية. في حين يتوزع الناس إلى عدة جماعات بعضها تمارس طقوسها الرمضانية الدينية والبعض الآخر تتسمر أمام الفضائيات وفرقة ثالثة تعمل في وظيفتها الحكومية . وتعج الشوارع بالناس حتى أذان الفجر، والكثير من الشباب لا يتورعون عن العمل في هذا الموسم مستغلين نشاط حركة السوق- حتى وإن كانوا طلاباً أو موظفين.. وأجمل ما في اليمن أنها مع التكبيرة الأولى لأذان الفجر تتحول كل أسواقها إلى مدن مهجورة لا بشر فيها غير مئات المحلات والفرشيات المغطاة بقطع من القماش وليس من أحد يحرسها غير الثقة بالله.
اطعمة جزء من التراث الرمضاني
وعلى الرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمربها غالبية اليمنيين الا ان ما يميز شهر رمضان الإقبال الشديد على بعض المأكولات والمشروبات الشعبية المشهورة حتى أصبحت جزءا من التراث الرمضاني في غالبية البيوت اليمنية، وتضم المائدة اليمنية في وجبة الافطار أو العشاء في رمضان صنوفا من الاطعمة ومنها (الشفوت) وقوامه (اللحوح) واللبن.. و(اللحوح) خبز طري لين يصنع من دقيق القمح أو الذرة الرومية حيث توضع العجينة على وعاء فخاري أو معدني لتطبخ على نار هادئة حتى تنضج وبعدها يتم ترتيبه في اناء عريض على شكل طبقات رقيقة يضاف اليها اللبن والخضار المهروسة.
وهناك (بنت الصحن) حيث يتم تشكيل عجينة مكونة من الدقيق المخلوطة بالسمن والبيض والخميرة وحبة البركة على هيئة اقراص رقيقة جدا ثم توضع في الفرن حتى تنضج وبعدها يضاف اليها العسل.. فضلا عن اطباق اخرى منها (السلتة) وقوامها الارز واللحم والخضار المهروسة والحلبة المخفوقة وتفضل طباختها في اناء من الفخارأومايسمى (بالمقلى الصعدي) حتى يحتفظ بدرجة الحرارة خلال الاكل.
ويزداد الطلب كثيرا على بعض الحلويات التي يرتبط بعضها برمضان فقط ومن أشهر هذه الحلويات - الرواني والقطائف والشعوبية والسمينة ولايقتصر الإقبال على محلات الحلويات الشعبية فمحلات بيع العصائر الشعبية هي الأخرى تشهد إقبالا كبيراً عليها في شهر رمضان من قبل الصائمين الذين يفضلون الإفطار على هذه العصيرات وهي الزبيب والشعير المنقع وكذلك عصير الدبا.وعادة ما تنتعش الأسواق الشعبية اليمنية بصفة عامة في شهر رمضان فالزائر لها يشعر بولوج حقبة تاريخية قديمة لبدائية صناعاتها وطريقة عرض بضائعها بأساليب تقليدية قديمة تشعر الزائر بأنه يقلب صفحات من التاريخ فهنا يرى معمل طحن البن والجمل يدور حول المطحنة معصوب العينين وهناك معمل آخر لعصر السمسم وبطريقة مشابهة للأولى وفي الجهه الأخرى أنواع مختلفة من الحبوب والبهارات المعروضة بأكياس وأواني لتمثل في ألوانها المختلفة شكلا يجذب الزبون ويلفت النظر.
وفي عصر رومضان ترى الأطفال وفي أيديهم بعض الأواني المغطاة وفيها بعض المأكولات أوالمشروبات يدخلون بها إلى البيوت ويخرجون منها بأواني أخرى لأن من عادات سكان صنعاء تبادل الأكلات أوتفقد المساكين في حاراتهم وخصوصا في رمضان الكريم يزدادرؤية مثل ذلك .
أهازيج وأغاني الأطفال في ليالي رمضان
أما الأطفال فهم ينامون غالبًا إلى منتصف الصباح، وفي المساء يتجمَّعون بعد صلاة العشاء يطوفون في الشوارع يُنشدون الأناشيد الجميلة مبتهجين بالشهر الكريم ويزجلون بالاهازيج الرمضانية فيقولون: يارمضان يابوالحماحم وادي لنا قرعة دراهم بمعنى ان رمضان يحتاج الى صرفيات كثيرة ويزجلون فيقولون: يامساء جيت امسي عندكم يامساء واسعد الله المساء ويدقون الطبول وقد اختفت هذه العادة او كادت بسبب ظهور التلفاز وتغيرت الافكار والتقاليد والعاد ات حتى لدى الكبار.
توجه اليمنيين إلى الخالق في رمضان :
تزداد المساجد بهجة وبريقاً وجلالاً خلال أيام رمضان وتمتلي بمرتاديها من الشباب والشيوخ والأطفال حيث تزود بالمصاحف الجديدة التي يأتي بها الكثير من فاعلي الخير والمحسنين .
ويعتكف طوال أيام رمضان في ساحات المساجد لتلاوة القرآن وذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار لكن الغالبية منهم يعتكفون في العشر الأواخر لأنها أيام عتق من النار فالكل يتسابق لطاعة الله عز وجل والتوسل إليه بقلب خاشع.
و ليلة السابع والعشرون هي الأكثر إحياءً بين ليالي الوتر من العشر الأواخر ففيها يقبل العابدون على الله بصلاة التهجد والتهليل والتسبيح وقراءة القرآن.

حزن الوداع وفرحة العيد :
ما إن يشرف رمضان على الانتهاء حتى يرتسم الحزن على الوجوه لرحيل شهر الرحمة والمغفرة ومنهم من تنساب دموعه فراقاً لشهر رمضان وفي بعض المناطق اليمنية يرددون في الأيام الأخيرة من رمضان بأبيات شعرية تعودوا عليها من القدم .
لكن هذا الحزن تمحوه فرحة استقبال عيد الفطر المبارك،حيث تكرس الأسر اليمنية جهودها في توفير الملابس الجديدة لأبنائها وإعداد كعك وجعالة العيدالمكونة من الشكولاته والدخش والزبيب وحب العزيز للزائرين من الأقارب والأصدقاء لها لان الزيارات العائلية فيه تكون كثيرة جداً وتزداد في العيد أيضاً تبادل الهدايا وزيارة الأقارب وغيرها .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-7256.htm