لحج نيوز/إبراهيم القديمي-صنعاء -
حذر محللون سياسيون يمنيون من إقحام القبائل في المناوشات المسلحة مع جماعة الحوثيين، وهو ما قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع واختلاط الأمور إذا اندلعت حرب سابعة يرى هؤلاء أن نذرها تلوح في الأفق.
ويرى هؤلاء أن الزج بالقبائل في أتون الحرب مع الحوثيين قد يؤدي إلى نشوب صراعات قبلية ستكون لها آثار كارثية على مستقبل اليمن واستقراره الهش.
ويرفض أستاذ العلوم السياسية المشارك بجامعة صنعاء جلال فقيرة وجود ضرورة للاعتماد على رجال القبائل والتنظيمات الشعبية في موضوع خطير مثل الحرب.
|
جلال فقيرة: لدى الحوثيين ما يكفي لقتال أي قبيلة تناصبهم العداء (الجزيرة نت)
|
مخاطر جمة
ويقول في حديث للجزيرة نت إن من شأن ذلك أن يخلق مخاطر جمة لمستقبل اليمن, ويهدد السلم ويفضي في نهاية الأمر إلى قيام الحوثيين بتصفية حساباتهم مع كل قبيلة ساهمت في المجهود الحربي للحكومة.
وبحسبه فإن خوض الحوثيين ست حروب مع الدولة يؤكد أنهم مدعومون من الخارج, وأن لديهم من الإمكانات ما يؤهلهم لخوض حروب أخرى مع أي قبيلة تظهر العداء لهم.
ويطالب فقيرة الحكومة اليمنية بالتدخل من خلال "تحييد كافة المساهمات القبلية في هذه المناوشات".
وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت مناوشات مسلحة بين جماعة الحوثيين وقبيلة حاشد في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، وأسفرت المواجهات عن عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
|
عبد الكريم الخيواني: ما يدور في صعدة حالة أخرى من دارفور (الجزيرة نت)
|
جنجويد جديدة
من جهته، هاجم الكاتب والمحلل السياسي عبد الكريم الخيواني السلطات الرسمية في صنعاء واتهمها بالاعتماد على القبائل اليمنية في صراعها مع الحوثيين منذ الحرب الثالثة.
وأوضح الخيواني في تصريح للجزيرة نت أن الحكومة اليمنية "تستخدم القبائل كجنجويد منذ سنوات" وتقحمهم في الصراع القائم لمساندة القوات الحكومية، رغم أنها "تنكر ذلك".
ويعتقد أن الحكومة تعتم بشأن مشاركة القبائل "حتى تظل المعركة مفتوحة باستمرار"، مشيرا إلى أن ما يدور في صعدة "حالة أخرى من دارفور".
ويتهم الخيواني دولة خليجية –لم يسمها- بدفع رواتب 45 ألف يمني للمساعدة في المجهود الحربي بهذا الاتجاه "بتواطؤ يمني رسمي واضح"، ويتساءل "هل يمكن أن تشبع هذه الحروب نهم مصاصي الدماء؟".
|
عبد الحفيظ النهاري نفى دعم الدولة للقبائل
أو الزج بها في مواجهة الحوثيين (الجزيرة نت)
|
نفي رسمي
لكن عبد الحفيظ النهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، ينفي بشدة اتهام الدولة بدعم القبائل أو الزج بها في مواجهة الحوثيين، ويصف ذلك في تصريح للجزيرة نت بأنه "كلام عار من الصحة".
ويرى النهاري أن الحروب الست تركت وراءها ثارات اجتماعية عميقة, وولدت جراحات بين القبائل "فهناك أسر فقدت العشرات من أبنائها عبر اعتداءات جماعة التخريب الحوثي".
وأضاف أن نحو 300 ألف مشرد يوجدون في المخيمات ومثلهم في المناطق المجاورة عند أقاربهم, يحاولون العودة إلى منازلهم في حرف سفيان، لكن المتمردين الحوثيين يمنعونهم من ذلك، "في خرق للنقاط الست" التي لا تسمح لهم من جديد بحمل السلاح أو التدخل في الشأن المحلي.
ويعترف المسؤول الحزبي بأن هناك في صعدة من ساند "الجيش والأمن والدستور"، ويعتبر أن من الطبيعي "أن ينحاز هؤلاء" رغبة في عودة السلام غلى بلادهم، وهذا "ما جعل الحوثيين يعتبرون هذا الاصطفاف عدوانا عليهم".
عن الحدث