الأربعاء, 18-أغسطس-2010
لحج نيوز - ماالذي حدث كي تنقلب أحوالنا في بلد الإيمان و (الحكمة) .. فبعد التباهي بالسلام والاستقرار رغم توافر السلاح في متناول الجميع، وغلبة العقلانية على الطيش والحكمة على لحج نيوز/بقلم:جمال أحمد الظاهري -

ماالذي حدث كي تنقلب أحوالنا في بلد الإيمان و (الحكمة) .. فبعد التباهي بالسلام والاستقرار رغم توافر السلاح في متناول الجميع، وغلبة العقلانية على الطيش والحكمة على التهور والزيغ فجأة تفلت من بين أيدينا قيم السلام والتآخي والإيثار .
هل كنا نغالط أنفسنا أم نبرر لعدم اكتراثنا لما قد ينتج عن انتشار السلاح في مجتمعنا، أم و أم وأم.. أسئلة كثيرة حركتها الأحداث المتلاحقة التي تعصف بيمننا الحبيب، وما الحرب التي يشعلها المتمردون في محافظة صعدة باستخدام الأسلحة الحديثة من متوسطة وثقيلة ، وخفيفة إلاّ نتاج طبيعي لعدم وضع الضوابط والموانع للاتجار بالسلاح بكل أنواعه.
وبالعودة إلى ما طُرح وسيطرح عن موضوع حمل السلاح والاتجار به وعن أسباب عدم إقرار مشاريع القوانين التي وإن كانت لا ترقى إلى ما هو مطلوب من القائمين على الشأن اليمني فإن أبناءنا ونساءنا وشيوخنا وممتلكاتنا، بل ووطننا سيظل في مهب الريح مالم يتبنّ هذا الشعب مفاهيم العصر التي يأتي في مقدمتها التخلي عن السلاح، واستبداله بالقلم والكتاب، والمحراث...الخ.
إن بلادنا اليوم تمر بمنعطف حرج ومرحلة صعبة، تستلزم منا الحرص على توفير كل ما يدعم ويعزز الحفاظ على وحدة الشعب والوطن.
كما أن الصدق والإخلاص في مناقشة قضايانا المصيرية، ومواجهة التدخلات الخارجية، وتغليب المصلحة الوطنية على مغريات الطامعين في إيجاد مواطئ أقدام لهم في أرضنا، أياً كانت هوياتهم وأهدافهم.. فالحفاظ على الهوية الوطنية لا يتسق وتنازلنا أو تفريطنا بموروث الشعب الحضاري والسياسي و( الديني) وقيمه التي وفرت أجواء التآخي والتلاحم وحرية الممارسات وبالأخص منها الشعائر الدينية المتنوعة في جزئياتها التي لا تخل أو تخرج عن واحدية المعتقد..
وما نتج عن عودة المرحلين عقب حرب الخليج الثانية، وما جلبوه معهم من ممارسات ورؤى وأفكار لا تنسجم مع صفة التسامح والتآخي وقبول الآخر تعتبر البداية في رأيي للاختلاف والتباعد وبداية المنازعة بين ما هو سائد وما يريدون أن يفرضوه على غيرهم ..
وكي لا ننجر لمشاريع الغير التي لن نجني من ورائها غير المهانة والتدمير لكل ما نعتز ونفاخر به، يجب علينا تعلم كيف نحترم الغير ونعتز بهويتنا التي تتمثل في خصوصيتنا المتسامحة المعتزة بثقافتها التي تميزها عن الآخرين وألاَّ نسمح لمن يريد أن يطمسها ويستبدلها بمنهج وثقافة الغير بأن يسفه تاريخنا الذي يعتز به شعبنا، ويتفاخر .. وأن لا ننسى أن شهادة رسولنا الكريم لأهل هذا البلد بـ (الإيمان والحكمة) وأن اليمن كان وسيظل المركز الفقهي الأنقى والأغزر إنتاجاً في ما يخص ديننا الحنيف.. ولا حاجة لنا بتمثل إطروحات الغير، سيما وإن كانت مشبوهة بأطماع في النفوذ أياً كانت صورته أو عباءته التي يختبئ تحتها، ولنا فيما جرى لبعض إخواننا في منطقتنا العربية عظة وعبرة.. وبالعودة إلى ثقافتنا العربية وتاريخنا الإسلامي فهيهات لأي أحد كان أن يبخسنا فيها أو يسامقنا علواً أو يدانينا مكانة..
وخلاصة القول: كي لا نبخس تاريخنا وأنفسنا حقها بالتنازلات والانقياد والتبعية للغير وجعل وطننا ساحةً للمهاترات والنزاعات التي ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل .. فيجب على كل فرد منا أن يتمثل مقولة الشاعر: « ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يضرس بأنيابٍ ويوطأ بمنسمِ » ..
فَيَمَنُ التاريخ والحضارة والفقه ليس بحاجة لحديثي العهد كي يعلموه ويطبعوه برؤى لم تختبر وفكر لم يسجل له دور في خدمة الأمة ومعتقدها..
[email protected]
تمت طباعة الخبر في: السبت, 28-سبتمبر-2024 الساعة: 08:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-7411.htm