لحج نيوز/صنعاء -
حضر الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفل تكريم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم الذي نظمته وزارة الأوقاف والإرشاد اليوم بجامع الصالح وكذا حفل اختتام دورة تدريبية لـ 65 خطيب مسجد في 8 محافظات والتي نظمتها على مدى أسبوع الهيئة الوطنية للتوعية تحت شعار " نحو خطيب جامع ".
وفي الحفل الذي قدمت خلاله تلاوات مباركات من القران الكريم من الفائزين بالمراكز الأولى ألقى الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كلمة، حيا فيها حفظة القرآن الكريم والخطباء والمرشدين.
وقال:" خواتم مباركة وكل عام أنتم بخير والوطن في خير وأمن وأمان واستقرار". معربا عن تقديره للمشائخ الذين أشرفوا على الشباب في مسابقة تحفيظ القرآن الكريم وكذا الشيوخ الذين أشرفوا على دورات الخطباء والمرشدين.
وأضاف" نحمد الله تعالى على هذه النعمة، فقد كان عدد حفظة القرآن الكريم في الماضي قلة قليلة ومحصورين في بعض المحافظات والجوامع ولكن الآن هناك إقبال كبير على حفظ القرآن الكريم في كل المحافظات والجوامع وهذه ظاهرة إيجابية وجيدة ".
وتابع:" نعول كثيرا على الخطباء والمرشدين في القيام بدورهم التوعوي لترسيخ الوسطية والاعتدال وتعاليم ديننا الإسلامي السمحاء بمايكفل الابتعاد عن التطرف والغلو, فالعالم من علم الناس واستفادوا من علمه لا من نفًر الناس عن واجبهم الديني والوطني والتنموي".
ومضى قائلا :" العالم الذي يستفيد منه الناس والعلماء ليسوا علماء الفقه والدين والقرآن فحسب وإنما العلماء في شتى مجالات الحياة كل حسب تخصصه، فالعالم الجيد والممتاز والفقيه هو الذي يعرف أصول الفقه الإسلامي المعتدل ويسعى للتوعية بها في أوساط الناس".
وقال:" ليس كل الناس متطرفين، فتعداد اليمن حاليا ما يقارب من 25 مليون مواطن ومواطنة، معظم سكان اليمن معتدلين وصالحين ومؤمنين بالله ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره, وقلة قليلة خارجين عن النظام والقانون".
وتساءل قائلا:"هؤلاء المتطرفين من عناصر الإرهاب الذين يقتلون النفس المحرمة, أين هم من الإسلام تعاليمه السمحاء؟، فقتل النفس المحرمة وإخافة السبيل وإقلاق السكينة العامة وإعاقة التنمية والإضرار بمصالح الأمة وليس بمصالح الحاكم، وإنما هم يضرون بأعمالهم الإرهابية والإجرامية المحرمة شرعا وقانونا بمصالح الأمة, فقطاع الطرق الذين ينشرون ثقافة الكراهية والبغضاء والحقد بعيدون بأعمالهم الإجرامية تلك عن الإسلام، والإسلام منهم براء".
وأضاف" الإسلام دين المحبة والمودة والإخاء والرحمة، والإسلام لم يأتنا يوما من الأيام يعلمنا الإرهاب ولا قطع الطريق ولا إخافة السبيل بل نهانا عنها".
ولفت إلى أن تجار المخدرات هم من عناصر الإرهاب وقد أباح لهم السياسيون في تنظيم القاعدة الإرهابي أن يتاجروا بالمخدرات ابتداءا من أفغانستان وإلى أي مكان في العالم".
ومضى الرئيس قائلا :" على العلماء والفقهاء والخطباء توعية هذه الأمة بمخاطر هؤلاء الأشرار الذين يسفكون دماء الأبرياء ويقتلون النفس المحرمة بدم بارد وييتمون الأطفال ويرملون النساء ويزرعون الحزن في قلوب الآباء والأمهات والشيوخ على أبنائهم الذين يذهبون ضحية لهذه الأعمال الإجرامية والإرهابية التي يرتكبها هؤلاء المتطرفون الذين يدعون أنهم يجاهدون الكفر, فهل هذه الأمة الإسلامية التي يصل تعداد أبناءها إلى مليار ونصف مسلم أمة كافرة وجميع أبناءها كفار, ما عدى تلك الشرذمة وهؤلاء النفر الذين لا يصلون ولا يصومون ولا يقومون ولا يزكون ولا يحجون ولا يعتمرون ولكن يقومن بقطع الطرق قتل النفس المحرمة".
وأردف قائلا:" الحفاظ على أمن الوطن مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل أبناء الوطن وليس على الأجهزة الأمنية فحسب, فعلى كل مواطن أن يحافظ على أمن الوطن وأن يتحمل كامل المسؤولية في مواجهة ومحاربة تلك الشرذمة الإرهابية الخارجة على النظام والقانون والخارجة عن إجماع أمة محمد.
وحث العلماء والخطباء والمرشدين وكذلك جميع المواطنين أن يتحملوا مسؤوليتهم إلى جانب أجهزة الدولة في مواجهة الأفكار الضالة والمنحرفة لتك الشرذمة وإحباط مخططاتها الإرهابية.
وقال:"مثل هؤلاء قلة قليلة يقلقون السكينة العامة، فلماذا يتم تضخيمها؟".
ولفت الرئيس إلى أن الأعمال الإرهابية ألحقت أضرارا بالغة بالاقتصاد الوطني وأضرت بمصالح الوطن والمواطنين.
وتابع :"لماذا وجدت البطالة, تلك العناصر الإرهابية وأعمالها الإجرامية هي السبب في إخافة السبيل وإعاقة التنمية وأثرت سلبا على السياحة وعدم مجيئهم إلى اليمن وأقلقت المستثمرين الذين يقومون بإنشاء مشاريع إستراتيجية هامة، توفر فرص عمل لاستقطاب الشباب العاطلين عن العمل, كل هذه الأضرار سببها الأعمال الإرهابية التي نشرت الفوضى وجعلت الشباب العاطلين لايحصلون على الأعمال ".
وأهاب الرئيس بجميع أبناء الوطن وفي المقدمة الشباب بان يقفوا وقفة رجل واحد في مواجهة هذا التحدي الإرهابي الذي تتبناه تلك الشرذمة.
وقال:" نستطيع أن نقول أن هذه العناصر بما ترتكبه من أعمال إرهابية وإجرامية خارجة عن الدين الإسلامي الحنيف ولا لها علاقة بالإسلام وبقيمه السمحاء ومبادئه السامية, وإنما يتلبسون قميص الدين الإسلامي والدين الإسلامي براء من هذه الشرذمة ومن هذه العناصر الباغية وعلينا جميعا ن نحاربهم لأنهم يحاربون الله والدين والوطن ويعيقون التنمية".
وأضاف" هؤلاء الأشرار جهلة لا يفقهون في الإسلام شيء ويتجارون بالمخدرات ويتعاطون المخدرات ويقومون بقتل النفس المحرمة وقطع الطرق والاعتداء على مراكز الشرطة والنقاط العسكرية والأمنية ومؤسسات الدولة والأجانب والمقيمين في اليمن".
وأستطرد قائلا :" لقد تحول الإرهابيون الآن إلى استهداف الأجهزة الأمنية وهي نفس الآلية ونفس الحركة التي تتتبع في أفغانستان وفي العراق ولكنهم لن يفلحوا أمام صمود شعبنا، فشعبنا صمد في عدة محطات في معركة السبعين يوما وأفشل مخطط أذناب الإمامة الذين كانوا يحلمون بعودتها ليحكمون اليمن بعد قيام ثورة الـ 26 من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر، فقد صمد شعبنا وافشل هذا المخطط وكذلك عندما انتشرت الفوضى الماركسية الشيوعية في مناطق جنوب اليمن وفي المناطق الوسطى, صمد شعبنا وأفشل هذا المخطط وهذه من نعم الله تعالى علينا ".
وأردف " وكذلك الحال عندما تحرك الانفصاليون في 93 و 94 في محاولة للعودة بالوطن إلى ماقبل 22 مايو ووقف الشعب وقفة رجل واحد وافشل هذا المخطط وهذا من نعم الله أيضا، وعندما أُشعلت فتنة صعدة وقف شعبنا وجيشه البطل والقادة والسياسيين المخلصين وافشلوا مخطط ما يسمى بعودة الإمامة من محافظة صعدة، فهذه مخططات أفشلها الشعب من خلال وعي الشعب وتعلمه وبفضل العلماء والشباب المخلصين الواعين.
وقال رئيس الجمهورية :" تظل المحطة الأخيرة وهي أسوأ المحطات، محطة تنظيم القاعدة الذي يقوم بإرهاب عامة الناس، وعلى شعبنا في كل المحافظات، في حضرموت وشبوة وابين ومارب وبقية المحافظات إفشال هذا المخطط، وعلى المواطنين أن يقفوا إلى جانب مؤسسات الدولة، فهؤلاء الإرهابيون لا يضرون النظام السياسي وإنما يضرون بمصالح الوطن والمواطنين ".
وتابع:" أما الذين يتفرجون من بعيد ويبدون ارتياحهم وابتساماتهم على كل أعمال الإرهاب فأولئك هم فاشلون كما هؤلاء الإرهابيون فاشلون ولن يصلوا إلى مقاصدهم لان نواياهم سيئة ضد الوطن".
ومضى قائلا:" والذي يريد أن يكون منتميا إلى هذا الوطن عليه أن يتنازل ويقدم خدمات للوطن ويكون عند حسن ضن هذا الشعب وألا يضر بالوطن وبالاقتصاد الوطني ويبتعد عن ثقافة الكراهية والحقد و يسعى إلى تعزيز الألفة والمحبة والإخاء بين أبناء الوطن الواحد".
وأردف :" من نعم الله سبحانه وتعالى علينا, أنه لا توجد لدينا ديانات ولا أقليات، فديننا واحد ونحن أمة مسلمة على كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهذه من نعمه سبحانه, لكن الفاشلون في السياسة يسعون إلى إيجاد بذور للفرقة والشتات من خلال نشر النعرات المناطقية والقروية والعشائرية, وهؤلاء الجهلة لم يدخلوا مدرسة السياسة الوطنية وإنما مدرسة سياسة المصالح وإشباع الرغبات والأنانية".
واختتم الرئيس كلمته قائلا:"نهنئ الخريجين ونشكر كل من قاموا بهذا الواجب العظيم من أصحاب الفضيلة العلماء والخطباء والمرشدين وخواتم مباركة على الجميع وكل عام والجميع بخير".
كما ألقى خطيب جامع السيدة زينب بمحافظة عدن خالد سعيد محمد كلمة عن المشاركين في الدورة الأولى لخطباء المساجد أعرب فيها عن الشكر والتقدير لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لحضوره حفل تكريم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم وحفل اختتام الدورة التدريبية لـخطباء المساجد.. منوهاً بما تضمنته الدورة التدريبية من محاضرات وأمسيات تعرف من خلالها الخطباء على أهمية الاعتدال والوسطية في مضمون الخطاب الديني بما يعزز قيم المحبة والتسامح والإخاء في وسط المجتمع ونبذ ثقافة العنف والكراهية والتطرف بكل أشكاله.
وأكد أن المشاركين سيعملون جاهدين على تجسيد ماتلقوه من معارف على صعيد الواقع العملي بعيداً عن التعصب والاختلاف وبما يوحد الأمة ولا يفرقها ويعزز قيم الولاء الوطني وطاعة الله ورسوله وولي الأمر.
بعد ذلك قام الرئيس بتوزيع الجوائز التقديرية على الفائزين بالمراكز الأولى في مسابقة حفظ القران الكريم وهم محمد علي الشوكاني ، عمر احمد سعيد ، محمد علي عبد الرب اليافعي ،عمار احمد الوصابي ، عادل محمد شكيلة ، نورا احمد الصباحي ،عبدالرحمن محمد قطني، عائشة يحيى العوامي.
كما جرى توزيع شهادات تقديرية للإخوة الخطباء المشاركين في الدورة الأولى لخطباء المساجد.
حضر الحفل وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار وعدد من الاخوة الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء ورئيس الهيئة الوطنية للتوعية طارق محمد عبدالله صالح .
هذا وقد صدر عن المشاركين في الدورة الأولى لخطباء المساجد توصيات دعوا فيها أطياف العمل السياسي وجميع أبناء اليمن إلى ضرورة الالتزام بالحوار الجاد الذي يوصل إلى حل المشاكل والاختلالات تحت سقف الوحدة والجمهورية والديمقراطية، وطاعة ولي الأمر في غير معصية الله تعالى.
كما دعوا كافة أبناء الشعب اليمني إلى رَصِّ الصفوف وجمع الكلمة ونبذ كل أشكال الفرقة والتطرف والعنف والاحتكام إلى المرجعية الشرعية المتمثلة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والوقوف صفا واحدا في وجه المعتدين على الممتلكات العامة، وقطع الطريق، وترويع الآمنين).
وحثوا جميع الخطباء والمرشدين وأصحاب الكلمة على القيام بواجبهم الشرعي في توعية كافة فئات المجتمع اليمني بضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار، والبعد عن قتل النفس التي حرمها الله من المسلمين والمعاهدين والذميين والمستأمنين.
وأوصى المشاركون في الدورة الأولى لخطباء المساجد الحكومة بإيجاد آلية توعوية بضرورة الالتزام بالدستور والقوانين النافذة والحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية بالإضافة إلى وضع حلول ناجعة وفاعلة لمواجهة المشكلات المعيشية للناس، بما يخفف من غلاء الأسعار ويحسن من معيشتهم.
كما أوصوا جهات الاختصاص بضرورة إصلاح مناهج التعليم بما يؤدي إلى تحسين المخرجات التعليمية ومنع الاختلاط، والقضاء على الأمية، وتعريف الأجيال بأهمية الوحدة الوطنية، وتحصينهم من الأفكار المنحرفة والمشبوهة، وضرورة الإشراف على جميع المدارس والمراكز العلمية، والمعاهد الأجنبية، وعدم خروجها عن الثوابت الدينية والوطنية.
وأكدوا أن الفساد يعد من أبرز المخاطر المحدقة بالبلاد حيث يتخذه المغرضون ذريعة للتحريض وبث السموم التي تمزق النسيج المجتمعي، وهو ما يتطلب تعزيز دور الهيئة العليا لمكافحة الفساد في القيام بدورها المنشود في هذا الشأن.
كما أكدوا ضرورة الاهتمام بالمرأة وفق منهجية شرعية شاملة تُعَرِّف المرأة بدورها الريادي الذي يجعلها شريكةً في البناء والتنمية، مشيدين بدور الهيئة الوطنية للتوعية التي أسهمت بإمداد الخطيب بالكثير من المعارف والمهارات المتجددة وأوقفته على خطورة موقعه ومدى تأثيره وأهمية دوره في تشكيل وعي المجتمع، ودلالته على الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وفق منهج الوسطية والاعتدال.
سبأ |