لحج نيوز/طهران -
قال مصدر مسؤول في الحكومة الإيرانية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن بلاده تضع مفاعل ديمونة الإسرائيلي على رأس الأهداف المرشحة للقصف بالصواريخ الإيرانية في حال تعرضها لضربة إسرائيلية أو أميركية، وقال في رده على أسئلة بشأن الطريقة التي تنظر بها طهران للتهديدات بشن هجوم عسكري على منشآتها النووية والعسكرية: «نحن ننظر لهذه التهديدات ضد الجمهورية الإسلامية على أن احتمال تنفيذها ضعيف للغاية»، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في «حالة من الضعف» لا تؤهلهما لشن حرب جديدة على إيران.
وتابع المصدر، وهو وثيق الصلة بعمل حكومة بلاده في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن «طهران تعلم أن إسرائيل ومن ورائها أميركا يريدان استهداف إيران، لكننا نعرف أنهما يملكان حقا خيار شن الحرب بينما لا يملكان خيار إنهائها.. هذه نقطة ضعف أميركا وإسرائيل، ونعرف أنه لا حل لها، بسبب أهمية منطقة الخليج ومشكلات أميركا في العراق وأفغانستان، وصغر حجم الكيان الصهيوني (إسرائيل، جغرافيا)».
وقال المصدر المسؤول الذي طلب عدم تسميته لأنه غير مخول له التصريح لوسائل الإعلام، إن المنشآت الحيوية في إسرائيل ستتعرض للقصف، وعلى رأس هذه المنشآت مفاعل ديمونة.. «إسرائيل وأميركا، تريدان شن الحرب على إيران، لكن نحن نعلم أن خيارات الرد الإيراني متعددة»، مشيرا إلى أن استراتيجية بلاده «في الرد على العدوان»، سوف «تطال كل ما يؤثر في العدو بغض النظر عن بعده أو قربه من الأراضي الإيرانية».
واستمرارا للهجة العدائية ضد دول الخليج التي يستخدمها بعض المسؤولين الإيرانيين، أعرب المصدر عن اعتقاد بلاده «بوجود حالة من الرضا لدى غالبية دول الخليج لحالة اللاحرب واللاسلم بين طهران والدول الغربية».. وأضاف: «ندرك أن معظم دول الخليج لا تريد وقوع هجوم إسرائيلي أو أميركي على إيران، لأن هذا سوف يتسبب في تعرضها لخسائر كبيرة من كافة النواحي، مشيرا الى امكانية حدوث تغييرات سياسية، ولذلك نحن متأكدون من أنهم يقفون بقوة ضد قيام حرب على إيران».
وعما قاله عن أن بعض الدول ليست مع وجود حالة سلام في الخليج، أوضح المصدر الإيراني: «إنهم يتخوفون من أي تفاهم بين إيران وأميركا.. لو افترضنا أن إيران تفاهمت مع أميركا وتم حل المشكلات بينهما، فإن غالبية دول الخليج تعلم أنها ستكون هي الخاسر من وراء مثل هذه الخطوة.. ولذلك نحن في إيران نعلم أن البعض في الخليج يقف ضد حل الخلافات بيننا وبين أميركا، لأن هذا أيضا خسارة لهم مثله مثل الحرب».
وحول ما إذا كانت بلاده التي لا تعترف بإسرائيل، يمكن أن تصل لتفاهم معها مستقبلا ضمن تعاون إيراني أميركي، قال: «نحن أولا لا نعترف بالكيان الصهيوني. ولدينا اعتقاد بأن أميركا تبحث في المنطقة عن شريك قوي لها كبديل في المستقبل عن الاعتماد على إسرائيل.. نحن في إيران لدينا رؤية بأن أميركا والدول الغربية أصبحت ترى في إسرائيل عبئا عليها غير قادر على الإسهام في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط».
ومضى المصدر الإيراني يقول، إنه على هذا الأساس، تسعى بلاده لزيادة الوجود القوي لها في الشام، مع التراجع المتوقع للنفوذ الإسرائيلي في المنطقة، خاصة بعد أن دخلت بلاده النادي النووي الدولي، مشيرا إلى أن هذا الدور سيتضاعف في السنوات الخمس المقبلة، من خلال رفع مستوى التعاون مع سورية ولبنان على المستويات العسكرية والأمنية والسياسية والثقافية والإعلامية وغيرها.
وفي غضون ذلك، قال وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي أمس إن قضية المواطنين الأميركيين الثلاثة المعتقلين في إيران ستغلق قريبا.
وصرح مصلحي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا): «تقترب التحقيقات في قضية الأميركيين الثلاثة من نهايتها وسيتم النطق بالحكم قريبا».
وكانت السلطات الإيرانية ألقت القبض على سارة شورد وجوش فاتال وشين باور عندما عبروا منطقة حدودية لا توجد بها علامات، إلى داخل إيران خلال نزهة في منطقة كردستان العراق، وذلك حسبما تردد في هذا الصدد.
وسمح لأمهات الأميركيين الثلاثة بزيارتهم للمرة الأولى في مايو (أيار) الماضي. ورغم الآمال، لم يتم الإفراج عنهم لأسباب إنسانية.
ورفضت طهران في وقت سابق الشهر الحالي دعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما للإفراج عن الأميركيين الثلاثة، وقالت إن أوباما لن يكون له أي دور في العملية القانونية وإن جهوده من أجل الإفراج عنهم سيكون مصيرها الفشل.
ووجهت للأميركيين الثلاثة اتهامات بالتجسس، ولكن وزارة الخارجية الإيرانية قالت إن الاتهام الرئيسي ضدهم هو دخول إيران بطريقة غير مشروعة ولم يتم التأكيد بشكل كامل على الاتهامات الخاصة بالتجسس ولكن التحقيق فيها ما زال قائما. |