لحج نيوز/بقلم:نصر طه مصطفى -
نشر موقع (مأرب برس) قبل أكثر من عشرة أيام حواراً مع يحيى الحوثي المتحدث باسم المتمردين في الخارج تناولني فيه بالتجريح الشخصي... وبدون الخوض في أي مقدمات أوجه ابتداء تحية واجبة لموقع (مأرب برس) وأقول أنه أثبت مكانة متقدمة في العمل الإخباري الإلكتروني وفرض نفسه كأحد أهم المواقع اليمنية موضوعية واتزانا وحرصا على دقة وصحة الخبر. وتعقيبا على ما ورد بشأني في الحوار مع الأخ يحيى الحوثي فأود التوضيح أن هذه ليست المرة الأولى التي يسيء لي فيها بحديث ذي طابع عنصري فهو قد سبق أن ردده من خلال إذاعة طهران وقناة (الجزيرة مباشر) أثناء الحرب الخامسة وليس فيه أي جديد ولم أرد عليه في حينها وقد تكرم مسئولو القناة حينها بالاتصال بي والاعتذار مشكورين، وإذا كان الحوثي يعتبر أن كلامه عن أصولي التركية إساءة لي فهو في الحقيقة يسيء لنفسه وليس لي أنا، فكون أنه ليس في ذلك أي عيب من حيث المبدأ فأنا أيضا لست ممن يشعر بالخجل من أصوله التركية لأن هذا أمر لا ينتقص من قدري ولا يطعن في ولائي ولا يؤثر في وطنيتي وحبي لبلدي اليمن الذي ولدنا ونشأنا وترعرعنا في أرضه وتحت سمائه جميعنا كيمنيين أيا كانت أصولنا ودياناتنا، فالله سبحانه وتعالى خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا وليس ليتفاخروا على بعضهم بالأنساب، كما أنه جعل أكرمهم عنده – عز وجل – أتقاهم وليس من كان أصله كذا أو من كان فصله كذا، ناهيكم عن أني ممن يؤمنون بالمنطلق الشرعي الذي يجعل المسئولية عند الله مناطة بالفرد ذاته وليس بحسبه ونسبه، فلا يعيب الفرد إلا ما يقترفه هو من السيئات... وكلنا يعرف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته الزهراء رضي الله عنها الذي نبهها فيه إلى أنه لن يغني عنها وعن جميع أهله من الله شيئاً.. إلخ الحديث المعروف.
الأمر الآخر الذي لم يدركه هذا المتعصب هو أن معايرتي بأصولي العرقية هو في الوقت ذاته معايرة لمئات من العائلات اليمنية ذات الأصول التركية التي استقرت في اليمن منذ مئات السنين واندمجت في هذا المجتمع حياة ومصاهرة وولاء ووطنية ونضالا وكفاحا ومسئولية ونهضة وعاشت معه الحلوة والمرة وأصبحت جزءا لا يتجزأ من نسيجه الاجتماعي فلا المجتمع تعالى عليها ولا هي تعالت عليه بل أصبح الجميع جسدا واحدا وروحا واحدة وهوية واحدة إلا عند هذا (الحوثي المثير للشفقة) وأمثاله من المتعصبين، تماما كما عاشت واندمجت أمثالها في مختلف المجتمعات العربية مؤمنة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بأن (العربية اللسان)... وعلى كل حال فمن المؤسف أن يكون في مجتمعنا من لازال يؤمن بمثل هذه الأفكار ويرددها في حين نرى أن الشعب الأمريكي انتخب اليوم لقيادته رئيسا من أب كيني مسلم!
الشيء المهم الذي جعلني أرد على الحوثي هذه المرة هو دعواه في حواره لموقع "مأرب برس" بأني قلت انهم (فرس) دون أن يحدد بالطبع متى وأين قلت أو نشرت مثل هذا الكلام، وذلك لأكشف للجميع حجم الكذب الذي يمارسه هو وأمثاله من الإماميين عبر مثل هذه الشائعات الكاذبة التي يطلقونها ويدلسون بها على الناس... ولأني أعلم أنه لم يصدر عني مثل هذا القول لا تصريحا ولا تلميحا في كل ما كتبته فها أنا ذا أتحداه وأي أحد على شاكلته أن يثبت دعواه... ولأني أعلم كذلك أنه سيتعذر لعجزه عن إثبات دعواه بسبب غيابه في الخارج فها أنا أطلب من أعوانه في الداخل أن يعينوه ويثبتوا دعوى صاحبهم، خاصة وأن جميع ما كتبته منشور منذ بدأت العمل الصحفي، والحقيقة أنه ليس لي غرض من هذا سوى أن يتأكد الجميع بأن الحوثي ليس أكثر من دعي كذاب، وليس ذلك بجديد أو غريب فإن من يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليثبت عنصريته واستعلاءه وأحقيته في الحكم وأفضليته السلالية على بقية خلق الله لن يتردد في الكذب على جميع الناس والافتراء عليهم وتقويلهم ما لم يقولوه.
على كل حال فإن أهم ما ينبغي أن أختم به هذه السطور هو التأكيد الصريح والواضح لإخواننا الهاشميين من أتباع المذهب الهادوي ألا يقعوا فريسة لأمثال هؤلاء المتمردين الذين لا هدف لهم ولا غرض سوى التدمير، وأن يتذكروا دوما أننا جميعا أبناء هذا الوطن العظيم الذي اشتركنا جميعا في بنائه هو بيتنا الذي نستظل بظله وأن وحدتنا وتآخينا وحبنا له هي القيم التي ستحافظ عليه، وأن المتمرد المتعصب العنصري أيا كان أصله وفصله ومذهبه فإنه لا يمثل إلا نفسه، ولذا لا تسمحوا لأحد أن يجركم إلى الفتنة أو التباكي باسمكم فأنتم منه براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
|