لحج نيوز - رحب السيد توفيق جابر  سفير الجمهورية التونسية بالجمهورية اليمنية في الحفل الذي اقيم صباح اليوم السبت بمقر السفارة في العاصمة صنعاء وذلك بمناسبة عرض الفيلم  التونسي " الهائمون " للمخرج التونسي الناصر الخمير والذي

السبت, 10-أكتوبر-2009
لحج نيوز/خاص -
رحب السيد توفيق جابر سفير الجمهورية التونسية بالجمهورية اليمنية في الحفل الذي اقيم صباح اليومالسبت بمقر السفارة في العاصمة صنعاء وذلك بمناسبة عرض الفيلم التونسي " الهائمون " للمخرج التونسي الناصر الخمير والذي تحصل على عدة جوائز دولية.
قال في مستهل كلمته لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر إلى معالي وزير الثقافة الذي أتاح لنا مجددا هذه الفرصة لتعزيز المزيد من التعاون الثقافي التونسي اليمني، وكذلك للسيد مدير المركز ولكل العاملين به على حسن تعاونهم.

واضاف في نبذة تعريفية عن القصة التي يتحدث عنها فيلم" الهائمون" بقوله تحكي تروي مشاهد الفيلم عن الزمن والحنين والرغبات المستحيلة. وأناسه الضائعون فى الصحراء. وعن الحضارة التي انتشرت وامتدت ولكنها اليوم ضمرت وتكاد تضيق عليها الرمال وتحجبها،
المشاهد لأناس يعيشون فى مدينة لها ملامح أندلسية، منقطعين عن العالم، يعانون من صعوبة الانتقال من ماض لم يعرفوا كيف يدافعون عنه ويتطلعون إلى مستقبل مجهول. كأن اللعنة حلت عليهم ، أو كأنهم أمام أفق مسدود.

الهائمون قطعة من الفن الصافي، من سينما تبحث عن ذاتها و تجد شكلها و أسلوب سردها و تعابيرها و إيقاعها في تراث صاحبها و جذوره الثقافية.

والناصر خمير ، هذا الرسام الروائي هو أيضا قصاص ( حكواتي ) قبل أن يكون سينمائيا. وهو لا يروي قصة في فيلمه، وإنما يحكي حكاية عن شيء وعن كل شيء. والحكاية هي حكايات تنسج نفسها وتتوسع وتتبعثر. ففي الهائمون ليس ثمة رواية تبدأ وتبحث عن عقدتها ثم تجد نهايتها، وإنما هناك حكاية مثل ألف ليلة و ليلة يرويها المخرج كما كانت تروي شهرزاد حكاياتها ، وهو مثلها لا يحرم نفسه من متعة السفر في الزمان وفي المخيلة، ومن التنقل بين السحر والحقيقة، بين الذاكرة والحلم، بين الماضي والحاضر، كما يتنقل الشاعر في قصيدته من بيت إلى آخر أو الموسيقي بين جملة موسيقية وأخرى. فالهائمون قصيدة أو قطعة موسيقية صافية ومتكاملة. والسرد في الهائمون مبعثر، وهو في تراكمه يجد انسجامه وتناغمه، يعطي العيون حق الكلام، وهل تجد العيون أفضل من السينما لتقول، فتعبر بالنظرات و الأقوال.

تتجول كاميرا الناصر خمير في القرية الضائعة بين الرمال، التي تبدو كأنها مهجورة كأنها بقايا حضارة مندثرة. ودون إلحاح تتوقف عند تفاصيل المكان، في فظاءاته الداخلية والخارجية، في الأزقة والبيوت العتيقة والغرف والجدران العارية. وهي إذ تبدو أنها تتجول في المكان، فإنها في الحقيقة تسافر في الزمن.


وهي في حركتها كأنها لا تتحرك، لأنها بالذات لا تتحرك بافتعال. وإذ تلاحق الصبية الذين يكتشفون في الكبار عالما يسخرون منه، وتحوم حولهم وتقترب منهم، فإنها تنظر من بعيد إلى الهائمين على وجوههم وهم يجوبون الصحراء كخيالات ذاكرة تنبعث منها أصوات غريبة كأنها قادمة من عمق التاريخ. وكاميرا الناصر خمير، الغير مسرفة في حركاتها والغنية في دقتها، لا تحدق بإصرار وإن كانت تسترسل أحيانا وتستطرد أحيانا أخرى وتكرر في بعض الأحيان. فالاسترسال والاستطراد والتكرار من فنون الأدب الذي ينهل منه المخرج وخصوصا الأدب الروائي الشفهي الذي تعلمه الناصر خمير من جدته ومن الحكواتيين وأجاده مثلهم وأكثر.

ويستمد الفيلم إيقاعه من إيقاع زمن الصحراء، من مفهوم آخر للزمن، تماما كما يستمد ألوانه من ألوان الصحراء ومن حس جمالي وتشكيلي، يجعل منه لوحة كبيرة رائعة أو قل منمنمة هي في حد ذاتها متعة بصرية.

الفيلم لوحة تشكيلية فائقة الجمال على مستوى الصورة والصوت واللون والتكوين والإيقاع، ومن البناء الأسطوري المدهش.

لقد استطاع الفيلم بأجوائه وحكايته وبقدرة مخرجه على بناء هيكل سينمائى متماسك ومتميز يعتمد على مجموعة من الرموز شديدة الخصوصية، أن يستقطب إعجاب الجمهور حين أعاد إليه سحر الأسطورة والحكايات العربية القديمة فى مشاهد ولقطات سينمائية بالغة الروعة ومن خلال تصوير عالم خاص".


لقد اعتمد المخرج على مجموعة من الرموز شديدة الخصوصية. من هم الهائمون الذين يبدأ فيلمهم وينتهي ب: يا لا قومي ضيعوني و رأوا قتلي مباح.
حضر الحفل الدكتور ابو بكر المفلحي وزير الثقافة وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في اليمن وجمع غفير من الشخصيات الاجتماعية اليمنية والعربية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-805.htm