لحج نيوز/حوار:عبدالله هُـربي -
بدأ طفلاً صغيراً .. الطفل المعجزة كما أسماه الفنان الكبير أحمد قاسم .. (طفل الغد ) الذي (أحب الورد ) و لحّن ( عصافير قلبه ) أصبح اليوم ملك العود … نال جوائز اللحن المميز وأوسكار الفيديو كليب و دروع وأوسمة وميداليات و شهادات من عدة بلدان و اختير عضواً في لجان تحكيم مهرجانات عربية في عمان وبيروت و القاهرة و الاسكندرية ..
أحمد فتحي .. ابن الحديدة التي غادرها إلى القاهرة لاستكمال تعليمه بالمعهد العالي للموسيقى العربية .. فأغوته أم الدنيا واستقر فيها .. غادر الحديدة لكنها لم تغادره.. يغيب عنها فترات فتشتاق إليه و تناديه ( حبيبي تعالى ) فيجيبها ( أنا لك ) ..
وقف شامخاً في مسرح دار الأوبرا المصرية و مركز كنيدي وقاعة الملكة إليزابيث .. ومهرجانات وحفلات نجران و الجنادرية ودبي و تطوان و دمشق وبيروت وعمان والدوحة و طوكيو وباريس وأسبانيا .. حتى لقّب بـ ” نجم المهرجانات العالمية “..
غنى لـ ( ليالي سبأ) و ( دم الشهيد ) و ( المعاناة ) و ( أطفال العالم ) ألّف مقطوعات موسيقية على عوده لـ ( الحب و السلام ) و ( عدن ) و ( بلقيس ) و ( أروى ) ..
مسيرة حافلة لسفير الأغنية اليمنية أحمد فتحي تمتد إلى ثلاثين عاماً .. يصعب اختصارها أو الحديث عنها في حيز صغير أو حوار قصير ..
أحمد فتحي في حديث ـ لأول مرة ـ مع موقع الحديدة عروس السواحل .. ويتناول فيه (آخر الأخبار ) و ما يشغل خاطره هذه الأيام فإلى نص الحوار :
تقدمت للبرلمان لحذف اسمي من تقرير الأراضي
- ما آخر التطورات في موضوع إدراج اسمك في قائمة ناهبي الأراضي في الحديدة .. وما الإجراءات التي اتخذتها في هذا الشأن خاصة وأنك تواصلت مع النائب العجي و طرحت عليه الوثائق التي تؤكد ملكيتك للأرض قبل نشر التقرير ، لكن اسمك لم يحذف ..
ج : تم اتخاذ إجراءات قانونية و التقدم رسميا للبرلمان اليمنى بطلب لحذف الاسم من القائمة مع تقديم الوثائق الرسمية التي تثبت ملكيتي القانونية لأرضى بقرية عرج بالحديدة و هي وثائق موثقة من وزارة العدل اليمنية و من محكمة باجل و هي المحكمة التي تتبع لها الحديدة بالإضافة إلى أن الشهود على هذه العقود موجودون و هم الشاعر الكبير صديق العمر الأستاذ / محمود الحاج و الشاعر الصديق / عبد الهادى الخضر و الموضوع أخذ الشكل القانوني العملي لتوضيح الصورة بالأدلة و الوثائق..
مشروع جمع التراث مشروع قومي
ـ تم اختيارك من قبل القرية الذكية ومكتبة الإسكندرية ممثلا لليمن في تجميع التراث الموسيقي اليمني ضمن مشروع جمع التراث الموسيقي في الدول العربية .. فإلى أين وصلت في هذا العمل ؟ وهل لك تواصل مع الداخل في هذا الموضوع ؟
ج : المشروع تحت مظلة اليونيسكو و جامعة الدول العربية -أيضا – و هو مشروع يشمل جمع تراث العالم العربي كله تحت اسم ( ذاكرة العالم العربي ) .. و قد قمت بالمساهمة بأبحاثي العلمية التي احتوتها رسالتي للماجستير ، عن دور آلة العود في مصاحبة الغناء اليمنى عبر العصور .. و كذلك لى أبحاث أثبت فيها حق اليمن التاريخي في تراثه الموسيقى الذي يحاول اليهود أن ينشروا -في العالم – أنه تراث يهودي .. و كذلك أثبت بأبحاث علمية كنت قد اشتركت بها -من سنوات – في مؤتمر علمي بكلية التربية الموسيقية بمصر – أن موسيقى الريجى العالمية ، مأخوذة من الإيقاع الكوكبانى اليمنى (نسبة لمدينة كوكبان ) .. و أن موسيقى الفلامنكو الشهيرة ، مأخوذة عن المطولات اليمنية
و بالنسبة لمشروع جمع التراث ، هو مشروع قومي لا أستطيع بمفردي العمل فيه لأنه يخص التراث الموسيقى اليمنى جنوبا و شمالا ..الموسيقى و الغناء في عدن و صنعاء و حضرموت و كل شبر في بلاد اليمن جنوبا و شمالا .. كل صغيرة و كبيرة يجب أن تسجل من أسماء فنانين و أعمالهم و نوت موسيقية و آلات و مقامات و أغان و أناشيد .. إلخ ..و قد قمت بمخاطبة المسئولين لتفعيل هذا المشروع و تشكيل إدارة وفريق عمل لتوثيق التراث اليمنى و حفظه و تأكيدا على أهمية الفن اليمنى و تأثيره عربيا و عالميا .. و إن شاء الله – تكلل جهودنا بالنجاح
موسيقانا أثرت في موسيقات عالمية
ـ يرى المراقبون للمشهد الغنائي في اليمن أنه بحاجة إلى وقفة جادة في المسألة الثقافية الموسيقية اليمنية والبحث العلمي الجاد في هذا الجانب فما تعليقك ؟ وما الذي يمكن أن تضيفه هذه الدراسات من وجهة نظرك ؟
ج : الدراسات العلمية الجادة للتراث اليمنى – أولا تبرز قيمة الفن اليمنى و روعته و تلفت الأنظار إلى أن الموسيقى اليمنية قد أثرت في موسيقات عالمية مثل الريجى و الفلامنكو – كما سبق و أن قلت .. كذلك التوثيق و الأرشفة -هامة جدا لحفظ التراث من الضياع و حفظ الحقوق فلا ينسب التراث اليمنى لمناطق أخرى .. و لن يتأتى هذا إلا بالتدوين العلمي .
ـ قسم التربية الموسيقية بكلية الفنون الجميلة جامعة الحديدة .. طفل ما إن بدأ خطواته الأولى حتى تعثر بسبب الإمكانيات وهناك دعوات لإغلاقه ، ما الذي يمكن أن يقدمه الفنان أحمد فتحي لهذا الوليد في الحديدة ، وهل عُرض عليك التدريس فيه ؟
ج: كما تعلم – أنا قد عملت بالتدريس في معهد الموسيقى العربية بأكاديمية الفنون بالقاهرة ، لعدة سنوات ، قبل التفرغ للتأليف الموسيقى و التلحين و الغناء و الاشتراك في المهرجانات .. و لكن بالنسبة لليمن ـ لا لم يعرض على التدريس بها .. و لكنني قمت منذ عدة سنوات بوضع تصور لمعهد موسيقى في صنعاء – بناء على تكليف من الدولة – و قمت بإهداء المشروع بمجموعة من النوت الموسيقية ، و لكن المشروع توقف
الأغنية اليمنية مصدر ملهم للألحان العربية
ـ يرجع البعض عدم انتشار الأغنية اليمنية أو الفنان اليمني عربياً ، باستثناء عدد محدود منهم ، إلى اعتمادهم على آلة العود فقط .. برأيك ما الأسباب التي تقف وراء غياب الفنان اليمني عربياً ؟
ج : في الحقيقة هذا الكلام ينطبق على أي فنان يبقى بالداخل ، سواء فى اليمن أو في أي دولة أخرى ، لأنه من الطبيعي أن الفنان عندما يذهب لمناطق أخرى فإن فرصته في الظهور الإعلامي تكون أكبر ، و إن كانت الفضائيات – قد حلت هذه المشكلة ، حيث إنها تنشر الفنون عبر السموات المفتوحة بسرعة أكبر من الماضي ، بدليل أن هناك فنانين قد عرفوا دون مغادرة بلادهم .. و الفنان اليمنى يحمل قدرا كبيرا من التميز و قادر على الوصول للجماهير ، لما تتمتع به الجمل اللحنية و الموسيقى اليمنية من جمال و جاذبية … و الأغنية اليمنية لا تعتمد على آلة العود فقط – فالتوزيع الموسيقى لأي أغنية يتم حسب ما يتطلبه اللحن من آلات متنوعة .. و إن كان للعود دور كبير لما له من تأثير في الوجدان بنغماته الشجية التي تجذب الأذن – و ليس العكس.. و في النهاية أقول : إن الأغنية اليمنية لم تغب يوما عن الساحة العربية بل – هى – كما قلت – كانت مصدرا ملهما لكثير من الألحان فى المنطقة العربية
تفضيل الكلمات المغناة على الموسيقى البحتة
ـ قلت في أحد أحاديثك الصحفية إن المهرجانات الدولية تعطيك مساحة أكبر لتقديم المؤلفات الموسيقية والعزف المنفرد على العود .. فهل هذا يعني أن الجمهور العربي في الداخل لا يقبل على حفلات العزف المنفرد ويميل إلى الحفلات الغنائية ؟
ج : لا بالقطع ، الجمهور العربي ذواق لعزف العود و حفلاتي بدار الأوبرا المصرية و مركز الإسكندرية للإبداع و معهد الموسيقى العربية و مسرح الجمهورية و وكالة الغوري بمصر و كذلك حفلاتي في اليمن ، كان تشهدا إقبالا جماهيريا كبيرا .. و لكن لا شك – أن المهرجانات الدولية يكون الاهتمام فيها أكبر بالتأليف الموسيقى .. و أنا كمؤلف موسيقى تستهوينى فكرة التجديد ..دائما .. و هذا ما فعلته عندما قدمت لأول مرة في تاريخ الموسيقى العالمية ، أول مؤلف موسيقى يجمع الفلوت الغربي مع العود الشرقي و هو مقطوعة (الحب و السلام ( التي ترمز للحوار بين الثقافات و تم عزفها لأول مرة فى مركز كنيدى للفنون بولاية نيوواشنطن بأمريكا و بحضور مندوب رسمي من البيت الأبيض الأمريكي .. و بعدها أرسل لى مركز كنيدي خطاب شكر و صفوا فيه الحفل بأنه قد أسهم فى إنجاح مهرجان (أرابسك ) الذى أشتركت به فى 13 مارس 2009 … و هكذا تكون المهرجانات الدولية فرصة أكبر لتقديم المؤلفات الموسيقية ، لأننا فى العالم العربية ، ما زلنا نفضل الكلمات المغناة على الموسيقى البحتة .
آخر الأخبار عروبي
ـ حقق ألبومك الأخير ( آخر الأخبار ) إقبالاً ونجاحاً كبيرين ، و اعتمدت فيه على عناصر تطويرية حديثة و عزا البعض هذا النجاح إلى هذا الأمر إضافة إلى غنائك باللهجتين المصرية و الخليجية .. فهل لك أن تحدثنا عن هذا الألبوم و التغيير الذي أحدثته .. وهل هو تغيير مخطط له ، وهل ستستمر على هذا النهج ؟
ج : سبق و أن وصفت هذا الألبوم بأنه (عروبى ) فقد جمع أغنيات خليجية و يمنية و مصرية و مغربية – كذلك ..وجمعت فيه بين التراث كما فى أغنية (جوج بنات ) المغربية و الغناء الخفيف كما في أغنية (قال إيه ) باللهجة المصرية.. و موسيقى الريجى كما في أغنية (جرب تيجى ) ..حتى التوزيع لكل أغنية كان به تحديثا و مراعاة لمختلف الأذواق .. و بالطبع سيكون الاتجاه لما هو أحدث و لما هو مختلف هو هدفى فيما بعد.
ـ سفير الأغنية اليمنية ، ملك العود ، نجم المهرجانات العالمية، نجم التكريمات ألقاب أطلقت على الفنان أحمد فتحي .. ما الذي تعنيه هذه الألقاب لك كفنان ؟؟
ج : تعنى المزيد من الإجتهاد و التتجديد و الإحساس بالمسئولية
ـ ما الجديد الذي يحضره الفنان أحمد فتحي ؟؟
ج: التحضير للمشاركة في مهرجان موازيين بالمغرب 22 مايو 2010 و بعدها لإحياء اليوم الثقافي اليمنى بمدينة كاليجرى بكندا 11 يونيو 2010 و فى يوليو 2010 هناك حفل كبير بباريس أقدم فيه (الحب و السلام ) بمصاحبة أوركسترا كامل لأول مرة … و يوم الاثنين 3 مايو 2010 ، أحيي اليوم الثقافي اليمنى الذي تنظمه سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة
اليمن تسكنني و تراثنا ثري
ـ كلمة أخيرة توجهها لجمهورك من خلال موقع الحديدة ؟؟
ج : أولا أحيي موقع الحديدة و تحياتى لأهل الحديدة جميعا و لأهلنا فى كل ربوع اليمن الحبيب .. فاليمن تسكننى دائما و أتمنى أن يحل السلام و الأمن دائما ربوع اليمن..وأقول للجمهور الحبيب : عليكم أن تفخروا بتراث بلدكم و تعتزوا به ، فهو تراث ثرى و عظيم و له تاريخ ،عليكم أن تكونوا على إلمام به .
الحديدة نت |