لحج نيوز/خاص:سماح جميل - عدن -
ضمن برنامج مشروع نشر ثقافة حقوق الإنسان ورصد الانتهاكات في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتقديم المساعدة القانونية الذي ينفذه مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع مؤسسة المستقبل الدولية FFF ". في كل من محافظات عدن ولحج وابين والضالع وشبوة قامت كل من الأخت تهاني السقاف منسقة الرصد بمحافظة لحج ومعها الأخت سهام فوري عضوه فريق الرصد بالمحافظة بالنزول الميداني الى عدد من قرى مديرية تبن بالمحافظة وهي : الصمصام – العسالي – سفيان – مشقر – عبر السلوم .. حيث قامتا برصد الانتهاكات التي يتعرض لها سكان هذه القرى في مجال (البيئة – النظافة – المياه- والصرف الصحي – السكن ) واستمعتا إلى شكاوي المواطنين الذين يعانون من هذه الانتهاكات المرتبطة بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتي يضمنها لهم الدستور والتشريعات الوطنية والمواثيق الدولية المعنية التي وقعت عليها اليمن ،ولعل ابرز تجليات انتهاك هذا الحق الذي يتعرض له سكان هذه القرى هو غياب كل من الاجهزة الحكومية والجهات المعنية بهذه الخدمات الضرورية (البيئة – النظافة – المياه – الصرف الصحي )!!
ولمزيد من ايضاح هذا الوضع كان لنا لقاء مع فريق الرصد في محافظة لحج والذي قام بسرد واقع هذه الانتهاكات المعنية بحقوق مواطني هذه القرى ..(المشاكل والسلبيات)..
الراصدة سهام فوري: تقول عند النزول إلى قرى الصمصام والعسالي سفيان وجدنا عدد من السلبيات التي تؤثر على البيئة وعلى وضعية المواطن الحياتية في ظل هذه البيئة والتي قد تدخل صورة غير مباشرة في الانتهاكات فيكون الإنسان هو العامل المؤثر والمتأثر في آن واحد وهي كالآتي :
- انتهاكات في مجال ( حق البيئة النظيفة) حيث تم رصد حالات انتشار النفايات وتكدسها في الشارع دون توفر أوعية وأماكن خاصة لحفظ وتجميع هذه النفايات رغم أن هناك (صندوق النظافة ) في المحافظة يستقطع (ضرائب) من كل سكان المحافظة وموازناته بالملايين..
- عدم توفر شبكات الصرف الصحي والمجاري وبدلاً من ذلك هناك حفر بعضها مغلقة وبعضها مكشوفة مما يسبب ذلك انتشار الأمراض بين المواطنين و الأطفال .
- غياب الوعي الصحي لدى السكان مما يؤدي إلى تفاقم المخاطر والمشكلات .
- عدم توفر مياه الشرب الضرورية والصحية , مما يضطر السكان اخذ حاجاتهم من المياه من الآبار باستخدام أواني (مطحلبة) غير نظيفة قد يؤدي مع المدى البعيد إلى انتشار الأمراض ، كما أن شحه المياه تسبب العديد من المشكلات والنزعات بين السكان اضافة إلى بذلهم الكثير من الجهد والتعب والسهر حتى يتمكنوا من الحصول على هذه المياه .
-النفايات منتشرة في كل مكان في هذه القرى وتختلط بمياه المجاري وتنتج عن ذلك الكثير من الأوبئة و الأمراض .
- معظم المساكن مبنية من الطين و هي مجرد عشش صغيرة مبنية من بقايا الأشجار وجميعها مساكن لا تتوفر فيها ابسط شروط مقومات السكن الإنساني.
· منسقة فريق الرصد الاخت تهاني السقاف شاركت ايضا في هذا النزول والرصد الميداني تدلي بدلوها فتقول: أن هناك معاناة ومشاكل نجدها في قرى عبر السلوم ومنطقة مشقر والوهط حيث تعاني بعض هذه المناطق من انتهاك في مجال حق السكن والبيئة النظيفة والصحية، وقد قمنا برصد وضع المساكن في منطقة عبر السلوم وبعض حواري مديرية الحوطة ( عاصمة المحافظة ) ونتيجة لوجود مساكن مبنية من الطين فأنه نتيجة لتراكم مياه لمجاري تحت هذه المنازل بسبب عدم وجود "صرف صحي ومناهل مخصصة للمجاري إضافة إلى ما تسببه مياه الأمطار فأن هذه المنازل تعاني من التشققات ومهددة بالسقوط .
·كما أن سكان هذه المنازل " الطينية " يتعرضون للإصابة بالعديد من الأمراض بسبب تسرب مياه المجاري إلى داخل المنازل.
أما لماذا يعيش هؤلاء في بيوت طينية فذلك يعود إلى رخص تكلفة البناء إضافة إلى تناسبها مع طبيعة المناخ الحار وتتركز مشكلاتهم بدرجة رئيسية في غياب الصرف الصحي ومياه الشرب النقية وانتشار النفايات ،العديد من البيوت الطينية تعاني من التشققات التي تهدد بسقوطها ولان سكان هذه البيوت هم من شريحة الفئات الفقيرة فأنهم لا يمتلكون القدرة على إجراء الترميمات لمنازلهم تلك .
-اما مايتعلق بمياه الشرب فيتم الحصول عليها من خلال الاعتماد على بئر موجود فيها فتؤخذ هذه المياه بدبب السليط غير الصحية التي تستخدم لفترة طويلة مما تكون عرضه للجراثيم والحشرات والشوائب والطحالب كما ينجم عن ذلك التلوث الصحي والبيئي للمواطنين وإصابة الأطفال بكثير من الإمراض .
كما أن عدم وصول المياه ( الحكومية ) في هذه المناطق فترة طويلة تصل لأكثر من سنه , يؤدي ذلك إلى تصدي الأنابيب والحنفيات الخاصة بالمياه وبالتالي قابلية تكسيرها في حالة تدفق المياه إليها مع حدوث تلوث وضرر في الصحة العامة .
-أما بالنسبة إلى المجاري ( الصرف الصحي ) كذلك لم تكن في أحسن حال نرى مجرى الصرف الصحي في الطرقات وعلى جوانب المنازل فلا توجد شبكة خاصة في المجاري وتعتمد هذه المناطق أما على الحفر( البيارات ) المغلقة أو البعض منها يتم تجميع المخلفات بصورة بدويه وذلك لعدم توفر المجاري والحفر الخاصة بالصرف , كما أنه يتم جميع كل ناتج الصرف الخاص بالغسيل ويتم تجميعها في حفر كبيرة مكشوفة أو رميها بجانب أراضي زراعية مما يؤثر ذلك على خصوبة الأرض أو رميها أمام البيوت مما ينتج ذلك سبخ البيوت وضررها حسب ماتبينه الصور ..
-(غياب دور السلطة المحلية – الحكومية في مواجهة هذه المشكلات والأعباء والتي يعاني منها سكان هذه القرى .)
-وجود النفايات المنتشرة في كل مكان بصورة ملفته للنظر والاشمئزاز مع تراكم هذه النفايات وخلطها بالمجاري ( الوحل ) وبالتالي كثرة الحشرات والجراثيم الضارة بالصحة العامة مع انتشار الأمراض الوبائية في هذه المنطقة .
-وانتشار أسلاك الكهرباء بصورة عشوائية والتي تجعل المواطنين والمارين عرضة للخطر .
هذه القرى التي جرى رصد أوضاعها المتعلقة بـ واقع السكن / البيئة / النظافة/ المياه / الصرف الصحي .. بينت نتائج الرصد أنها تفتقد لتواجد الجهات الحكومية المعنية بهذه الخدمات لضرورية رغم وجود مخصصات مالية لكنها تذهب إلى منافذ الفساد الإداري . |