الخميس, 14-أكتوبر-2010
لحج نيوز - 
اعتبر الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، في كتاب "الحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام" أن المرأة نعمة سُخرت للرجال في الدنيا والآخرة؛
اعتبر الشيخ ربيع بن لحج نيوز/بقلم:حليمة مظفر -

اعتبر الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، في كتاب "الحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام" أن المرأة نعمة سُخرت للرجال في الدنيا والآخرة؛
اعتبر الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، في كتاب "الحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام" أن المرأة نعمة سُخرت للرجال في الدنيا والآخرة؛ والمساحة هنا لا تتسع لكل التفاصيل، وسأكتفي بما ذكره في (ص18) حيث يقول "فالله تعالى قد بين في محكم كتابه أنه خلق المرأة للرجل" ويستشهد لتأكيد فكرته بقوله تعالى"وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً" وبقوله "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" ويُعلق على الأولى في (ص 19) "لتدركوا ما ميز الله به الرجل على المرأة وأنها جُعلت للرجل ومن أجله؛ وهذه نعمة عظيمة، وينشأ عنها نعمة أخرى: هي أنها تنجب له الأولاد والأحفاد الذين لا ينسبون إلا إليه لا إلى المرأة.. إلخ" وعلى الثانية "أن المرأة خُلقت للرجل لحكمة عظيمة: وهي أن يحصل له السكن والاستقرار النفسي.. إلخ"!!
وأتساءل: أمعقول أن ينسب مثل هذا الرأي للإسلام؟! فسبحان الله تعالى خالق الجن والإنس ليعبدوه ويشكروه؛ ولم يخلق الدنيا للرجل فحسب!! إنه يذكرني بذات الرؤية التي كان يراها قوم موسى عليه السلام للمرأة في حياتهم؛ بل وتشددوا حتى حرموها مشاركتهم الصلاة؛ فهي لم تُخلق في شريعتهم إلا ليستمتع بها الرجل وتفرخ له العيال وتخدمه!! وأستغرب؛ كيف تناسى المؤلف أنها شريكة للرجل في ولادة الحياة؛ خلقا لبعضهما ليستمتعا ببعضهما ويتعاونا على دفع الحياة للأمام؛ فآدم عليه السلام؛ ما كان يستطيع وحده أن ينشئ البشرية لولا أن خلق الله تعالى حواء عليها السلام؛ ثم كيف وصل إلى هذا الاستنتاج من الآيتين التي استنطق منهما ما رغب به هو؛ لا ما أملته لغتهما الكريمة! فجعل منها نعمة واعتبرها (مفرخة) عياله وأحفاده، ورغم ما لها من عناء الولادة والمخاض ليس لها منهم شيء لأنهم لا ينسبون لها بل له!!؛ سبحان الله؛ هل نسي الشيخ المؤلف فضل الأم الذي جعل يكرره النبي عليه السلام ثلاثا لأحد الأبناء؛ وهو المحسوب على علماء الحديث النبوي؟! ألا يُنادى بني آدم يوم القيامة بأسماء أمهاتهم ليقفوا موقفا عظيما بين يدي الله تعالى؟! وليس ذلك إلا لفضلهن؛ بل كيف يفوت المؤلف وهو العالم الجليل بأن في اللغة العربية ما يُعرف بظاهرة (التغليب) وهي من جماليات الإيجاز فالإعجاز؛ فتقول مثلا (على "الآباء" / "الأبوان" الاهتمام بأطفالهم) فغلب لفظ (الأب) على (الأم) بينما المقصود (الآباء والأمهات)؛ هكذا كان فيما استشهد به حين أتي الخطاب للمذكر في "مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا" أي من بعضكم بعضا أزواجا؛ فـ(أزواج) يدخل فيها الذكور والإناث؛ ويؤكد ذلك الخطاب الذي وجه للجماعة (لكم) أي رجالا ونساء؛ فالله تعالى جعل الرجل للمرأة وجعلها له؛ وقد ميز كل منهما بما يحتاجه الآخر ليتكاملان معا؛ ثم تأتي "وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً" أي للزوج من زوجته أبناء وأحفاد؛ والزوجة من زوجها أبناء وأحفاد؛ فهي نعمة مشتركة؛ وذات الأمر يصدق على الآية الثانية؛ فالزوج يسكن لزوجته كما تسكن هي إليه؛ إنهما يحتاجان بعضهما؛ لتتكامل حياتهما. لم انته بعد؛ ولكن المساحة صغيرة؛ وسنكمل لاحقا.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-8834.htm