الخميس, 21-أكتوبر-2010
لحج نيوز/الحوادث : عثمان صالح -

قبل فترة ليست بعيدة بدأت هذه السلسلة المهمة بتحليل معلوماتي قلت فيه متساءلاً "هل اقتربت نهاية الملياردير معن الصانع " وحين التقطت المواقع الإلكترونية وبعض الصحف العربية التحليل وراحت تناقش ماجاء فيه، كان ضرورياً أمام القراء الذين اولوني ثقتهم وتساءلوا في تعليقاتهم بضرورة مواصلة الكتابة بما لدي من معلومات لوقف نزيف الخسائر في السوق السعودي تحديداً بسبب استفحال أزمة شركة سعد ووسائل معن الصانع في التهرب من التزاماته، ومن اجل ذلك كتبت الحلقة الأولى من سؤال مهم وهو " لماذا اقتربت نهاية الملياردير معن الصانع ؟ وفي الحلقة الأولى ذكرت عدة أسباب ووثقتها بالمعلومات والأرقام واليوم حل موعد الحلقة الثانية من السلسلة المهمة والتي اثبتت أن كل ماجاء فيها نابع من معلومات لاتنحاز لطرف على حساب طرف لأنها ابتغت الحقيقة فقط.
وفيما أخط بقلمي بداية الحلقة الثانية وقعت مفاجأة من العيار الثقيل تتمثل في تفاعل الكونغرس الأميركي مع رسالتيي عضو لجنة الأمن الداخلي بالكونغرس بيتر كينغ وهو التفاعل الذي لن يعجل فقط بحدوث سقوط مدو لمعن الصانع وشركاته الهشة التي استعملها لغسل الاموال وعلى رأسها "بنك اوال" الذي قال عنه محافظ البنك المركزي البحريني رشيد المعراج أن هناك شبهة في قيام البنك بغسل أموال وتقديم معلومات كاذبة، وبالفعل بدأ الكونغرس تحقيقاته عبر لجنته المالية وكانت المفاجأة المدوية أن اللجنة طلبت من محامي أسرة القصيبي التقدم بإفادة كاملة وشهادة عما اقترفه الصانع من مخالفات، ولجنة الشؤون المالية معنية اكثر بتتبع تحركات الأموال التي تدخل البنوك الأميركية يترأسها السيناتور دنيس مور وكانت أم المفاجات أن اللجنة لم تسمي أي شركة او جهة باستثناء معن الصانع وشركاته وهو أمر لم ينبع من فراغ لأن هناك حملة بحث واسعة تبدأ من الخبر في السعودية مروراً بالمنامة في البحرين حتى بنك اوف اميركا أسفرت عن وضع يد جهات اميركية على أوراق ومستندات ووثائق مهمة تشير إلى تورط معن الصانع في غسل الاموال، لا سيما أن مستنداً رسمياً أكد هذا التورط بعدما اختلف معن الصانع مع أحد مساعديه الذي قال أن قيامه بقبول تحويلات من اذربيجان هي النقطة السوداء في تاريخه المصرفي.
وأن كانت اللجنة الأميركية على موقعها على الانترنت اشارت إلى معن الصانع من واقع أوراق ومستندات حصلت عليها جهات اميركية أخرى فأن نهاية الملياردير معن الصانع على وقع هذه المشكلة لم تقترب فقط بل بدأت. وماهي إلا فترة وجيزة لإستكمال تقنين التهمة وضبط المبالغ المشتبه في غسلها ليبدأ فصل جديد يضاف لأزمات عدة فعليه يعاني منها معن الصانع :
أ- هناك أزمة حالية اعترف بها مساعده وذراعه الأيمن معن الزاير مؤداه عجز الصانع او توقفه عن سداد قروض مستحقة لأكثر من 60 مصرفاً سعودياً وعربياً وعالمياً.
ب- استمرار المكابرة وعدم الإعتراف بما قام به من الحصول على قروض يستوجب عليه تسديدها بعدما ثبت أنه حصل عليها لحسابه الشخصي او عبر مؤسسته المصرفية بنك اوال من خلال تزوير توقيعات أسرة القصيبي بما فيه توقيع لأحدهم بعد أن وافته المنية دون أن ينتبه معن الصانع لهذه الحقيقة الكارثة وهذا التبجح في عملية التزوير.
ج- البدء في تصفية بعض أصوله بشكل سري لتنفيذ مطالبات حتمية لبعض الدائنين.
د- وجود تنسيق فعلي بين السلطات الأميركية ونظيرتها السعودية في تفعيل قوانين وإجراءات عمليات غسل الاموال.
وياتي الموقف السعودي منطلقا من سلسلة تحقيقات لم تتوقف منذ انهيار مجموعة الصانع واكتشاف قيام كبار مسؤوليها بعمليات تزوير واسعة النطاق للحصول على قروض وهمية، وحسب ما بلغني من معلومات موثقة فأن مستويات التحقيق في المملكة تدرجت عبر لجان مختلفة إلى أن بلغت إلى مستواً رفيع جداً.. أنتهى إلى أهمية إجبار الصانع على سداد القروض التى حصل عليها بأسماء أفراد من عائلة القصيبي مع أعتبار أن تلك الأفعال تستوجب التوقيف والحبس والمحاكمة مع استمرار منعه من السفر نهائياً مهما كانت المحاولات التي يبذلها الصانع عن طريق مقربين منه.
وتشير المعلومات إلى أن تزامن التحقيق في الكونغرس مع بدء اجراءات تنفيذية في السعودية لجهة تنفيذية ما أوصت به لجنة تحقيق سرية رفيعة المستوي سيكتب السطر الأخير بنهاية أسطورة معن الصانع وسيكشف حقيقة حجم الأحتيالات وطريقة بناء الثروة التي وضعته من ضمن قائمة فوربس.
وفضلا عن التداعيات السابقة ومع صدور قرار صريح من محكمة الكايمن برفض رفع حظر التجميد مع قيام النائب العام البحريني بدرس التقرير الذي أعدته شركة تحقيق اميركية نجد أن هناك 3 عواصم معنية في الوقت الراهن ستتضافر لكشف حقيقة الصانع وهي نيويورك والرياض والمنامة، في وقت تتحدث فيه المعلومات عن إنكشاف الكثير من أسرار الصانع في الإمارات والتي دارت حول حصوله علي قروض بإسم أسرة القصيبي بأوراق ووثائق مزورة وصور فوتوغرافية للمستندات الرسمية وهو الأمر الذي وضع بعض البنوك الإماراتية في مأزق لتغطية اخطائها أمام مساهميها.
أن معن الصانع خطا الخطوة الأولى في تشييع جنازة أمبراطوريته المالية والتي بناها كما قال محامي القصيبي في أحد محاورها عبر غسل أموال أطفال رئيس جمهورية.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 12:01 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-8882.htm