لحج نيوز - أصبح الحصول على أخبار المشاهير وصورهم، سهلاً ومتيسراً للمعجبين والمعجبات، مما حدا بالفتيات إلى البحث عنهم ومحاكاتهم، فامتلأت الغرف ب"ألبومات" الصور، بل وأصبح حديث الفتيات عنهم بشكل مستمر.
وما يلفت النظر أن البعض منهن

الأحد, 24-أكتوبر-2010
لحج نيوز/الرياض،:تحقيق - سحر الشريدي -
 أصبح الحصول على أخبار المشاهير وصورهم، سهلاً ومتيسراً للمعجبين والمعجبات، مما حدا بالفتيات إلى البحث عنهم ومحاكاتهم، فامتلأت الغرف ب"ألبومات" الصور، بل وأصبح حديث الفتيات عنهم بشكل مستمر.
وما يلفت النظر أن البعض منهن أصبح مخزن أخبار متكامل عن كل المشاهير، إلى جانب انضمامهن لصفحاتهم الخاصة عبر الشبكات الاجتماعية "الفيس بوك"، وبوحهم بمشاعرهن عن تلك الشخصيات، ولم يقتصر الأمرعلى شخصيات عربية فقط، بل إن هناك الكثير من الشخصيات الأجنبية التي ظهرت واشتهرت في مجتمعنا، ك" ليتوك" و"تاركان" و"ليدي غاغا" و"هيرتك روشان".

وسائل الإعلام

أشارت "مريم سليمان" إلى أنّ لوسائل الإعلام ووجود "الإنترنت" الدورالكبير لتفشي ذلك الأمر، مضيفةً أن للشبكة العنكبوتية دورها في الحصول والتعرف على كل ماتريده الفتيات عن تلك الشخصيات، فهنّ لايتوقفن على صورة أومعلومات، بل يتراكضن على الخبر الجديد الذي يتعلق بذلك المطرب أوالممثل، فالإنترنت سبب رئيسي في ذلك التعلق.
وتؤكد على ذلك الرأي "وعد محمد"، التي اعتبرت الإنترنت وسيلة للبحث عن ما تريده الفتاة بكل تفاصيلها، مضيفةً أنّ الفتيات بحاجة إلى تفهم واقعهن ومعاناتهن، ولأن الوالدين لايفهمان طبيعة الفتاة، ولا الظروف التي تمر بها، فقد لا يحسنان التصرف مع المشكلة التي تواجهها.

فراغ عاطفي


وعلّلت "أم الجازي" تعلق الفتيات بالمشاهير، إلى الفراغ العاطفي الذي يشعرن به، ولا يجدن سوى تلك الشخصيات للتنفيس العاطفي، إما عن طريق تعليق الصور، أو طباعة أسماء المشاهير على الملابس، مبينةً أن ما تعيشه الفتاة من فراغ يجلب لها البحث عن وسيلة لتفريغ مابداخلها، فالحاجة ماسة لاحتوائها في تلك المرحلة الحرجة.
وقالت "أم ريوف": إنّ هذا الجيل يُحتم علينا قبول أي شيء منهم، لكن مكوثهم أمام الإنترنت مدة طويلة قد تطلعهم على أمورلا نعلمها، وأضافت: أفتقد للحوار مع ابنتي ولا أعرف استخدم الانترنت لكي أراقبها، وكذلك "السِّرية" لدى هذا الجيل مقلقة، وهو ما يظهر من خلال إقفال أجهزتهم الحاسوبية بأرقام سرية!.

إعطاء الثقة

وأكدت "سارة القحطاني" أن إعطاء الفتاة الثقة مطلب ضروري، حتى تشعر بكيانها وبأهميتها، مشيرةً أنّ الزيادة في إعطاء الثقة، وعدم المراقبة في كل شي، قد يؤدي إلى تعلق الفتاة بشخصيات لا أهمية لهم، وهذه المرحلة تعد حرجة جداً على الفتاة، كونها تهتم بهؤلاء وتبحث عن أدق التفاصيل عنهم.

فترة وتعدي

إلى جانب موازنة الأمور وإعطاء الثقة ومراقبتها اعتبرت "لولوه الحمد" تلك الفئة مهمشة وماينتابها - شيء وقتي -، موضحةً أن الفترة التي تمر بها الفتاة وتعلقها بهذا وذاك، أمر طبيعي في هذه المرحلة، لأنها قد لا ترى الثقة بمن حولها، ولا تستطيع التحدث مع أقاربها، إما لفارق السن أولعدم ارتياحها مع ذلك الشخص، فهي تقوم بالبحث عن بدائل، مشيرةً إلى أنه إذا كانت هناك مراقبة من قبل الوالدين أوإخوتها فهو أمر طبيعي، لأن تلك المرحلة وقتية، معتبرة أنها "فترة وتعدي".
وتعارض "نوف الموسى" من يردد "فترة وتعدي" قائلةً: إن تلك الفترة من عمر الفتاة تحتاج إلى ملاحظة من قبل الوالدين، إلى جانب تنظيم الرحلات العائلية، لكسر حدة الروتين الذي يتعايشون فيه، ولملء وقت فراغهم بما هو مفيد، مشيرةً أنّ الفتاة تتعلق بتلك الشخصيات للفراغ الاجتماعي الذي تعيشه، كما أن تفكك الأسرة يجعلها تبحث عن شيء يملأ وقتها، مضيفةً أنّ هناك أُسراً متشددة تمنع الفتاة قهرياً، لتجعلها تعبر عن مشاعرها بعيداً عنهم.

تقليد وتفاخر

واعتبرت "نوره عبد الرحمن" أنّ المجتمع لم يسلم من التقليد سواءً إيجابي أم سلبي، مشيرةً إلى أن ماتفعله الفتاة تقليد ومفاخرة بين صديقاتها، فهي تبحث عن شخص آخر - إما أجمل أو أشهر -، لتتباهى به فقط، لكنه في الواقع لا يمثل لها أي شيء.
كما استطلعت "الرياض" آراء عدد من الفتيات المتعلقات بهؤلاء المشاهير، فقد أكدت "نهى أحمد" عن إعجابها الشديد بعدد من الشخصيات، وذكرت بأنها تقوم بالبحث عن أخبارهم وصورهم النادرة عن طريق الإنترنت، مضيفةً بأنها في كل فترة تتعلق بأحد الشخصيات، وتهتم بأخباره، مرجعةً ذلك للفراغ الذي يحاصرها، مرددةً: "ما عندنا غير النت"، وحول موقف والديها من تلك التصرفات، قالت: يدركون بالفترة التي أمر بها، ويعلمون أنني سأقوم بالعدول عن ذلك في أي وقت، ولم أجد الممانعة منهم.
"نوره عبدالله" فتاةً أخرى دوماً يردد والدها "ما عندك ذوق يا بنيتي"، عندما يراها تجمع في صورة أحد المشاهير وتتابع أخباره، ذاكرةً أنها منجذبة لأحد الشخصيات المشهورة -لأسلوبه وشخصيته -، ومحتفظة

فشلت في التقليد

ولم تقف حدة الإعجاب والاحتفاظ بالصور في الجوال، بل تضيف "غاده محمد" التي سردت عدة أسماء للمشاهير، مشيرةً أنها تقوم بوضع صورهم في البوم خاص بهم، إلى جانب الجدران و"البراويز" المتواجدة في أرجاء غرفتها، مشيرةً إلى أنها تستطع تقليدهم، فقد حاولت مراراً وتكراراً وفشلت في ذلك، قائلةً: مَن ليس لديه الموهبة فإنه لن يستطيع التقليد!.
إلى جانب فشل "غادة" في التقليد إلا أن "بشاير فهد" لديها الموهبة في ذلك، فقد ذكرت أنها تقوم بتقليدهم في كل شيء، من ملبس وتصرفات وطريقة الحديث - حتى قصات الشعر -، مضيفةً: أعلم أنني لن أستفيد شيئاً، لكن قليل من يستطيع تقليدهم، لرفض أسرهم ذلك ومنعهم لهم، مؤكدةً أن لديها حرية شخصية، وتسعى لتكون متميزة بينهم، كما أن الكثير من صديقاتها يعجبه ذلك، وفي بعض الأحيان يسمونها باسم الشخصية التي تقلدها.

تبادل صور المشاهير

اما"ريم عبدالعزيز" فهي تحتفظ بما يقارب (346) صورة لأحد المشاهير، لأنها تعجب بشخصياتهم وبأشكالهم وتصرفاتهم، قائلةً: "لم أكن أعرف هؤلاء فقد كنت أسمع عنهم كثيراً، حتى بحثت عبر الانترنت، فأصبحت تستهويني أخبارهم والبحث عنها، بالإضافة إلى المدونة الخاصة بهم التي أتابعها بشكل مستمر لمعرفة مايدور بينهم"، وأضافت: إنني أعمد إلى التصويت مراراً وتكراراً لهم أثناء دخولهم أي منافسة مع أشخاص آخرين.
والدتي منعتني
وتقول "هنادي ناصر": إن والدتها منعتها كثيراً من التعلق بالمشاهير، لكنها تجد المتعة في ذلك، مضيفةً أنها لم تجد بدائل، فالروتين اليومي في المدرسة، والضغوط التي تواجهها تمنعها من أي عمل آخر، كما أنّ مقابلة التلفاز والانترنت جعلتها تشعر بالملل، وهذا الشيء يجدد الحماس بداخلها، ويشعرها بأن هناك شيء جديد لابد أن تفعله.

كسر الحواجز

وتشدد "د.عواطف العبيد" - مستشاره أسرية وتربوية - على ضرورة كسر الحاجز بين الفتاة ووالديها، ومحاوله التقرب منها بالعديد من الوسائل، إما عن طريقة الحوار أو الجلسات العائلية، موضحةً أهمية إطراء الفتاة بعبارات الثناء والمديح، كي تشعرها بقيمتها وأهميتها وكيانها، معددةً بعض الأسباب التي تجعل الفتيات متعلقات وهاجسهم الوحيد هؤلاء المشاهير منها: "الفراغ" الذي تعيشه داخل الأسرة، وعدم التقارب الفكري بين الآباء والأبناء، مما سبب فجوة في علاقة الآباء مع الأبناء، إلى جانب استخدامهم للتقنيات الحديثة جعلتهم ينفتحون على العالم الخارجي دون رقابة، بالإضافة إلى الإعلانات التي تحوي هؤلاء وطريقة إظهارهم؛ تجعل الفتاة أكثر تعلقاً بهم، داعيةً الفتيات إلى الانضمام إلى الأعمال التطوعية والمراكز المتنوعة، لتشغل وقت فراغها ليعود النفع عليها وعلى مجتمعها.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 05:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-8914.htm