لحج نيوز - كشفت مصادر مقربة من علي سالم البيض أن سلسلة لقاءات شهدتها الأسبوع الماضي مدينة "ميونيخ" الألمانية بين من وصفتهم بـ"القيادات التاريخية" للجنوب أسفرت أخيراً عن تراجع "البيض" عن

السبت, 13-نوفمبر-2010
لحج نيوز/ميونخ -المانيا -

كشفت مصادر مقربة من علي سالم البيض أن سلسلة لقاءات شهدتها الأسبوع الماضي مدينة "ميونيخ" الألمانية بين من وصفتهم بـ"القيادات التاريخية" للجنوب أسفرت أخيراً عن تراجع "البيض" عن قرار "فك الارتباط"، والشروع بمناقشة خيار "الفيدرالية"، والاتفاق على استئناف الحوار بعد إجازة عيد الأضحى، والالتزام بالحفاظ على السرية التامة لمجريات الحوارات الدائرة ريثما يتم الاتفاق نهائياً على صيغة محددة.
وأوضحت المصادر: أن الحوارات التي ترأس قطبيها كلاً من علي سالم البيض، وحيدر أبو بكر العطاس، قاطعها علي ناصر محمد، فيما طُرد منها أحمد عمر بن فريد إثر خلافات نشبت في الجلسة الأولى للحوار بينه وبين محمد علي أحمد وصالح عبيد، الأمر الذي اشترط "العطاس" طرده لاستئناف الحوار، الذي حضرته أيضاً قيادتا "تاج" الأصلية والمنشقة.

وأشارت المصادر إلى أن حيدر أبو بكر العطاس تقدم بمشروع جديد مختلف عن مشروعه السابق "المعلن" بتفاصيله، غير أنه يصب أيضاً في الخيار الفيدرالي، وأنه عرض جملة من الأسباب التي برر بها اقتراحه الفيدرالية، والتي بدت للبيض "مقنعة إلى حد ما"، وباشر على أثرها مناقشة جزئيات مشروع "العطاس"- الذي رفضت المصادر الإفصاح عن التفاصيل التي اختلف بها عن مشروعه السابق.

وتؤكد المصادر ذاتها، أن علي سالم البيض وافق على معظم ما ورد في مشروع العطاس، غير أن الخلاف دار على ثلاثة نقاط، أهمها "الضمانات" التي تحول دون الانقلاب على الاتفاق، وآلية الارتباط بالسلطة المركزية، إلى جانب "جزئيات" مرتبطة بالمؤتمر العام "المفترض" لإقرار جميع "القوى الجنوبية" على المشروع..

وفيما أكدت المصادر أن "الموافقة المبدئية" على المشروع الفيدرالي أصبحت أمراً مفروغاً منه، فإنها أشارت إلى أن "نسبة التفاوت بالآراء ما زالت كبيرة" بشأن نقاط الخلاف، وقالت أن لقاءات "ميونيخ" انتهت بالاتفاق على استئناف الحوار بعد إجازة عيد الأضحى- نهاية نوفمبر الجاري- ليقدم كل من القطبين تصوراتهما لتسوية نقاط الخلاف، كما تم التشديد على الحفاظ على السرية التامة لكل تفاصيل مجريات الحوارات التي دارت، تفادياً لردود أفعال بعض التكوينات، وما قد يصاحبها من حملات إعلامية قد تفسد الحوارات الدائرة.

كما نوهت المصادر إلى أن علي سالم البيض عقد خلال يومي الخميس والجمعة سلسلة لقاءات "منفصلة" مع قيادات في الخارج تنتمي لمكونات انفصالية مختلفة، بحث مع كلً منها على حدة التطورات الجديدة، وأكدت أن "البيض" لم يجرؤ على الإفصاح عن طبيعة مشروع العطاس، نظراً لمعارضة الكثيرين للفيدرالية، إلاّ أنه بدأ بالتمهيد للموضوع بالحديث عن الفيدرالية "كمرحلة أولى تسبق مشروع الانفصال"، ورجحت أن "البيض" يحاول استنباط ردود الأفعال.
من جهة أخرى،أفادت مصادر خاصةأن لقاءات "ميونيخ" تأتي كنتاج لتحركات مكثفة شهدتها الساحة الانفصالية في الخارج خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتخللتها لقاءات واتصالات عديدة قامت بها شخصيات رفيعة في أحزاب اللقاء المشترك في إطار "لجنة الحوار الوطني" التي يقودها عملياً الشيخ حميد الأحمر، والتي لم تنحصر تحركاتها على ساحة الانفصاليين في أوروبا، بل امتدت أيضاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تؤكد مصادر "نبأ نيوز" قيام شخصيات قيادية في الحزب الاشتراكي اليمني بعقد عدة لقاءات وندوات في نيويورك وكاليفورنيا مع التكوينات الانفصالية، تم فيها تأكيد موقف "المشترك" عموماً مع الحراك، وموقف الحزب الاشتراكي بشكل خاص "كجزء لا يتجزأ من الحراك"- على حد تعبير أحد قياداته.

ويواجه "المشترك" مشكلة كبيرة بعدم قدرته على خوض الانتخابات، نظراً لخسارته نفوذه في المحافظات الجنوبية إثر مغادرة الغالبية العظمى من عناصره صفوف أحزابه والتحاقها بصفوف الحراك، فإنه ربط مشاركته بالانتخابات بشرط مشاركة الحراك في تسوياته الدائرة مع الحزب الحاكم، وهو الأمر الذي يسعى جاهداً لإنجاح تحركاته مع الانفصاليين في الخارج، وبذل لأجله أموالاً طائلة، وسط أنباء لم تتأكد بعد عن دفعه بشخصيات خليجية للتأثير على المواقف.
أما بالنسبة لـ"البيض" فإن تراجعه عن دعوته لـ"فك الارتباط" يأتي على خلفية تراجع شعبيته إلى الحضيض في أوساط الحراك في الخارج، وانقلاب المكونات الانفصالية عليه، التي رفضت تلبية دعوته لعقد مؤتمر موسع لجميع مكونات الخارج، ورفضت حتى قبول الدخول بتشكيلة أي لجنة تحضيرية، معتبرة دعوته بمثابة "فخ" للحصول منها على تفويض بزعامته للجنوب..
ومما فاقم من مخاوف "البيض" هو التحركات التي قام بها حيدر أبو بكر العطاس، وعلي ناصر محمد، ومحمد علي أحمد، وصالح عبيد قبيل رمضان الفائت في بريطانيا، والتي عرضوا خلالها مشروع "العطاس"، وحدث إلتفافاً واسعاً حوله، بعد إقناعهم باستحالة فك الارتباط، واشتراطه مشاركة جميع القوى الجنوبية بما فيها المقصية منذ الاستقلال 1967م، في الوقت الذي كان "البيض" يرسخ المناطقية، ويعمل على تفتيت صف "الجنوبيين" وفقاً للخارطة التي أفرزتها أحداث 13 يناير 1986م الدامية.. ويتخوف "البيض" حالياً من أن تسهم الظروف الإقليمية والدولية في الدفع بمشروع "العطاس" إلى الساحة الوطنية اليمنية كمخرج وحيد لإعادة الاستقرار إلى الجنوب، والحيلولة دون تردي الأوضاع اليمنية..

وهكذا فإن "الزعيم" الذي أفاق بعد 15 عاماً من الهزيمة، وعاد في زمــن الديمقراطية ليدعي وراثته لجنوب اليمن، لم يجد أخيراً من سبيل للخروج بماء الوجه سوى الركوع أمام السيد "العطاس"، الذي رفض بالأمس استقباله..!!

نبأ نيوز
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-سبتمبر-2024 الساعة: 10:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-9473.htm