لحج نيوز - شهدت العاصمة المغربية الدار البيضاء اليومين الماضيين، مسيرة حاشدة احتجاجاً على الحملة التي تصفها الرباط بالمغرضة و"التي تقوم بها بعض الجهات السياسية والاعلامية الإسبانية ضد

الأربعاء, 01-ديسمبر-2010
لحج نيوز/"الحرة":متابعات -

شهدت العاصمة المغربية الدار البيضاء اليومين الماضيين، مسيرة حاشدة احتجاجاً على الحملة التي تصفها الرباط بالمغرضة و"التي تقوم بها بعض الجهات السياسية والاعلامية الإسبانية ضد المصالح العليا للمغرب".
وذكر مصدر إعلامي مغربي رسمي أن 3 ملايين شخص شاركوا في التظاهرة بدعوة من الأحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان في حين اكدت السلطات المحلية ان العدد هو 2.5 مليون متظاهر.
وحمل المشاركون في المسيرة صور الملك محمد السادس والأعلام الوطنية، ورافعوا شعارات تدافع عن الوحدة الترابية للمملكة وسيادتها، كما اصطف ممثلون عن أحزاب سياسية وقيادات نقابية ومنظمات حقوق الإنسان وناشطون وفنانون ورياضيون إلى جانب مئات الآلاف من المواطنين الذين قدموا من كافة جهات المملكة الأربع، ليعبروا عن إدانتهم القوية وتصديهم للمواقف العدائية لبعض الأوساط الإسبانية وفي مقدمتها الحزب الشعبي الإسباني ضد المصالح العليا للمملكة.
ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "هو تواطؤ فاضح يظهر، بكل بساطة وعمق"، "الحزب الشعبي الإسباني هو حزب يؤيد أطروحة انفصاليي البوليساريو"، و"لا للمزايدات والاتهامات المجانية"، وهتفوا جميعا "الشعب المغربي والإسباني يدا في يد" و"لا للمواقف العدائية للحزب الشعبي الإسباني المناهضة لمصالح إسبانيا والمغرب".
وفضح المشاركون في المسيرة الشعبية الأكاذيب التي روجتها بعض المنابر الصحفية التي لم تتوقف عن الخروج عن أخلاقيات المهنة باستغلالها صور أطفال فلسطينيين أبرياء كانوا ضحية العدوان الإسرائيلي على غزة في انحياز تام للروايات المنافية للواقع والتي تمس عدالة القضية الأولى للشعب المغربي، كما استنكروا استغلال القضية الوطنية الأولى في حسابات انتخابية ضيقة، مؤكدين عزمهم الدفاع بالغالي والنفيس عن المصالح العليا للمملكة والتصدي بكل الوسائل لكل من تسول له نفسه المس بسيادة الوطن.
وردد المشاركون بإيقاعات حماسية النشيد الوطني، كما رددوا الأغنية الشهيرة لمجموعة جيل جيلالة "العيون عينيا"، كما اصروا على أن يظهروا للعالم أن "الصحراء هي أرض الأجداد، فلا تقسيم ولا حدود" في تحد قوي لكل القوى المغرضة التي تسعى للنيل من سيادة المملكة ومصالحها العليا.
وشكلت المسيرة مناسبة لتكريم عناصر قوات حفظ النظام الذين سقطوا شهداء في الوقت الذين كانوا فيه يؤدون واجبهم الوطني وللاعتراف بالجهود التي تبذلها هذه القوات دفاعا عن ثغور المملكة، كما اظهرت حجم التعبئة الشعبية لهذه المسيرة عمق المشاعر الوطنية ومدى تشبث المغاربة بوحدة وطنهم وإصرارهم على الدفاع عن حقوقهم الشرعية، والتحامهم ووقوفهم صفا واحدا دفاعا عن السيادة الوطنية.
وحسب المصدر ذاته، فإن المسيرة "تأتي رداً على مناورات الحزب الشعبي الإسباني من أجل تسريع التصويت بالبرلمان الأوروبي على قرار منحاز يحاول المس بالوحدة الترابية للمملكة، وبالعلاقات المغربية الإسبانية، كما تأتي هذه المسيرة الشعبية تعبيرا عن الإجماع الوطني حول قضية الصحراء المغربية، وعن إدانة الشعب المغربي للقرار المنحاز وغير العادل وغير المتزن للبرلمان الأوروبي حول أحداث العيون".
وأضاف "تهدف هذه المسيرة أيضا إلى إثارة انتباه الرأي العام الدولي إلى التضليل الإعلامي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة الإسبانية منها في معالجتها لأحداث العيون من أجل المس بصورة المغرب وخدمة مخططات الجزائر وصنيعتها البوليساريو".
غضب شعبي مغربي
وأكد عباس الفاسي الوزير الأول، والأمين العام لحزب الاستقلال أن الشعب المغربي بمشاركته في هذه المسيرة الحاشدة أكد خلال هذا اليوم المشهود الذي سيسجل بمداد الذهب في تاريخ المغرب الحديث، أنه مجند على الدوام للدفاع عن مغربية الصحراء، وأن استرجاع الصحراء حسم بشكل نهائي.
وقال الفاسي "بهذه المسيرة الضخمة نوجه رسالة الى خصوم وحدتنا الترابية، خاصة جارتنا الجزائر ولا أقول الشعب الجزائري ولكن السلطات الجزائرية، التي تعاكس المغرب بقوة وعنف وتعبئة منذ المسيرة الخضراء حتى أصبحنا نعتقد أنها قضيتها الأولى في الوقت الذي يتعين أن تعتبر التنمية الاقتصادية والاجتماعية هي قضيتها الأولى".
وجدد الوزير الأول في هذا الصدد التأكيد على أن القضية الأولى بالنسبة للمغرب هي وحدته الترابية، مبرزا أن هذه المسيرة الحاشدة تعتبر كذلك رسالة موجهة الى "الحزب الشعبي الاسباني، هذا الحزب المتطرف الذي له حنين للماضي وللمرحلة الاستعمارية، الى حد أنه بدأ يقول إن الصحراء إسبانية".
ويرى نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية "أن المسيرة الشعبية الحاشدة تعبير عن وحدة الصف الوطني التي تشكل الدرع الواقي الذى يقف في وجه كل الحملات العدائية ضد المملكة".
وقال بنعبد الله أن المسيرة أكدت أن المغرب لا يمكنه أن يذعن للمحاولات الحقيرة التي تقوم بها بعض الأوساط السياسية والإعلامية الإسبانية من أجل المس بسيادة المملكة ووحدتها الترابية، مشددا على أن المجتمع المغربي بكل قواه الحية عبر من خلال مشاركته القوية في هذه المسيرة عن تعبئته من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية القضية الأولى لكل المغاربة.
وأكد عبد الكريم بنعتيق الأمين العام للحزب العمالي أن المسيرة الشعبية هي رسالة بليغة لكل الأطراف المعادية للمغرب سواء في الجزائر أو في إسبانيا مفادها أن "الوحدة الترابية للمملكة هي قضية أمة بأكملها ملكا وشعبا".
وأضاف بنعتيق أن المغاربة لن يقبلوا أي مساس بالوحدة الترابية للمملكة أو بسيادتها، مبرزا أن هذه المسيرة تعبر عن استعداد أكثر من 30 مليون مغربي للدفاع عن الصحراء المغربية.
وقال عبد الحميد الجماهري عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن "المسيرة رسالة واضحة ومتعددة المعاني والأبعاد لكل الأطراف المعادية للمغرب، كما أثبتت أن القضية الوطنية لا زالت قوة معبئة لصفوف الشعب المغربي وأن الروح الوطنية سليمة ومعافاة".
وأضاف أن المسيرة ذات مغزى وقوة أخلاقية تستنكر مستوى العجز الإنساني والأخلاقي لدى جزء من نخبة إسبانيا وجزء من إعلامها، وتفضح محاولة تلفيق المآسي والمجازر للمغرب والتغاضي عن حقيقة ما وقع.
وأشار إلى أن المغاربة شعروا باستهانة وسائل الإعلام واليمين الاسباني بأرواح أبنائهم من قوات الأمن الذين تعرضوا للذبح.
واعتبر الجماهري أن المسيرة رسالة إلى الشعب الجزائري تنبهه الى أن جزءا من الطبقة السياسية الجزائرية اختار الانحياز إلى اليمين الاستعماري الفاشي في إسبانيا، وما يمثله ذلك الانحياز من سرقة لتاريخ الشعب الجزائري وثورته، ونضاله بجانب الشعب المغربي ومن أجل الوحدة المغاربية.
وخلص إلى القول أن المسيرة تأكيد للمجرى الدائم لحقيقة التفاف المغاربة قيادة وقاعدة حول وحدتهم الترابية، كما أنها تمثل يوما مشهودا لتجديد التعاقد بين مكونات الشعب المغربي للدفاع عن الوحدة وصيانة الكرامة والتصدي لكل أشكال التمييز والاستكبار وتزييف الحقائق.
ومن جانبه، أكد ميلودي مخارق المنسق العام لأعمال الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للعمل أن المسيرة الشعبية بالدار البيضاء هي تعبير قوي عن إيمان الأمة المغربية بعدالة قضيتها.
وأضاف مخارق أن مناضلي ومناضلات الطبقة العاملة تعتبر المسيرة تأكيد على رفض كل مساس بالسيادة المغربية، مشيرا إلى أن الطبقة العاملة تشارك في معركة وطنية من نوع آخر، وتعبر عن استعدادها للتصدي لمحاولات الجزائر والجهات الإسبانية المعادية للمصالح المغربية.
وأشار إلى أن الطبقة العاملة ستعمل على شرح وتوضيح الموقف العادل للمغرب لكافة النقابات الأوربية والدولية.
وأكد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن المسيرة الشعبية بالدار البيضاء هي صيحة "كفى" في وجه الجهات المعادية للمغرب، مشيرا إلى أن "الأمة المغربية انتفضت بأكملها من خلال هذه المسيرة للتعبير عن إحساسها بالظلم"، وتأكيد رفضها للمغالطات التي تروجها الجزائر والجهات الإعلامية والسياسية الإسبانية.
واعتبر صلاح الدين مزوار رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المسيرة بمثابة تجسيد لمناخ الديمقراطية والحرية والحداثة، التي تنعم به المملكة المغربية، كما أنها تشكل رسالة جديدة من الشعب المغربي إلى كافة من يفكر في المساس بالوحدة الترابية للمملكة.
وأضاف أن هذه المسيرة تعد كذلك رسالة أخوة وصداقة إلى الشعب الإسباني مفادها أنه لا يجب أن يعتمد على الأكاذيب التي تروجها بعض القوى المعادية للوحدة الترابية للمغرب، مشيرا إلى أن الشعبين المغربي والإسباني محكوم عليهما بالعيش في جو يسوده السلام والأخوة.
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 06:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-9820.htm