لحج نيوز - 
نظمت محافظة تعز وجمعية كنعان لفلسطين أمس بقاعة المركز الثقافي بتعز حفلاً خطابياً وفنياً بمناسبة العيد الـ 43 للاستقلال الـ30من نوفمبر واليوم العالمي للتضامن مع

الأربعاء, 01-ديسمبر-2010
لحج نيوز/ تعز:حسـن نايـف -

نظمت محافظة تعز وجمعية كنعان لفلسطين أمس بقاعة المركز الثقافي بتعز حفلاً خطابياً وفنياً بمناسبة العيد الـ 43 للاستقلال الـ30من نوفمبر واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وإحياء الذكرى السادسة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، وفي الحفل الذي حضره الأخ يحيى محمد عبدالله صالح – رئيس جمعية كنعان لفلسطين والدكتور باسم آغا سفير دولة فلسطين بصنعاء ونجلا الشهيد صلاح خلف وعدد من قيادات السلطة المحلية والتنفيذية بالمحافظة ألقى الأخ حمود خالد الصوفي – محافظ محافظة تعز كلمة جاء فيها:صباح الخير لفلسطين، حين يتبرعم قلبها، يوم ميلاد ثورة، وشروق شمس، وانتصار أمه.
صباح الخير لكل أم فلسطينية، تهب نهار الحياة، طفلاً، يرضع أبجدية الثورة – حجراً ومقلاعاً، وأيقونة رفض.
السلام على شهداء الأرض المحتلة، الصاعدين من دمائهم، صوب أفياء الجنة يرشحون من أجداثهم، عطراً ومسكاً وطيباً.
السلام على شهداء الـ(30) من نوفمبر الذين حرروا بدمائهم جنوب وطننا الغالي..
الضيوف الكرام:
استهلُّ البداية بمقالة أحد المجيدين.
كانت الساعة لا أدري ولكن
من بعيد شدني صوت المآذن
كنتُ أدري ما على ردفان يجري
أن أخواني وأهلي
أذرعٌ تحتضن النور
وأرواحٌ تصلي
في طريق الراية الخضراء
في شبه الجزيرة.
لم تكن كلمات فقط، ولكنها إيذانٌ بجلاء مستعمر، غاصب من وطننا، قالها شاعر مجيد امتشق ليلهُ مع ثلةٍ من الأحرار، اليمنيين، على جبال ردفان، ووهبوا أرواحهم، ثمناً ليوم الجلاء الذي تحقق في الـ30من نوفمبر 1967م، ذلك التاريخ، الذي أعاد ماء وجهنا العربي إثر نكسة حزيران، حين ظن أعداء الحرية، وطغاة العالم، أنه ماعاد في ذاكرة العرب، حدثٌ يتباهون به غير أن رحيل آخر جندي مستعمر من أرض اليمن، قلب موازين الرهان، وضيع عليهم فرصة الشماتة، بواقعنا العربي، الذي ظلمته الظروف، وخذلته الأحداث، حين أجهزت عليه طعنات الداخل، وخذلان الرفاق.
نحتفل اليوم باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وهي نفس مناسبة احتفالاتنا بالذكرى الـ(43) للاستقلال الوطني الناجز، وقد تحقق لبلادنا، بقيادة زعيمنا العروبي الوحدوي الفذ الرئيس علي عبدالله صالح، جملة من الانتصارات القومية، وفي طليعتها، اعادة تحقيق وحدة التراب اليمني، ومناصرة كل القضايا العادلة، وفي مقدمتها، قضية فلسطين حيث لم يهدأ باله إلا حين ساوى بين شهداء الثورة الفلسطينية، والثورة اليمنية، وظل هاجسه أثناء حصار بيروت عام (82) هو كيفية إنقاذ المقاومة، ومؤازرتها، والوقوف إلى جانبها حتى نُحقق أهدافها المشروعة في الدفاع عن نفسها، إيماناً بوحدة المسار اليمني الفلسطيني، الذي عبر عنه الزعيم الراحل ياسر عرفات، حين أعلن من قاعة فلسطين في عدن صباح الثاني والعشرين من مايو 1990م (أنها ليست وحدة، وإنما لحمة، سينضم إليها الشطر اليمني الثالث، وهو فلسطين، في صباح، يرونه بعيداً، ونراه قريباً).
الأخوات والاخوة
(سيكون لنا، ذات يوم، وطن)
هكذا قالها أبوإياد، ومضى نحو السماء، تعانق روحُه صيرورة البقاء الأبدي، كلمات أطلق فيها نفير اللحظة، واستنفر مآذن القدس وكنائس حيفا، ويافا، والجليل.
كلماتُ مازالت حتى اليوم، تشكل الوطن الفلسطيني، حجراً حجراً، وشجرةً شجرةً، ومدينةٌ مدينة، محتفظاً برائحة الشهداء وعبق تاريخهم.
وإذا كان لنا في البدء من سيرة نستهل بها صباح التضامن مع الشعب العربي الفلسطيني واحتفالنا بذكرى عيد الجلاء، الـ(30) من نوفمبر، فليست سوى ومضة من سيرة القائد، والمناضل الشهيد صلاح خلف(أبوإياد) البطل، الذي نتمثل روحه، المحلقة بيننا، في شخص نجليه العزيزين منير صلاح خلف، وإيمان صلاح خلف، فأهلاً ومرحباً بهما وبذكرى والدهما العظيم الذي كان، في حياته يحمل فلسطين كاملة، ويحلمُ بفلسطين كاملة وعندما اخترق الرصاص جسده أصاب فلسطين كاملةً أيضاً.
لكن(الوطن) الذي ناضل أبوإياد لاستعادته وقضى من أجله، مازال يمد شهداءه بالحياة الجديدة، مستلهماً من تاريخهم ومن وصاياهم، عزيمة البقاء ووسيلة الديمومة.
لم يكن صلاح خلف الشهيد الفلسطيني أول شهداء الثورة الفلسطينية، ولن يكون آخرهم، لكنه، بلاشك، واحد من أهم رموزها وقادتها وفي سيرته من الولادة إلى الشهادة تلخيص للعذاب الفلسطيني وللإنجاز الفلسطيني أيضاً.. وليس لفلسطين يوماً نتضامن فيه وحسب، لكن أيامنا، وسنوات أعمارنا، وهتاف أرواحنا، كنا ولايزال وسيظل، لفلسطين العربية الصامدة.. فلسطين الأمل المُشرع في آفاق عيوننا، والحلم الرابض في أعماق مواجيدنا.. فلسطين الوطن المرابط والمقاوم، تحت قوس النار، يثور لكرامة شعبه، وحريته الممتدة، بين أزيز الطلقة، وفوهة البندقية.
فأهلاً ومرحباً بكم، وبكل عربي حر شريف، وبكل ضمير مخلص نظيف، في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، يوم التآزر مع الحق الفلسطيني، يوم الثبات مع الكرامة العربية، والحرية لأرض فلسطين.
حين أرادته الشرعية المعوِّجة، للعدالة الدولية المجحفة، يوماً للإضرار بحق الشعب العربي الفلسطيني، وأصدرت فيه قرار التقسيم الجائر رقم(181) في التاسع والعشرين من فبراير 1947م.
عند تلك اللحظة الفاجعة توقف الزمان، وتخشبت الأيام، واستدار حلم التحرر من الوصاية الاستعمارية البغيضة – مذعوراً يندب للقلب العربي جرحه الأزلي الغائر، في ذاكرة التاريخ العربي الموجوع.
يئن تحت وطأة التهجير المنظم، لقراصنة العالم، صوب الأرض المباركة، في بيت المقدس..
يئن جراء هذا النزوح القسري لأبناء فلسطين، عن أرضهم، وتجاهل نداءاتهم منذ ستين عاماً.. يلتحفون الثورة هوية معلومة، ويتدثرون الرفض، موقفاً، ضد عبث الهيمنة الدولية المعتله، رحلوهم عن فلسطين، لكن فلسطين ظلت رابضة في حناياهم، رغم سنوات اللجوء، في مدن الدنيا، ومخيمات الشتات.
يئن إثر هذا التواطوء العالمي، والصمت الدولي المريع
إزاء التنكيل الأرعن، بشعب فلسطين
إزاء التشريد الهمجي لأبناء فلسطين
إزاء الحصار المضروب على أبناء فلسطين
إزاء توسيع رقعة التوطين، وتجريف الأراضي، وإشاعة السلوك العنصري البغيض، ضد إخواننا في فلسطين.
وأضاف محافظ تعز ندعو اليوم وكل يوم إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يسعى كيان(الهول كست) إلى إلغاء كل مشاريع السلام، ووأد حلم الوطن المستقل، من خلال إقرار قانون الاستفتاء، على أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وهم بذلك قد سبقونا، إلى ممارسة فعل الإجهاض المبكر، لمشاريع السلام الانهزامية، قبل أن نسبقهم إلى رفضها وعدم الاعتراف بها.
ذلك ما يؤكد اليوم، صدق انتصارنا لفعل المقاومة، منذ نادى بها الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، حين أراد لفلسطين أن تكون القضية المركزية، لكل أبناء الشعب العربي وكل حل بمعزل عن الانسحاب الكامل، والغير مشروط، من الأراضي العربية المحتلة، يعد سلاماً ناقصاً، ولايفضي إلى عدالةٍ، تؤتي ثمارها على وجه الإطلاق، ذلك ما نريد أن نكرسه كوعي نضالي، في مفاهيم حياتنا الجديدة، ليعلم كل دعاة الزيف، أن جلوسنا ذات يوم على مائدة المفاوضات، لم يكن استسلاماً وإنما رغبة في التعايش القائم على العدل، والرافض لكل أشكال الإقصاء والإلغاء، وعدم الاعتراف بدولة فلسطين كاملة، على كامل حدودها.
وقال الصوفي إن الوجه الحقيقي لإسرائيل، والذي يتعين علينا أن نكرس ملامحه في مفردات حياة أطفالنا، في مناهجهم المدرسية، في أناشيدهم، وفوق دفاترهم في حكايات أمسياتهم، وتعابير وجوههم.
هو ذلك الاستحواذ القذر، والرغبة في إلغاء تاريخ شعب عظيم، والاعتداء الذي ينزع إلى الإبادة والقتل والتنكيل والسلوك المنحرف الهمجي الذي يجيز لهم الاعتداء على المقدسات، والموروث، والحضارة والتاريخ.
ومن المهم في مثل هكذا مناسبة أن نترسم تلك المواقف المشرقة، ولانغفلها من سفر نضالاتنا بدءاً، بالبطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي ، مروراً بالشهيد عزالدين القسام، وانتهاء، بالزعيم جمال عبدالناصر البطل المثال، وقوميته الثائرة التي انتصرت لفلسطين مروراً بالملك فيصل بن عبدالعزيز وعروبته التي لم تقايض بحرية فلسطين، وبشكري القوتلي وأحمد بن بلاه، وصولاً إلى زمن، الرائد الذي لايكذب أهله، القائد العربي الفذ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي أستهل باكورة عهده بعطاءات، من مددٍ لايكف، ومؤازرةٍ لاتستكين.
فذاك مشهدٌ بالغ الروعة، يسطر مجدُه بوميض من البرق اليماني الخاطف، ويعلن للتاريخ، أن الزمان يمكن أن يتكرر، وأن نجدةً المقداد بن عمر، قد تأتي بعد ألف وأربعمائة عام، في وثبة حفيده القائد اليمني علي عبدالله صالح.
استحقت فلسطين عن جدارة أن تصبح – في كل سياقات العمر النضالي، والزمن الملحمي – ذاكرتنا التي لاتشيخ، ونهارُنا الأبدي الذي لايغيب منذ أراد لها شهداء المقاومة الفلسطينية الأبرار، وزعماء الفصائل التحررية أن تكون أرضاً تلفظ الدخلاء والرعاع، وتعاف وطأة العملاء والمأجورين.. منذ أراد لها الثائرون بالطلقة الشجاعة واللهب المقاوم، أن تكون جحيماً على الصهاينة البغاة.
رجال حملوا أرواحهم على أكفهم، وذهبوا لملاقاة الموت، عن طيب خاطر، وفي قلوبهم يستقر الإيمان، يقيناً بالنصر، (فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
القائد الشهيد ياسر عرفات، الشهيد صلاح خلف (أبوإياد)
أمين الحسيني – سليم الزعنون – خالد الحسن – فيصل الحسيني – أبوعلي مصطفى – أبويوسف النجار – ممدوح عدوان – محمود درويش – غسان كنفاني – سميح القاسم – الشيخ الشهيد أحمد ياسين – الشهيد عبدالعزيز الرنتيسي – الشهيد يحيى عياش – المناضل محمود عباس (أبومازن)، نايف حواتمه – جورج حبش، وكل بطل وثائر هو مشروع شهيد، على أرض فلسطين الصابرة الباسلة.
الأخوة والأخوات الكثير الكثير ممن تركوا، في فجر الحلم الفلسطيني – سيرة مضيئة، تنحني لها الأجيال، وتشرئب لها الأعناق.
وعلى الضفة الأخرى من أرضنا العربية، تشرق لبنان، بأبنائها الأفذاذ، تتقدم قوافل شهدائهم عروس الجنوب اللبناني المقاوم سناء محيدلي، أول فدائية، خلعت ثوب زفافها، وحزامها الذهبي، واستبدلته بحزام ناسف، تخترق موقعاً عسكرياً للعدو الصهيوني، وتنفجر هناك، فعلاً استشهادياً محضاً، يخلف عشرات القتلى، والعديد من الجرحى.. وكتبت توصي أهلها (أفرحوا يوم استشهادي، فذاك يوم عُرسي) وفتحت سناء محيدلي، مسارات الحرية والكرامة، بهذه اللغة الجديدة، لتبرهن للأجيال، أن الدم لايراق، إلا من أجل استقلال الوطن السليب، أو الأرض المغتصبة من عدو غاشم، ومسaتعمر بغيض.
لكن الزمن المغلوط قدم إلينا بفتاوى الأقبية والحوزات، ومراجع الصلف، لتجعل من الأبرياء والأطفال والآمنين من الناس هدفاً للأحزمة الناسفة، والعبوات المتفجرة، في حاضرنا اليوم.
أن فقه الإرهاب، قد تمادى في فتواه، ليجعل الأوطان الآمنة – مسرحاً للموت الرخيص، في حافلات مدارس الأطفال وأن المقاومة ضد العدوان، قد استدارت لتغدو اختطافاً للسياح، وقطع الطرقات، وترويعاً للبسطاء، في دورهم، وانتهاك حرمات الأوطان ويالبؤس هذه المفارقات العجيبة.
حضرات الضيوف الأكارم
دعونا في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، أن نطلقها دعوة يمانية صادقة مخلصة وأمينة في هذا المعترك العربي الراهن، والواقع الملبد بغيوم السلام المتخاذل، دعوة لتوحيد الخطاب العربي المقاوم.
دعوة لتوحيد فصائل النضال الفلسطيني، وانتهاج خيار المقاومة، وعدم التفريط بذرة من تراب فلسطين.
- دعوة للمؤازرة الكاملة, والدعم اللامحدود, من كل الشعوب العربية, والإسلامية والشعوب المحبة للسلام, والداعية للتعايش السلمي, متمثلين مقولة القائد الراحل, والشهيد البار بقضيته(أبو عمار) ومن على منبر الأمم المتحدة.. (ياسادة العالم.. ها أنا قد جئت, حاملاً في يدي غصن زيتون, وفي الأخرى.. بندقية,.
الحرب تبدأ من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين, فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي)
فهنيئاً لكم أيها الشهداء وأنتم تحتشدون في صبح القيامة, حاملين رؤوسكم, أكليل غار.
لله ضوء عيونكم, وطن يجيء من القيود, معفراً بالمسك من شغف التراب, ومن تباريح الصحاري, من مواويل البحار.
الراحلون تجمهروا في جنة الرضوان:
لا أرض لنا..
كنعان جنَّتنا..
شممناها هُنا في روضة للخلد..
يطربنا عبير الموت..
عطر الليل والبارود
أغنية المنافي والحصار)..
حضرات الضيوف
أعتذر للإطالة, ولتكن آخر دعوانا إلى الله, أن يتغمد أرواح الشهداء بالرحمة والمغفرة, وأن يثبت الأرض, تحت قدم كل بطل مقاوم, يؤمن بالنصر, ويرفض الموت المؤجل, فوق الأّسرة, في غرف التكييف, ويحث الخطى نحو السماء, صوب حرية فلسطين, وكرامة شعبنا العربي المرابط, في أرض فلسطين, وبين عينيه, يشرق الغد مزهواً بالنصر, مؤملاً بما قاله الشهيد والقائد المعلم(أبو أياد):
سيكون لنا ذات يوم وطن
في الأخير......
وقاب قوسين أو أدنى, من موت سامق, يحتضن القضية والهوية والقذيفة معاً, يؤذن محمود درويش, بصوته الجمهوري الباذخ:
يادامي العينين والكفين..
إن الليل زائل..
لاغرفة التفتيش باقية..
ولازردُ السلاسل..
نيرون مات, ولم تمت روما..
بعينها تقاتل.
وحبوب سنبلةٍ تموت..
ستملأ الوادي سنابل..
الوحش يقتل ثائراً.
والأرض تنبت ألف ثائر.
ياكبرياء الجرح لو مُتنا..
لقاتلت المقابر..
كلمة رئيس جمعية كنعان
وكان الأخ يحيى محمد عبدالله صالح- رئيس جمعية كنعان لفلسطين قد ألقى كلمة قال فيها:
الأخوات والأخوة..
أهلاً بكم في تعز الأبية عاصمة الحرية ومدينة الأحرار, أهلاً بكم في تعز الحالمة دوماً بالتغيير نحو الأفضل, أهلاً بكم في تعز نبع الأفكار القومية التقدمية, أهلاً بكم بين أبناء تعز حراس الوحدة الوطنية,
أهلاً بكم في يمن العروبة والوحدة وهو يعيش اليوم ذكرى الاستقلال الناجز ذكرى اندحار الاستعمار البريطاني عن الأرض اليمنية, ففي مثل هذا اليوم في الثلاثين من نوفمبر 1967م حقق اليمن استقلاله وارتفعت رايات المجد لتعلن تحقيق انتصار الثورة اليمنية ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر.. فتحية وألف تحية لمناضلي الثورة اليمنية الشهداء منهم والأحياء والذين لولا نضالاتهم وتضحياتهم العظيمة لما استطعنا أن نكمل مسيرتنا النضالية لنحقق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح- رئيس الجمهورية(حفظه الله).
أيتها الأخوات.. أيها الأخوة.
نجتمع اليوم لنحيي أكثر من مناسبة عزيزة على قلوبنا, نجتمع اليوم لنحيي يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الموافق التاسع والعشرين من نوفمبر في كل عام, هذا اليوم الذي أقر من الأمم المتحدة اعترافاً منها بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودعوة للمجتمع الدولي بضرورة التضامن مع شعبنا الفلسطيني ودعم نضاله المشروع من أجل تحقيق أهدافه الوطنية وفي المقدمة منها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كما نجتمع اليوم لنحيي الذكرى السادسة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات(أبو عمار) شهيد فلسطين- شهيد الأمة العربية, هذا الاستشهاد الذي يجعلنا يوماً بعد يوم نشعر بعمق الخسارة التي لحقت بنا جراء غياب هذا القائد العظيم ماأحوجنا هذا اليوم أن نستلهم تراثه النضالي الوحدوي من أجل حماية شعبنا الفلسطيني وثورته وضمان صمودها واستمرارها في وجه الهجمة الصهيونية الشرسة والتي تكشف كل يوم عن عنصريتها البغيضة المعادية للسلام وللقيم الإنسانية.
كما ونجتمع اليوم لنكرم أسماء الشهداء الأعزاء على قلوبنا جميعاً.. نكرم اسم الشهيد صلاح خلف(أبو إياد) القائد الفلسطيني البارز أحد العلامات المضيئة في مسيرة الثورة الفلسطينية هذا القائد الذي حلم بفلسطين كاملة فأصيبت كلها بغيابه, رجل الفكر والممارسة الثورية الذي آمن بضرورة توحد كل الأفكار على اختلاف مشاربها شرط أن تنطلق من أجل فلسطين وتعمل على تحريرها نكرم اسم هذا الراحل الكبير بإطلاق اسمه على الطريق الممتد من خط بير باشا إلى جولة فندق السعيد بمدينة تعز, كما نكرم اسم الاستشهادية البطلة سناء يوسف محيدلي هذه الاستشهادية اللبنانية والتي ضربت مثلاً في التضحية والفداء من خلال عمليتها البطولية والتي كبدت العدو خسائر جسيمة قدرت بنحو خمسين قتيلاً وجريحاً هذه الفتاة العربية التي كانت أولى الاستشهاديات أعطت مثلاً للعالم كله بأن الفتاة العربية - المرأة العربية - تقف جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل في معركة الحرية والاستقلال ومتساوية معه في الفداء والتضحية.. فتحية وألف تحية للمرأة العربية المناضلة وإننا إذ نكرم اسمها بإطلاقه على الحديقة الواقعة في مديرية القاهرة لهو تكريم لكل المناضلات في سبيل الحرية والحياة الكريمة.
أيتها الأخوات.. أيها الأخوة.. الحضور الكريم
إن القضية الفلسطينية قضيتنا جميعاً تمر في هذه الأيام بمنعطف خطير جداً هذا المنعطف المتمثل باشتداد الهجمة الصهيونية الشرسة.. وأكثر من أي وقت مضى لابتلاع الأرض الفلسطينية كل الأرض الفلسطينية من القدس حتى نابلس والخليل استيطاناً ومصادرة بوقاحة قل نظيرها دون خشية من رادع بل على العكس نراه يطالب بالمكافآت الضخمة على احتلاله والمكافآت على تجميد العدوان ظاهرياً ولأيام معدودات, إن مانشهده اليوم هو انقلاب جذري على الشرائع الدولية.. على القيم الإنسانية.. على حقوق الشعوب حيث يكافأ الجلاد وعلى الضحية أن تدفع الثمن من أرضها ومن قوتها ومن حريتها فهل يعقل أن يحاصر مايزيد على مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة لأكثر من أربع سنوات هل يعقل أن نعتبر دخول قافلة مساعدات للقطاع انتصاراً هل يعقل أن تعتدي القوات الصهيونية وتقتل وتجرح وتأسر ناشطين مسالمين يحملون الخبز والدواء لأبناء غزة.
إن هذا المشهد المأساوي والظالم يقابل بصمت المشجع على الصعيد الدولي وصمت مريب على الصعيد العربي وباستمرار الانقسام على الصعيد الفلسطيني, إن مواجهة هذه الهجمة الشرسة تتطلب قبل كل شيء الإنهاء الفوري لحالة الانقسام الفلسطينية وإعادة توحيد صفوف شعبنا الفلسطيني وإعادة الاعتبار للمقاومة بكافة أشكالها وإجراء مراجعة جذرية للمسيرة الفلسطينية من أجل الاتفاق على منهج موحد مقاوم يضع الدول العربية أمام مسئوليتها التاريخية وأمام شعوبها لتجيب على هذا السؤال الجوهري هل يمكن أن نصنع سلاماً مع من لايريد السلام, إن العدو الصهيوني يثبت لنا بل ويصفعنا كل يوم رافضاً السلام ولايرى إلا العدوان سبيلاً للتعامل معنا علينا أن نقف لاستخلاص استراتيجية عربية تستند إلى الوحدة الفلسطينية وحدة الصف والنهج لنقف أمام المجتمع الدولي وأمام الولايات المتحدة الأمريكية ونقول لها بأن السلام لايبدأ من الضحية بل يبدأ من المعتدي والمحتل ليكف عن عدوانه وينهي احتلاله وليفهم الجميع بأن السلام والاستقرار في هذه المنطقة برمتها يتوقف على فلسطين وعلى استرداد حقوق شعبها وتمكينه من ممارستها..إن الصمود في وجه هذه الهجمة الصهيونية الشرسة يتطلب منا جميعاً فلسطينيين وعرب أن نقف أمام أنفسنا ونتحمل تبعات هذا الصمود المقاوم وصولاً إلى اليوم المنشود يوم الحرية والاستقلال يوم إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
عاشت فلسطين عربية مستقلة..
الحرية لأسرانا والشفاء العاجل لجرحانا..
المجد والخلود للشهداء الأبرار..
كلمة السفير الفلسطيني
والقى الدكتور باسم الآغا سفير دولة فلسطين كلمة قال فيها احيي محافظة تعز قيادة وأفراداً لإعزازهم لفلسطين وقادتها واهلها .. منوها ان للقاء اليوم تجسيدا للسمو والكبر لما تقدمه جمعية كنعان الفلسطينية وفي مقدمتها الأخ العزيز يحيى محمد عبدالله صالح رئيس جمعية كنعان لفلسطين احياء للأمل ووفاء عز فية الوفاء في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني واحياء لذكرى الرئيس ياسر عرفات وتسمية شارع باسم صلاح خلف ابو اياد وحديقة المناضلة سناء محيد لي .. واضاف في العام الماضي تم تكريم الشهيد القائد ابو جهاد لك التحية يا يحيى محمد عبدالله صالح وللجمعية وكل منتسبيها ..كما اتوجه بالتحية والاحترام والتقدير رفيع المقام لرمز اليمن وفارس العرب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وللشعب اليمني الحبيب .. وانقل تحيات الرئيس محمود عباس ابو مازن رفيق درب ياسر عرفات لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح ومن أهل فلسطين للجهود المضنية التي بدلها فخامته من أجل تحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية ونهنئ اليمن الحبيب بعيد الاستقلال قائداً وحكومة وشعبا ..ان يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يتوافق مع يوم تقسيم فلسطين يوم التضامن أقرته الأمم المتحدة مع قناعتنا الكاملة بالأمم المتحدة ولكننا كفلسطينيين نعيش الظلم والقهر نوجه لانفسنا سؤالا الى متى الظلم والعذاب والقهر والتشرد والحرمان والمنافي وبلاد الغربة والاغتراب من عذاب في سجون الاحتلال وسلب الأرض والاستيطان وجدار الفصل العنصري والقتل والتشريد .. مؤكدا ان الشعب الفلسطيني منذ 1917 وشلال الدم نازل وتهويد القدس على قدم وساق ونسف البيوت والمجازر في جنين وطول كرم وغزة ونابلس وخان يونس وحي الياسمينة ودار ياسين قناء الأولى والثانية ومدرسة بحر الغضب وحصار غزة المكلومة ان الاقدار القاسية تفرض على الشعب العربي الفلسطيني ان يعيش بعيدا عن ارضة ووطنه يحمل بين جنسية تاريخ شعبه واماله والامه وتفتحت العيون على ما قي تدمع وجراح تنزف وارض تسلب وشهداء تواريهم الثراء واسراء في الزنازن خلف القضيان وشقاء حياة المخيمات وتقتضينا المطارات وحياة قاسية مريرة في المنافي والسؤال الى متى .. ان الشعب العربي الفلسطيني يواجه اقداره بمواجهة الاحتلال وبكل وسائل المواجهة باجياله وثوراته وانتفاضاته المتعاقبة بدءاً بمطلع العشرينات الى يومنا هذا انها حكاية النضال الفلسطيني المعمد بالدم والدموع والحجارة والالم والمنافي علينا الاستمرار بالنضال لتحقيق اهدافنا بالعودة لفلسطيني التاريخية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى ديارهم من جديد إن صلاح ابو اياد وسنا محيد لي والشهداء يعدون معلما لبقاء الروح الفلسطينية حرة منطلقة رغم كل الانكسارات من حولنا وهاهم ابناء اليمن وفلسطين يحملون الوفاء والود.. في الاخير نحيي الشهداء ابو علي اياد والشيخ احمد ياسين وجورج حبش وابو علي مصطفى وخالد حسن وابو جهاد خليل الوزير وابو يوسف النجار ومحمد سعيد باعباد.
الأمين العام
كما القى السيد مارك فاند نبرغي ممثل صندوق الأمم المتحدة في اليمن رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين جاء فيها :
في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني من كل عام، نتأمل في حالة الفلسطينيين ونفكر في المزيد الذي يمكن أن نقدمه من أجل السلام. إن عام 2011 يشهد موعدين بالغي الأهمية ، أولاً، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهدا بالسعي من أجل التوصل إلى اتفاق إطاري بشأن الوضع الدائم بحلول أيلول سبتمبر . وثانيا، فإن السلطة الفلسطينية تمضي على الطريق الصحيح لكي تتم بحلول أب أغسطس خطتها التي تمتد لسنتين استعدادا لإقامة الدولة.. كما ان المجموعة الرباعية قد أشارت في اجتماعها الذي عقد في شهر أيلول سبتمبر 2010 ، إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق في الإطار الزمني الذي حدده الزعيمان ، وإلى أن السلطة الفلسطينية قادرة على إقامة الدولة في أي وقت في المستقبل القريب ، إذا حافظت على أدائها الراهن في بناء المؤسسات وتوفير الخدمات العامة.
وفي الحفل القيت كلمة من قبل أسرة المناضل الشهيد صلاح خلف القاها نجله أياد أشاد فيها بمواقف اليمن الدائمة للقضية الفلسطينية وأكد أهمية اللحمة الوطنية الفلسطينية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في طرد الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.. كما القت الأخت عبير الزوقري كلمته مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وتخلل الحفل قصيده ألقاها الشاعر معاذ الجنيد وفقرات انشادية وغنائية واستعراضية.
بعد ذلك قام الأخ يحيى محمد عبدالله صالح – رئيس جمعية كنعان لفلسطين بتكريم عدد من القيادات ورجال الأعمال والصحفيين وأسر الشهداء حيث تم منحهم درع الجمعية، والمكرمون هم:
حمود خالد الصوفي - محافظ محافظة تعز
أياد صلاح خلف – نجل الشهيد صلاح خلف
علي محمد سعيد أنعم – عضو مجلس الشورى
سمير رشاد اليوسفي – رئيس مجلس الإدارة – رئيس التحرير
مدين ياسين – مؤسسة الرأفة للأدوية
نزار العبادي- موقع نبأ نيوز الإخباري.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 11:22 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-9821.htm