الخميس, 16-ديسمبر-2010
لحج نيوز - احمد قاسم العمري لحج نيوز/بقلم:احمد قاسم العمري -

بإسدال الستار على ملحمة بطولة خليجي عشرين في ثغر اليمن الباسم عدن التاريخ والحضارة بذلك النجاح الباهر الذي عده المراقبون علامة فارقة في مسيرة بطولة كأس الخليج العربي منذ انطلاقها في البحرين قبل أربعين عاماً يكون المدى قد انفتح للعالم أجمع – وبالذات الأشقاء في الخليج والعالم العربي- عن كتاب عظيم اسمه اليمن، تقدر الصفحات غير المقروءة منه في مقابل الصفحات التي اطلع عليها العالم أضعاف أضعاف ما كشفت عنه البطولة من رقي حضاري وإنساني طغى على مشهد الإنسان اليمني، وتميز به كنهج ضارب الجذور في أعماق التاريخ وتجليات الواقع..
لربما كان الانتصار الأمني هو المكسب اللافت، وذلك بسبب ما روج له بعض الإعلاميين وبعض الوسائل الإعلامية كذباً وزوراً قبل البطولة من تشكيك في قدرة اليمن على ضبط الأمن، وكذلك الانتصار على تشكيك المرجفين بعدم استكمال التجهيزات .. ولكن هذين الانتصارين على أهميتهما الفائقة لليمن حكومة وشعباً ليساً إلا من قبيل تحصيل حاصل، فاليمن آمنه ومطمئنة وستظل كذلك بفضل قيادتها الحكيمة وعلى رأسها فخامة الرئيس المناضل علي عبدالله صالح والشعب اليمني المسالم بفطرته، وكذلك فإن اليمن فوق مستوى التحديات ولديها من الإمكانيات ما يفوق الإبهار، الأمر الذي ليس بالجديد معه على اليمن أن تحتضن بطولة مثل كأس الخليج، وتنجح فيها أمنياً وتنظيمياً..

إن الرسالة الحقيقة التي قدمها اليمن من خلال بطولة كأس الخليج تفوق طمأنة العالم بأن اليمن بخير وأنه آمن ومستقر.. فالحق أن الوجه الحضاري والنهج المدني لليمنيين – القيادة والشعب- هو أهم ما كشفت عنه هذه البطولة، إلى الحد الذي جعل الكثير من الكتاب والإعلاميين والمثقفين الخليجيين والعرب والأجانب يبدون دهشتهم من المستوى الذي ظهرت به الجماهير اليمنية رقياً ووعياً وتسامياً فوق العصبويات الضيقة..

ففي اليمن لم تكن كرة القدم وإن كانت بالفعل معشوقة الجماهير إلا منطلقاً للدلالة على عظيم ما ينطوي عليه هذا الشعب من عراقة وأصالة يجتمع في الصدور عنها كل العرب بلا استثناء، بالإضافة إلى الانفتاح على الحاضر والحداثة بشكل لا يلغي الثوابت والمقومات الأساسية التي تبقي الإنسان على جوهره الأصيل نقياً من كل الشوائب التي جعلت معها بعض وسائل التقنية الحديثة إنسان اليوم أشبه بالآلة التي يظهر معها مجرداً عن المشاعر والأحاسيس التي تفرضها أواصر القربى والجوار والأصل الواحد.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-9939.htm