لحج نيوز/بقلم: عبد الملك العصار1-3 -
من يتابع خارطة الشرق الأوسط الجديد التي رسمتها السياسة "الصهيوأمريكية " التي شرعت بتنفيذ المعالم الحدودية لهذه الخارطة وحددت حدودها سواء على مستوى البحار والأقاليم الصغيرة في المنطقة أو على مستوى الوطن العربي والإسلامي من بعد أحداث 11 سبتمبر في العام 2001م .
أعتقد أن تفاصيل المجريات والمعطيات الفيزواستعمارية التي انتهجتها أمريكا وحليفتها إسرائيل من بعد أحداث 11 سبتمبر التي استطاعت بذريعتها التوغل داخل الجسد العربي للاستحواذ على مقدراته النفطية وفرض استعمار جديد تحت غلاف مكافحة الإرهاب والقضاء على عناصر تنظيم القاعدة كونه العامل المساعد في تنفيذ الخطة التي رسمتها السياسة الصهيوأمريكية لخارطة الشرق الأوسط الجديدة.
والمغزى والهدف من صناعة الإرهاب القاعدي الذي صنعته سياستها وتهويلها بتضخيم هرم الإرهاب المدعوم من قبلها وفرضت وجوده داخل أقاليم الوطن العربي كونها عملت على تربيته في مزارع أفغانستان وجعلت من حادثة ضرب الأبراج التجارية في 11 سبتمبر ذريعة حتى تغلق كل الأفواه أو يعترضها أحد عندما بدأت باختيار أفغانستان مسرحا للبدء في تنفيذ مشاهد أفلام "الأكشن" لسيناريوهاتها الإجرامية "الفيزو استعمارية" ودخلت بجيشها وقواتها وعتادها العسكري وجثمت أساطيلها في مياه الخليج العربي وغيرها جميعنا يعرف تفاصيل كل ما حدث في أفغانستان وما تلاه من أحداث في الباكستان والعراق وو.. الخ .. كل ذلك كان الهدف منه الوصول إلى تنفيذ ما رسمته السياسة الصهيوأمريكية لبسط هيمنة الاحتلال وإشهار خارطة الشرق الأوسط الجديد.
لم تقف عند ذلك الحد وحسب بل وجهت فلولها الإرهابية عن طريق معسكرات القاعدة التي أوجدتها ودعمتها في ارض الصومال لتفكيكه انتقاما لما حل بجيوشها أثناء غزوها للصومال لتأتي بعدها بصناعة إرهاب جديد ومطور على مستوى المياه الإقليمية لتهدد خطوط النقل البحري من خلال عمليات القرصنة البحرية في مياه خليج عدن والتي تمارس بعناية وحماية صهيوأمريكية جندت لها بعض عساكر البحرية بحامياتها من الدول التي تربطها بها قواسم ومصالح مشتركة .
وفي هذه الجزئية التي تؤكد بأنها لجأت إلى ذلك بعد فشل خطتها بضرب المدمرة " يو أس كول " الأمريكية في ميناء العاصمة الاقتصادية اليمنية عدن بايدي عناصر الإرهاب من تنظيم القاعدة الذين جندتهم أمريكا لهذا الغرض لتنفيذ هذه الخطة التي من خلالها قد تتمكن من السيطرة على المياه الإقليمية للعاصمة الاقتصادية كونها قريبة من خط الملاحة الدولية ومضيق باب المندب وفرض هيمنتها في تلك المياه علها تستطيع إكمال الطوق الذي رسمته في خارطة الشرق الأوسط الجديد.
ولو تحققنا وتأملنا في تلك المعطيات ومجرياتها لوجدنا ان هذه اللعبة الصهيو أمريكية تستهدف شبه الجزيرة العربية وتحديدا أهم دولتين فيها هي اليمن والمملكة العربية السعودية ناهيك عن دول الخليج التي تشكلت في أقاليم صغيرة .. وما يؤكد لنا بأن السياسة الصهيوأمريكية تستهدف السعودية هو ما حدث في السنوات الأخيرة من خلق نزاعات حدودية بين السعودية وجاراتها من دول مجلس التعاون الخليج مثل قطر والإمارات والبحرين - خاصة بعد ان أغلقت اليمن والسعودية ملفات المشاكل الحدودية -.. لتتخذ تلك السياسة الصهيوأمريكية بمحاولاتها الحثيثة لزعزعت أمن واستقرار السعودية من خلال زرع الفتن بين الأشقاء والأخوة لتتحول الحميمية إلى عداوة مفرطة نتائجها التوسع في الشقاق .
فعلا استطاعة تلك السياسة توسيع رقعة الخلافات بين دول الخليج لأضعاف قوتها خاصة بعد إعلان انضمام اليمن إلى المنظومة الخليجية وهذا ما جعل السياسة الصهيوأمريكية تشعر بالخطر خشية ان تنقشع الغيوم وتفشل فقرات المخطط الذي أعدة العدة لتنفيذه.
بعد أن نفذت الخطة " أ " من السياسة الصهيوأمريكية لجأت إلى الخطة " ب " بعد إدراكها بأن العربية السعودية ازدادت قوة بعد أن أمنت ظهرها باليمن بقيام التحالف الأمني والسياسي والاقتصادي الذي وقعت اتفاقياتها في صنعاء والرياض وكانت الخطة " ب " هي كيف يتم إضعاف أمن واستقرار اليمن والسعودية بشكل خاص والمنظومة الخليجية بشكل عام .. وتفتيتها كما صنعت بمجلس التعاون العربي ونجحت في تفتيته لذلك لا بد من أحداث فجوة أولا بين اليمن والسعودية من خلال من تربطهم علاقة بشيعة إيران والنظام الإيراني ، وكان لا بد من خلق صراع بين الحوثيين والنظام اليمني لتمتد بعد ذلك السنت اللهب وشرره المتطايرة الى الجانب السعودي عن طريق الحدود وفعلا سعى الحوثيون الى تفجير صراع الحرب بينهم وبين الأخوة في السعودية لكن كانت هناك حكمة وتعقل أحبطت ذلك المخطط واستطاعت قيادة البلدين تحكيم العقل وأفشلت المخطط الصهيوأمريكي .
ثانيا: استطاعت السياسة الصهوأمريكية ان تزيد من حدة التنافر بين قيادات المنظومة الخليجية الموحدة بإفشال برنامج دمج العملة الخليجية الموحدة وخرجت على اثر ذلك دولتان هما عمان والأمارات بذريعة ان السعودية تعمل على بسط نفوذها وهيمنتها على تلك الدويلات الصغيرة بالرغم من الجهود الحثيثة والتنازلات التي قدمها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لإخراج تلك الدويلات من بوتقة الأخذ بآراء وأفكار أجنبية.
وبعد ان وجدت السياسة الصهيوأمريكية بأن الخطة " ب " تكللت بالفشل ولحقت بنظيرتها الخطة " أ " مع انها استعانت بدول حليفة لها من داخل الإقليم في عملية نجاحها مثل سوريا وإيران لتسهم معها في إضعاف النظام السعودي واستسلامه لمطالب السياسة الصهيوأمريكية .. الأمر الذي دفها الى استخدام ورقتها الثالثة وهي الخطة " ج " مع أنها جزيئية من الخطة " أ " التي استعانت بتنفيذ برنامجها العملي والزمني بربيبها " أسامة أبن لادن " من خلال تحريك عناصر تنظيم القاعدة الذين تم تدريبهم وتأهيلهم في مزارع أفغانستان والصومال وتأهيلهم وصقل مهارتهم في معسكرات جونتنامو الأمريكية ليمارسوا نشاطهم الإرهابي داخل الأراضي السعودية واليمنية من خلال استغلال الصراعات السياسية والحزبية والمذهبية داخل الأراضي اليمنية تسنى لها إقامة معسكرات تدريبية والعمل في سرية تامة تحت غطاء الدين بمساندة من الفصيل لتنظيم القاعدة في الأراضي الصومالية الذي ساهم وساند في عمليات التدريب والتأهيل للكوادر الجديدة ورسم البرامج والخطط للعمليات الإرهابية سواء داخل الأراضي اليمنية أو في المملكة العربية السعودية التي تعمل جاهدة على حماية نظامها وأمن واستقرار مواطنيها بشتى الوسائل خاصة الحراسة الحدودية .. لكن ما من مأمن من توغل عناصر الإرهاب في أراضيها كونهم يستغلون التقارب بين عشائر البدو على الحدود اليمنية السعودية الذين يسهلوا عملية تسريب وتهريب تلك الكوادر الإرهابية الى داخل الأراضي السعودية لتنفيذ سيناريو المخطط الإجرامي للسياسة الصهيوأمريكية الذي يهدف الى إحلال القلاقل والفتن وإقلاق الطانينية العامة من خلال التفجيرات والأعمال الإرهابية التي تمارسها عناصر الإرهاب والإجرام التي تختفي متسترة تحت غطاء الدين والإسلام وهو منهم براء .