الخميس, 03-مارس-2011
لحج نيوز - فلاح السعدي لحج نيوز/بقلم:فلاح السعدي -

من الملاحظ على العراق في حاله الذي يمر فيه أنه كحال اليتيم الذي لم يجد من يأويه ولا من يداريه ولا من يهتم به الفاقد لكل شيء فلا أب ولا ام ولا أخوة ولا أعمال وأخوال...
فيتعطف عليه هذا وذاك لكن بما لا يكفيه بل العكس بما يجعله تحت ذل السؤال وانكسار الحال ...
مع ان لهذا اليتيم ثروات لا تكفي فقط له بل ممكن ان يعتاش بها ويزدهر الوطن بل اوطان معه إلا أن هذه الثروات وقعت بأيدي اناس احتكروها لأنفسهم ولمناصبهم ومصالحهم من الداخل واما الذئاب من الخارج فحدث ولا حرج فهم يلتهمون خيرات العراق ولا يقدرون ولا يحترمون شعبه ولا دمه ...
فكيف لا يسرقون ثرواته بعد ان كانت الحدود غير محكّمة ولا مغلقة بل الأدهى من هذا كله يمدون القتلة والارهاب من حدودهم الى العراق ولقتل العراقيين ...
واللطيف المبكي الدول في الجوار تضم مقرات للقيادات في العراق تاويهم لأجل ان تسيير مصالحها عن طريقهم ...وطبعا هذا قد لا يتم بالوضوح... فالسياسة رسم فنان يمكن ان يضع في لوحة الرسم ما يشاء بحيث انت تراها بشكل وغيرك يراها بشكل آخر وقد يراها الصديق بمنفعته ويراها العدو ضده فالسياسة فن ورسم والخداع فيها سهل يسير...
والذي سهل على الآخرين كثرة الأحزاب والتيارات والانقسامات التي وجدت في العراق ...فصار الاهتمام ليس بالمواطن عموما بل اصبح بمن ينتمي الى ذلك التيار او هذا الحزب او تلك الكتلة وكل من هذه الجهات لها سند خارج العراق وهذا السند طبعا هو المستفيد وهو المتحكم وهو الموجه....
وبين تلك الجهات صار اليتيم (المواطن) العراقي ضحية السرقات والقتل والكذب والتسويف وضحية تردي كل شيء في العراق...
فالعراق الذي هو منبع الثروات ومنبع الحضارات ومنبع الفكر والخيرات أبناؤه يعيشون في ظلم الحال وتردي الأحوال...
فمن البطالة الى سوء الخدمات الى المعاملة السيئة الى تردي التثقيف والتعليم الى السجون الى الاعتقالات من الاحتلال وغيره الى القتل والتشريد والتهجير الى الحال المبكي الحزين الى الملل والانحلال والفساد الاداري والخدمي الى غيرها مما لا يعد ولا يحصى....
ففي دول العالم هناك دولة تزداد فيها نسب الانتحار هل تعرفون لماذا...؟
الجواب هوان الفرد في هذه الدولة توفر له كل شيء مما يريد وما لا يريد وكل ما تشتهي نفسه فيشعر بالملل لن كل شيء متوفر لا يتعب ولا يغضب ...
فلا يبقى امامه شيء الا ان يقتل نفسه لأنه الشيء الوحيد الذي يقوم به بنفسه ....فكل شيء جاهزمجهز له...
والظاهر ان المسؤولين في العراق قد عرفوا هذه الدول ولشدة حرصهم على ابناء شعبهم الطيب آثروا على ان لا يوفروا له شيء لكي لا يقتل نفسه من ملل الراحة والحرية ...فقد قدموا حياة الشعب على سعادته وهو شيء مهم ...!!!
فشكرا لكم اعزائي الكرام على هذا العذر اللطيف...

[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 22-أكتوبر-2024 الساعة: 03:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.lahjnews.net/ar/news-12533.htm